يحفل مهرجان «سلطان بن زايد التراثي» بالعديد من الفعاليات التي تجسد الموروث الشعبي الإماراتي في أبهى صوره وقد توافد جمهور كثيف منذ انطلاقه في منطقة سويحان حيث تفاعل مع الأنشطة التي تجسد موروثات الآباء والأجداد خصوصاً أن جميع العناصر التراثية تزدهي في هذا العرس الذي تتوزع فيه مكونات أصيلة تستلهم منها شرائح المجتمع كل ما يبعث البهجة في النفوس فالبيئات التراثية حاضرة على أرض الواقع والحرف القديمة والصناعات التقليدية والمعروضات المختلفة من عطور ودخون وملابس تراثية ومقتنيات جمعها الهواة تزدهي في سويحان فضلاً عن زيارة المدارس وهو ما يشكل رحلة في أعماق الموروث يقترب فيها الزوار باختلاف أعمارهم من المفردات الأصيلة التي تعبر عن حياة الماضي بكل صورها في المهرجان الذي يتواصل 13 يوماً من 20 يناير الماضي حتى 2 فبراير المقبل، ويحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. مكانة كبيرة يقول سعيد المناعي مشرف عام اللجان في المهرجان: يحظى هذا العرس التراثي الكبير بالاهتمام من قبل الجمهور وقد عمر الزوار من مختلف الجنسيات والأعمار أروقته منذ انطلاق الفعاليات وقد رسخ لمكانته عبر السنوات الطويلة الماضية كونه محطة مهمة في الموروث الشعبي الأصيل لافتاً إلى أن العائلة بكل مكوناتها سجلت حضوراً باهراً، حيث توافدت الأسر وتجولت في السوق الشعبي الذي تنوعت أنشطته فاحتضن الحرف التراثية والورش المتعددة والتي جذبت عدداً كبيراً من الزوار الذين أحبوا متابعة هذه الأعمال اليدوية المعبرة وأرادوا أن يكونوا جزءاً من طريقة عملها، وذلك من خلال حرصهم على المتابعة والحضور ومحاولة العمل لاكتساب المعرفة وهو ما يؤكد أن الموروث الأصيل يتمتع بحضوره عبر كل العصور وأن الجيل الجديد هو المستفيد الأكبر من ذلك. ويبين أن الزوار حرصوا أيضاً على متابعة أعمال البيئة البحرية التي عبرت عن حياة أهل البحر وحكاياتهم في رحلات صيد الأسماك والبحث عن اللؤلؤ فضلاً عن صناعة شباك الصيد بكل أنواعها هو ما يجعل من زيارة البيئة البحرية مغامرة لاكتشاف أسرار البحر ومدى قدرة الجمهور بكل مكوناته على التفاعل مع هذا الحدث الكبير الذي يجسد أجمل حالات الولاء والانتماء. ويرى المناعي أن الزيارات المتكررة من قبل طلاب المدارس، وكذلك وجود عدد من الباحثين الذين يستقون من المهرجان مواد تراثية تفيدهم في البحث وكذلك وجود المدربين التراثيين في مختلف البيئات القديمة أوجد حالة مبدعة في ظل عناصر التراث الباهرة بخاصة أن المهرجان يستحضر حياة الماضي ويسافر بالزوار إلى أغوار الزمن الذي أسس فيه الأجداد لحياتهم فصنعوا تاريخاً ملهماً وتركوا كنوزاً تنهل منها الأجيال، ويذكر أن الزوار هم شركاء النجاح بحرصهم على الحضور والتفاعل والمشاركة ورصد الفعاليات ومن ثم التفاعل مع الأنشطة الحيوية التي تكشف عن جمال الموروث الشعبي الإماراتي الذي يجد كل الدعم من المسؤولين ليظل شاهداً على الإنجازات. حضور التراث ومن بين الزوار الذين يحرصون على اصطحاب أطفالهم إلى الفعاليات في سويحان محمد أحمد علي الذي يبين أنه منذ انطلاق المهرجان وهو يتفاعل بشكل حيوي مع العديد من الأنشطة وأنه في حضرة التراث يشعر بالسعادة الغامرة فضلاً عن أن أطفاله الثلاثة يطلبون منه بشكل مستمر الذهاب إلى سويحان، حيث الأنشطة التراثية التي تجذبهم ومن ثم شعورهم بأن هناك العديد من الأطفال يمرحون هناك ويحضرون الورش التراثية ويذهبون إلى أماكن الصقور فضلاً عن أنه تجول معهم