نظّم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي أمسية شعرية للشاعرة نجاة الظاهري قرأت فيها منتخبات من شعرها ، بحضور الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات. ورئيس اتحاد كتاب وأدباء موريتانيا بصحبة عددٌ من أعضاء الاتحاد الموريتاني، وبحضور رئيس الاتحاد فرع أبوظبي الأستاذ محمد شعيب والإعلامي جاسم عبيد وأعضاء الاتحاد والإعلامين والكتاب والشعراء وحشد كبير من محبيها ومحبي شعرها . قدمت الأمسية الكاتبة فاطمة المعمري وفي تقديمها للشاعرة الظاهري قالت “إن نجاة الظاهري اسم مهم في ساحة الشعر الإماراتي، غير أنه واضح ومرتكز على دعائم قوية أهمها روحها الشاعرة وأفقها المتوقد وقدرتها في اقتناص الألفاظ والصور الشعرية البارعة عدا على إهتمام دولة الإمارات بالشعراء والكتاب والمبدعين. واستعرضت المعمري السيرة الإبداعية والعلمية للشاعرة نجاة الظاهري، هي عضوة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، حاصلة على بكالوريوس اللغة العربية وآدابها من جامعة الإمارات، صدر لها خمس دواوين هي: جموح، عزلة، الحلم البحر، ح.ب: أنت، وقراءة في نقوش الرخام. قال حبيب الصايغ عن تجربة الظاهري: «قصيدتها أليمة ولئيمة وملائمة، وأنا أراهن عليها، وقصيدتها أنثى، فالبعض أنثى ويكتب قصيدة مسترجلة، أما نجاة فقصيدتها أنثى، عفوية، وتلقائية، وخلال الفترة القريبة سيكون لها أمسيات في فروعنا الأخرى، وستحضر معنا في مشاركات خارجية، بدءاً من معرض تورينو في إيطاليا، حيث ستترجم أعمالها بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب». وأضاف: «المواهب الحقيقية يجب أن تبرز وتقدم ليلتفت الجمهور لها، وتجربة نجاة تستحق ذلك، كما أن هذا الاهتمام يأتي في سياق الرؤية التي وضعها الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، وكذلك اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في تمكين الكتّاب الشباب ودعمهم، لذا فإني أدعو المنابر الإعلامية والنقاد المختصين للالتفات لهذه التجربة والبحث فيها، لأني أرى فيها مشروع شاعرة إماراتية كبيرة». ثم استهلت الشاعرة نجاة الظاهري الأمسية الشعرية فاختارت قصائد من أنواع متعددة في القوالب الشعرية حيث القصائد الكلاسيكية ثم التفعيلة، كما أنها نوعت في الأغراض الشعرية التي طرقها شعرها ومنها قصائد في الكون والحب والفكر والإنسان والوصف والحواريات، ووصلت ببعض قصائدها إلى حدود التجريد، كما تميزت بعض قصائدها بالطول وبعضها مقاطع قصيرة ومتوسطة. وأنشدت الظاهري أشعارها برفقة أنغام العود للعازف الدكتور وضاح عرابي، حيث قرأت قصائد: «صباح عشقك»، «روعة الآلام»، «علم مغشوش»، «ضياع سبيلٍ» و«صلاة ندم». تقول في «صباح عشقك»: صباح العشق/ عشقك ليس إلا/ مزيحاً عن طريق النور ظلاً/ يصب العطر صبّاً فوق قلبي/ ليغسله من الغفوات غسلا/ يعلمه الأماني/ قل: لعلي/ سألقى اليوم من أهواه/ عل/ يعلمه اشتياقاً/ قل: حبيبي/ كمال النار في روحي تجلى/ يعلمه التصبر/ قل مراراً/ ببعض البعد/ كل الحب ظل/ صباح العشق../ عشقك حين يبدو/ سلاماً لا يشب/ وليس يبلى/ وأما في أغانيها تربي/ وتنشئ جنةً للعمر../ طفلا/ وورداً ناسجاً ثوبي وعقدي/ وأضلاعي../ وأنفاساً/ ودلاً/ وشعراً دافئاً/ موجاً خفيفاً/ وعصفوراً على الشباك طلاً/ وإيماناً بأن بالحب يغدو/ جميع الناس والأشياء أحلى. أما في قصيدة «علم مغشوش» فتقول: تعلمنا بأن الصبح يحيينا.. فصدقناه/ وقلنا مثلما قالوا.. وآمنا، ورتلناه/ ولكن بعد لم نشبه.. طباع نسميه وضياه/ ويغرينا به الورد الذي يحمر باستحياء/ وذاك الظل ممتداً، وتلك الجنة الخضراء/ ونهمس (لو..) ولكنا.. نشابه غيره بسخاء/ وحاولنا ولكنا فشلنا واحترفنا الضد/ وقلنا في غد سنكون ما شئنا.. وما من غد/ يشابه وقتنا الوقت الذي من قبله والبعد/ نظل (الطين) مهما صاحت الأحلام (يا نجم)/ وليس لنا بكيف نكون ضوءاً/ طائراً.. علم/ وعوضنا فراغ النقص بالحب الذي يسمو. وتواصلت الشاعرة الظاهري مع الجمهور الذي تجاوب معها وحلق مع سمو الشعر وأبداعه وطلب إعادة لبعض أشعارها وصفق للظاهري وللعازف عرابي. واختتمت الأمسية الشاعرية الخلابة بأخذ الصور التذكارية وتسليمها شهادة التقدير والأبداع من رئيس الأتحادات العرب الشاعر حبيب الصايغ .
مشاركة :