كشفت الشركات العقارية في أبوظبي عن مشاريع جديدة توفر نحو 8 آلاف وحدة، منذ مطلع عام 2018، حتى الآن، وسط تنوع في المعروض من الوحدات الجديدة، ما ساهم في تعزيز الطلب بالسوق، واستقطاب شرائح جديدة من المستثمرين. وأكد مسؤولون وخبراء عقاريون لـ «الاتحاد»، أن المشاريع التي تم إطلاقها مؤخراً تتميز بالتنوع، مع تركيز شركات التطوير على دراسة احتياجات السوق، وهو ما يساعد في تحقيق التوازن بين العرض والطلب بالسوق العقاري في أبوظبي. وأوضحوا أن الفترة الأخيرة شهدت طرح العديد من المشاريع التي توفر وحدات الفلل والشقق ذات المساحات المختلفة، وفي مناطق متباينة، فضلاً عن مشاريع الأراضي، وسط تباين في الأسعار والمواصفات، مع توافر وحدات تناسب ذوي الدخل المتوسط، وبما يضمن تلبية طلبات العملاء كافة. وكشف الإقبال المتزايد من المشترين بمشروع «الريمان» الذي أطلقته شركة الدار العقارية مؤخراً عن حجم الطلب المرتفع على مشاريع الأراضي السكنية التي تناسب ذوي الدخل المتوسط، فيما أكد خبراء أن هذا الطلب المرتفع يؤكد وجود طلب حقيقي بالسوق، لاسيما على المشاريع التي تناسب ذوي الدخل المتوسط. وطرحت شركة «الدار» العقارية مؤخراً مشروع «الريمان» بمنطقة الشامخة بقيمة ملياري درهم، والذي يضم 786 قطعة أرض سكنية مخصصة لبناء الفلل، و220 قطعة أرض تجارية مخصصة للمباني التي تضم محال وشققاً سكنية، حيث تم بيع كامل الأراضي السكنية، فضلاً عن بيع معظم الأراضي التجارية، لتحقق «الدار» مبيعات بنحو 1.6 مليار درهم، وسط إقبال كبير من المشترين الذين تسابقوا لحجز مواقعهم أمام مقر مركز مبيعات الدار في جزيرة ياس، قبل يوم كامل من فتح باب الحجز يوم 19 يناير الحالي. وتبدأ الأسعار بالمشروع من 690 ألف درهم لقطع أراضي الفلل، و4.69 مليون درهم لقطع الأراضي التجارية، حيث تتوافر أراضي الفلل بمساحات 500 إلى 1000 متر مربع، فيما تتوافر مساحات أراضي المباني بـ 4.5 و5.3 و7 آلاف متر مربع. طلب مرتفع وقال معن العولقي، المدير التنفيذي للشؤون التجارية في شركة الدار العقارية لـ«الاتحاد»: «إن مشاريع شركة الدار تتميز بالتنوع الذي يناسب الفئات كافة»، مؤكداً أن حجم الطلب المرتفع على الشراء بمشروع «الريمان» مؤخراً يؤكد استقرار ومتانة السوق العقاري في أبوظبي، ووجود طلب قوي على مشاريع الأراضي التي تناسب ذوي الدخل المتوسط. وأوضح أن «الدار» طرحت قبل ذلك مشاريع أراضٍ، مثل «مريف» في منطقة خليفة و«الناريل» بمنطقة البطين، وذلك للمواطنين فقط، وسط ارتفاع ملحوظ في الطلب، فيما تم طرح مشروع «الريمان» للمواطنين والأجانب، حيث يناسب المشروع فئة الدخل المتوسط، وذلك بعد نجاح طرح عددٍ من المشاريع التي تناسب هذه الفئة، مثل «ذا بردجز» و«الغدير» و«ووتر إيدج». وأكد العولقي اهتمام الشركة بتقديم تسهيلات للمستثمرين لتنشيط السوق، عبر تقديم طرق سداد ميسرة، من خلال سداد 5% فقط للحجز، ثم 35% حتى موعد تسلم الأراضي منتصف 2021، حيث يوفر المشروع عائداً استثمارياً متميزاً للمشترين يصل إلى نحو 10%. وأوضح أن نجاح مشروع الريمان يشجع الشركة على طرح المزيد من المشاريع خلال الفترة المقبلة، لاسيما بجزيرتي ياس والسعديات، وبما يناسب العملاء كافة، مشيراً إلى أن «الدار» تحرص على طرح المشاريع وفق استراتيجية واضحة، وبناء على حجم الطلب بالسوق. أداء جيد وقال عمير الظاهري، رئيس مجلس إدارة مجموعة «مدائن القابضة»: «إن السوق العقاري في أبوظبي يشهد أداء جيداً، في ظل وجود طلب مرتفع، لاسيما على مشاريع الأراضي السكنية»، مضيفاً أن سوق أبوظبي يشهد ارتفاع في الطلب أيضاً على الفلل السكنية، لاسيما ذات الأسعار التنافسية، مؤكداً أن السوق بحاجة إلى المزيد من الوحدات