عند السيارات الكلاسيكية ومنطقة البيئة البحرية. ويشير إلى أنه استمتع كثيراً من خلال هذه الرحلات التراثية التي تجمع العائلة مع ماضي الآباء والأجداد خصوصاً أن الفعاليات ملائمة للكبار والصغار وأن أبناءه وجدوا منطقة مخصصة للترفيه فمارسوا ألعابهم المحببة وتفاعلوا بشكل كبير مع عناصر الموروث الشعبي الأصيل. صناعات تقليدية تجمع العديد من الأطفال حول صناعة الفخار التقليدية في المهرجان، حيث كان العدل حمزة يصنع قطعاً فخارية بيده ومن خلال آلة قديمة ويشير إلى أنه يعمل في هذه الحرفة منذ سنوات طويلة وأنه ينقل خبرته للجيل الجديد الذي يستمتع كثيراً بمشاهدة الورش الحية ويرى أن المهرجان ينقل الثقافة التراثية بشكل حيوي وهو ما يرسخ في الأذهان أركان الموروث الشعبي ويلفت إلى أن الأطفال دائماً يتحلقون حول الآلة التقليدية التي يصنع من خلالها الأواني الفخارية المختلفة، حيث يشكل أكواباً للشاي والماء وفناجين وجرات وأواني تستخدم داخل المطبخ مثل الطواجن والأطباق ويرى أن الحفاظ على مثل هذه الحرف يحفز الجيل الجديد على أن يستمر في الارتباط بهذا الموروث الضخم الذي يرصد طبيعة الحياة في الماضي ويلفت إلى أن جمهور المهرجان حرص على الحضور بكثافة ومن ثم التفاعل بحيوية مع الورش التراثية والأنشطة المختلفة وأنه يشعر بسعادة كبيرة عندما يوجه له الصغار بعض الأسئلة حول عملية تصنيع الفخار وقيمته الصحية في الحياة. الأعمال اليدوية تذكر هناء النعيمي أنها منذ سنوات طويلة وهي تحرص على حضور المهرجان بخاصة أن لديها اهتمام بالثقافة التراثية وأنها كثيرة الاطلاع في الميادين المختصة بالموروث الشعبي مبينة أن المهرجان له طابع خاص فهو يجمع كل عناصر الموروث الشعبي في مكان وأنها لاحظت وجود زوار من مختلف الجنسيات والأعمار وتوضح أنها تجولت في السوق الشعبي الذي تتعد دكاكينه وأنها تابعت الكثير من الأعمال اليدوية التي صنعت بطريقة تقليدية خالصة، وتشير إلى أنها شاهدت أيضاً الملابس التراثية للصغار والكبار الموجودة وبغزارة، وأنها تخيرت لطفلتها بعضاً منها خصوصاً أنها مطرزة بطريقة لافتة وأنها اقتنت أيضاً بعض الأشياء الخاصة بالخوص والتي لا تزال تمثل عبق الزمن الماضي، وأنها تستخدم بالفعل بعضها وتضع البعض الآخر في البيت على سبيل الزينة. وتشير إلى أن المهرجان له دور كبير في تعميق الثقافة التراثية، وأنها استمتعت كثيراً خلال الزيارات السابقة، وأنها تتمنى أن تطول أيام الفعاليات أكثر من ذلك حتى يتسنى لمحبي الموروث الشعبي الأصيل التأمل في هذا الوهج التراثي الكبير. بيئة بحرية تشكل البيئة البحرية مسيرة أهل البحر فهي تجمع مكونات عديدة في ساحة المهرجان وأن الكبار والصغار يتوافدون عليها بشغف وفي ركنها الموجود في خيمة السوق الشعبي جلس العديد من الأطفال يستمعون إلى المدرب التراثي حثبور كداس الرميثي الذي يحرص على تقديم الورش التراثية المفيدة التي تتناول حياة البحارة القدامي ومن ثم الحديث عن الطرق التقليدية لصيد الأسماك، وكذلك البحث عن اللؤلؤ ومن ثم الطرق إلى تصنيع شباك الصيد بكل أنواعها بالطريقة ذاتها التي كانت تصنع بها في الماضي، ولفت إلى أن المهرجان يرسخ للثقافة التراثية، وإن اعتاد أن يجيب عن أسئلة الصغار الذين يحضرون الورش التراثية بشغف وأنه سعيد لكونه يساعد الجيل الجديد على فهم مكونات أصيلة في الموروث الشعبي ويرى أن جمهور المهرجان لديه الوعي بأهمية التراث وهو ما يجعله يحضر بكثافة طوال أيام الفعاليات.
مشاركة :