دعا المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني قوات «الحشد الشعبي» إلى تجنب «قتل الأبرياء» و «ترك العصبيات» و «الحفاظ على أموال الناس». وقال مخاطباً عناصر الحشد الشعبي: «واعلموا أن أكثر من يقاتلكم إنما وقع في الشبهة بتضليل آخرين»، فيما انتقد تأخر صرف رواتب «عناصر الحشد» معتبراً أنه «لولاهم لكانت الأمور مختلفة». وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء احمد الصافي، خلال خطبة الجمعة أمس، إن «المرجعية تهتم كثيراً بمصالح البلاد، لاسيما وأننا اليوم نواجه هجمات شرسة من قبل الإرهاب»، وانتقد «استمرار تأخر صرف رواتب متطوعي الحشد الشعبي ومستحقات الجرحى والشهداء منهم». وأضاف أنه «لولا جهود متطوعي الحشد الشعبي الذين شاركوا إلى جانب الجيش في قتال داعش لكان وضع البلد غير ما هو عليه الآن»، ولفت إلى أنه «لا عذر لأي أحد في الدولة لعدم الاهتمام بهؤلاء المقاتلين». وكان السيستاني قال في بيان صدر عن مكتبه: «ليعلم المقاتلون الأعزة أن الله سبحانه وتعالى كما ندب الى الجهاد ودعا إليه وجعله دعامةً من دعائم الدين وفضّل المجاهدين على القاعدين، فإنّه عزّ اسمه جعل له حدوداً وآداباً أوجبتها الحكمة». وأضاف: «فما أعظم الخطيئة في قتل النفوس البريئة، وما أعظم الحسنة بوقايتها وإحيائها، فإن وجدتم حالة مشتبِهة تخشون فيها المكيدة بكم، فقدموا التحذير بالقول أو بالرمي الذي لا يصيب الهدف أو لا يؤدّي إلى الهلاك». وزاد: «اللهَ اللهَ في حرمات عامّة الناس ممن لم يقاتلوكم، لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء ولو كانوا من ذوي المقاتلين ضدكم، فإنه لا تحل حرمات من قاتلوا غير ما كان معهم من أموالهم». وأشار البيان مخاطباً «المجاهدين»: «إيّاكم والتسرع في مواقع الحذر فتلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، فإن أكثر ما يراهن عليه عدوكم هو استرسالكم في مواقع الحذر بغير تروٍّ واندفاعكم من غير تحوّط ومهنية». ولفت إلى أن «على الجميع أن يتركوا العصبيات الذميمة ويتمسكوا بمكارم الأخلاق، فلا تغلبنكم الأفكار الضيقة والأنانيات الشخصية، وقد علمتم ما حل بكم وبعامة المسلمين في سائر بلادهم». إلى ذلك، حذر السيستاني من التعرض لغير المسلمين وقال: «فإنهم في كنف المسلمين وأمانهم، فمن تعرض لحرماتهم كان خائناً غادراً، وإن الخيانة والغدر لهي أقبح الأفعال في قضاء الفطرة ودين الله سبحانه». وأضاف: «اللهَ اللهَ في أموال الناس، فإنه لا يحل مال امرئ مسلم لغيره إلا بطيب نفسه، فمن استولى على مال غيره غصباً فإنما حاز قطعة من قطع النيران». وقال: «اعلموا أن أكثر من يقاتلكم إنما وقع في الشبهة بتضليل آخرين، فلا تعينوا هؤلاء المضلين بما يوجب قوة الشبهة في أذهان الناس حتى ينقلبوا أنصاراً لهم، بل ادرؤوها بحسن تصرفكم ونصحكم وأخذكم بالعدل والصفح في موضعه». وجاء بيان السيستاني بعد سلسلة حوادث قتل وحرق في مناطق تم تحريرها من تنظيم «داعش» في ديالى وصلاح الدين والأنبار، أبرزها حادثة مقتل العشرات من الأشخاص في منطقة «بروانة» في ديالى الشهر الماضي، كما قتل شخصان في الأنبار على يد عنصر في «الحشد الشعبي»، وفق مجلس المحافظة.
مشاركة :