التي تناسب ذوي الدخل المتوسط. وأشار الظاهري إلى ضرورة اهتمام المطورين بدراسة احتياجات السوق باستمرار، وطرح المشاريع وفق الطلب الحقيقي بالسوق، وهو ما ظهر في حجم الطلب المرتفع على مشروع «الريمان» مؤخراً. وتحرص الشركات العقارية في أبوظبي على طرح مشاريع متنوعة وبمناطق مختلفة لتلبية طلبات العملاء كافة، وهذا التنوع لا يقتصر فقط على نوعية الوحدات من فلل وشقق وأراضٍ، بل يشمل أيضا التنوع في المساحات، وطريقة التملك، حيث تتوافر مشاريع الفلل سواء الخاصة بالمواطنين فقط، أو المخصصة للفئات كافة، كما تتوافر المشاريع التي توفر الأراضي، وتسمح للعملاء ببناء منازلهم وفق اختياراتهم مع الالتزام، بشروط عامة في البناء لضمان الالتزام بالمظهر العام للمشروع. وتوفر مشاريع عقارية شققاً سكنية متنوعة بمساحات مختلفة من الاستوديو، وصولاً إلى الأربع غرف والتاونهاوس، بخلاف الشقق الفندقية، كما تجمع بعض المشاريع بين الفلل والشقق. أسعار تنافسية بدوره، أوضح مسعود العور، الرئيس التنفيذي لشركة «ميداليان اسوشيت» الاستثمارية: «إن حركة السوق العقاري بأبوظبي في الأشهر الأخيرة، أثبتت أهمية تقديم منتج عقاري غير متوافر بكثرة في السوق»، موضحاً أن هناك طلباً حقيقياً على الأراضي السكنية بأبوظبي، لاسيما ذات الأسعار التنافسية التي تناسب فئات واسعة من المشترين. وأضاف أن المنتج الجديد يساهم في جذب شرائح جديدة ومتنوعة من المشترين والمستثمرين للسوق العقاري. وأكد العور ضرورة اهتمام شركات التطوير بتقديم منتجات جديدة لتلبية الطلب، موضحاً أن السوق العقاري شهد فترة من الهدوء خلال عامي 2016 و2017، وهو ما يؤهل القطاع لبدء دورة جديدة من النمو حالياً. وذكر أن الفترة الماضية شهدت تركيز شركات التطوير على فئات محددة من العقارات، لاسيما الفلل، بينما أدركت الشركات مؤخراً ضرورة التنويع وطرح وحدات أخري تناسب الفئات كافة، مع مراعاة ذوي الدخل المتوسط. خطط السداد بدوره، قال حمدان الخوري، مدير شركة سينيرز العقارية: «إن مشروع (الريمان) كشف عن طلب حقيقي بالسوق على فئات محددة، وفي مقدمتها الأراضي السكنية، لاسيما أن المشروع يوفر فرص تملك الأراضي للأجانب، في ظل وجود طلب من بعض الأجانب لشراء عقارات وأراضي بأبوظبي». وأوضح أن أسعار الأراضي بالمشروع جاءت مناسبة لشريحة كبيرة من المشترين، لاسيما مع توفير خطط سداد مرنة، وهو ما يؤكد ضرورة اهتمام شركات التطوير بتقديم المزيد من التسهيلات لجذب المستثمرين، مضيفاً أن الفترة الأخيرة شهدت حالة من تصحيح الأسعار، موضحاً أن السوق العقاري يمر دائماً بمنحنى من الارتفاع والانخفاض بالأسعار، بناء على العرض والطلب. وبحسب تقرير لمركز الإحصاء في أبوظبي مؤخراً، تم إنجاز 853 وحدة سكنية جديدة في الإمارة خلال الربع الثالث من العام الماضي، مقابل 1364 وحدة سكنية خلال الربع الثاني من العام ذاته. 9 مشاريع جديدة توفر 8 آلاف وحدة بأبوظبي شهد السوق العقاري بأبوظبي منذ مطلع العام 2018، حتى شهر يناير الحالي، إطلاق نحو 9 مشاريع جديدة، توفر نحو 8 آلاف وحدة سكنية. ففي يناير 2018 أطلقت شركة واحة الزاوية للتطوير والاستثمار العقاري، مشروع «عود» العقاري بمنطقة «ديستركت 200»، ضمن مشروع واحة الزاوية في منطقة الفقع بمدينة العين، والذي يضم 7 مبانٍ، ويوفر أكثر من 600 وحدة سكنية وتجارية، كما كشفت شركة «ريبورتاج للعقارات» عن بدء أعمال البناء في مشروع «الواحة رزيدنس» بمدينة مصدر، والذي يتألف من 600 وحدة سكنية، ومن المقرر تسليمه بحلول عام 2020. وخلال شهر فبراير الماضي تم التدشين الرسمي لمشروع «الفاهد»، حيث تتضمن المرحلة الأولى من المشروع تطوير منطقة المرسى التي ستضم 301 فيلا فاخرة، و9 مبانٍ سكنية تتكون من 671 شقة، منها 15 وحدة تاون هاوس تطل على المرسى. وأطلقت شركة الدار العقارية، خلال مارس 2018، مشروع «ريفلكشن»، والذي يوفر 374 وحدة سكنية بجزيرة الريم، كما وقعت شركتا «الدار» و«إعمار» اتفاقية لتأسيس شراكة وإطلاق وجهات عمرانية محلية وعالمية بقيمة 30 مليار درهم (8.2 مليار دولار)، حيث سيجري تطوير مشروع «سعديات غروف» في جزيرة السعديات بأبوظبي، والذي سيضم 2000 وحدة سكنية، وفندقين عالميين، و400 شقة فندقية، بالإضافة إلى محال للتجزئة والترفيه على مساحة 130 ألف متر مربع. وأطلقت شركة الدار العقارية خلال شهر أبريل الماضي، مخططاً رئيساً جديداً بقيمة 10 مليارات درهم لتوسعة مشروع «الغدير» بمنطقة سيح السديرة بين أبوظبي ودبي مؤخراً، ويشمل المخطط الرئيس لمشروع الغدير 14.4 ألف وحدة سكنية، ويمتد جدوله الزمني على فترة 15 عاماً، حيث طرحت «الدار» خلال معرض سيتي سكيب أبوظبي 611 وحدة سكنية ضمن المرحلة الثانية بمشروع «الغدير». وخلال معرض سيتي سكيب أبوظبي أبريل الماضي، أطلقت شركة واحة الزاوية للتطوير والاستثمار العقاري، مشروع «مسك» العقاري، ضمن مشروع واحة الزاوية، حيث يضم «مسك» 14 بناية، توفر أكثر من 600 وحدة سكنية. وخلال معرض سيتي سكيب دبي سبتمبر الماضي، طرحت شركة الدار العقارية وحدات بمشروعي «ممشى السعديات» للبيع، حيث يوفر المشروع 461 وحدة سكنية فاخرة، ونحو 5 آلاف متر مربع من المساحات التجارية، وذلك بعد قيام «الدار» بالاستحواذ على ممشى السعديات في مايو 2018، حيث وقعت الشركة اتفاقية للاستحواذ على محفظة من الأصول العقارية المملوكة لشركة التطوير والاستثمار السياحي في أبوظبي بقيمة 3.7 مليار درهم، وشملت الصفقة استحواذ «الدار» على أصول عقارية في وجهات رئيسة تتركّز في جزيرة السعديات. وخلال يناير الحالي، تم طرح مشروع الريمان، والذي يوفر 786 قطعة أرض سكنية و220 قطعة أرض تجارية. فرص كبيرة تعيد رسم المشهد العقاري في 2019 توقعت شركة «سي بي آر إي» أن يجلب عام 2019 معه عدداً من الفرص الكبيرة التي قد تعيد رسم المشهد العقاري في الإمارات، مؤكدة أن الدولة تمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ نفسها كمركز اقتصادي وتجاري عالمي، في الوقت الذي تعزز فيه من سمعتها كوجهة عالمية لتجارة التجزئة، حيث شهد قطاع العقارات عدداً من التغييرات الرئيسة، كتفعيل تشريعات جديدة لتسهيل إقامة الأعمال، وإدخال التقنيات الرقمية لتعزيز الكفاءة وتحسن الشفافية. وتوقعت الشركة في تقرير صادر أمس أن يؤدي قانون الترخيص المزدوج في مناطق محددة إلى تحفيز سوق العقارات، وإبراز قوة الإمارات كموقع عالمي لإقامة الأعمال. وتوقع التقرير حدوث زيادة كبيرة في المعروض السكني قبيل موعد انعقاد «إكسبو 2020» للاستفادة من البنية التحتية المعززة، خاصة في محيط مشروع توسعة المترو. وقال سايمون تاونسند، مدير الاستشارات الاستراتيجية لدى «سي بي آر إي» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا: كما هو الحال في أي سوق ناشئة، تواجه السوق العقارية في الإمارات بعض التحديات، لكن عام 2019 يجلب معه عدداً من الفرص الرئيسة عبر مجموعة من القطاعات. وأضاف: عزت التشريعات الجديدة من قوة الإمارات كمركز تجاري عالمي، وستساعد سمعتها الرفيعة كمركز عالمي لإقامة الأعمال على جذب المزيد من الشركات العالمية إلى الدولة، وستشجع في نفس الوقت المزيد من المهنيين الموهوبين على تأسيس حياتهم والبقاء في الإمارات إلى أجل غير مسمى، وخلال الفترة الماضية شهدنا العديد من النقاشات حول أهمية تأثير التكنولوجيا على قرارات التملك؛ لذا نتوقع رؤية دخول عدد من التقنيات الأخرى في القطاع العقاري في عام 2019.
مشاركة :