جعلت المملكة من أولوياتها رعاية الفئات الخاصة من ذوي الإعاقة والعجز وشرعت القوانين والأنظمة التي تحمي حقوقهم وفق أحكام الإسلام، وذلك وفق رؤية المملكة 2030،الرامية إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الحصول على فرص تعليم وعمل مناسبة، إضافة إلى تحويلهم من متلقين للمساعدة إلى منتجين.وتحظى الجمعيات الأهلية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، ومدارس التربية الخاصة بمنطقة نجران، بدعم غير محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -،ومتابعة واهتمام من سمو أمير منطقة نجران، وسمو نائبه، لتوفير ما تتطلبه الجمعيات والمدارس من خدمات لمستفيديها من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمنطقة، التي كان لها دور كبير في أبرز عدد من أصحاب الهمم الذين تحدوا الصعاب واستطاعوا أن يكونوا فعالين بين أفراد المجتمع.وفي جولة لـ"واس" على عدد من الجمعيات الأهلية بنجران، التقت بإحدى الموهوبات من ذوي الاحتياجات الخاصة المستفيدة من خدمات جمعية شمعة أمل بالمنطقة، مرام سعود العقربي، التي تبلغ 23 ربيعاً، حيث أوضحت أنها جاءت إلى الحياة فاقدة يديها، إلى جانب فقدان والدها، فكان الرسم والفن بريشتها هو من تحتضنه بدلاً من الفقد والعجز.وقالت مرام : " العجز هو عجز الإرادة وهذا ما تعلمته في خطواتي الأولى، فتعلمت أن أقضي احتياجاتي بمساعدة قدماي، وأن أمسك الريشة بقدمي اليسرى، لتتحدث لوحتي عني".وأضافت : " بعد انتهاء المرحلة الثانوية التحقت بجامعه نجران قسم الحاسب الآلي والآن بالسنة الثانية وأعترف بأن هناك مصاعب تواجهني سواء في المجتمع أو البيئة المحيطة بي وأحيانا تكون الظروف غير داعمة لي لكن مع التحدي والإرادة سأتغلب عليها".بدورها, ضربت الطالبة هاجر علي بالحارث، إحدى طالبات العوق السمعي بالمدرسة الثانوية الأولى بتعليم نجران أروع المعاني في العزيمة والإصرار ولم تكن الإعاقة حاجزاً أمامها للتميز والإبداع ،ورفضت الاستسلام للإعاقة السمعية التي تعانيها منذ طفولتها وتخطت العزلة الاجتماعية مقبلة على الحياة بتفاؤل.وحققت الطالبة هاجر بالحارث مؤخراً، جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق والإبداع في التربية الخاصة في مجال التفوق الدراسي في دورتها الخامسة عشر، الهادفة إلى تشجيع التفوق والإبداع لدى طلاب وطالبات التربية الخاصة في جميع المراحل الدراسية.من جانبه, أكد مدير عام التعليم بمنطقة نجران الدكتور محسن بن علي حكمي، أن الطالبة أثبتت للجميع أن هذه الفئة الغالية على قلوبنا هم أصحاب همم عالية، مشيداً بما يجده ذوو الاحتياجات الخاصة من دعم كبير من القيادة الرشيدة.