السباق المحتدم بين العلم والفيروسات

  • 1/30/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تهاجم فيروسات الإنفلونزا الموسمية كل عام ملايين البشر في جميع أنحاء العالم، غير مبالية بكل ما وصل إليه هذا الكائن المغرور (الإنسان) من تقدم وإنجازات علمية تفوق معظم التوقعات. عل من أهم هذه الإنجازات العلمية/الطبية في القرنين الماضيين هو اللقاحات. ومنذ بدأ السماح باستخدام اللقاحات المبتكرة المضادة للإنفلونزا عام 1945م حتى يومنا هذا، والعلماء وفيروسات الإنفلونزا في صراع مستمر، يتفوق فيه الإنسان حيناً بالوقاية نسبياً من أغلب حالات الإنفلونزا، في حين لا تلبث الفيروسات أن تفاجئ العلماء في العام التالي بتطورها السريع وتغيير صفاتها لتقلل كثيراً من فعالية اللقاحات. وفي هذا العام 2019/2018م كانت السلالة H1N1 (أو ما يعرف في وسائل الإعلام بإنفلونزا الخنازير) الأكثر انتشاراً في العالم، بينما كانت السلالة H3N2 هي الأكثر انتشاراً في العام المنصرم. ومن المعروف علمياً أن لكل سلالة فيروسية صفات تميزها مستمدة من محتواها الجيني، وما يميز السلالة H3N2 عن السلالة H1N1 سرعة تغيير صفاتها المستمدة من سرعة الطفرات الجينية التي تحدث داخل محتواها الجيني. هذا وقد أدى عدم القدرة السريعة للسلالة H1N1 على تغيير صفاتها دوراً كبيراً في زيادة فعالية اللقاح المضاد للإنفلونزا الموسمية هذا العام، حيث سجلت الإحصاءات في بعض الدول أن نسبة فعالية اللقاح قد تجاوزت 70 في المئة في مقابل 40 في المئة تقريباً في العام الماضي. مع الأخذ في الحسبان وبحسب الإحصاءات الأميركية الحديثة، فإن موسم الإنفلونزا ينتهي بنهاية فبراير من كل عام. وطبقاً لمعلومات منظمة الصحة العالمية فإن الفيروسات المسببة للإنفلونزا الموسمية أربعة أنواع، يرمز لها بالحروف الأبجدية الإنجليزية A، B، C، D. هذا وتعتبر السلالتان H1N1 وH3N2 تابعتين للنوع A. من ناحية أخرى، فإن موسم الإنفلونزا يعتمد في وقت حدوثه على عدة عوامل من ضمنها - على سبيل المثال لا الحصر - الموقع الجغرافي، المناخ السائد، المناعة المجتمعية، وغيرها من العوامل. ففي الولايات المتحدة الأميركية يبدأ الموسم في ديسمبر وينتهي في مارس، وتصل الإصابات إلى ذروتها في فبراير. هذا وينصح حتى الآن بأخذ اللقاح المضاد للإنفلونزا الموسمية سنوياً لجميع الفئات العمرية لمن تزيد أعمارهم على ستة أشهر، وذلك للحد من انتشار الإنفلونزا، والتقليل قدر الإمكان من وبائيته.دكتوراه مناعة ميكروبية

مشاركة :