الأمطار الموسمية بالهند تجذب السياح العرب

  • 10/3/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كيرالا: براكريتي غوبتا دائما ما تشكل الرياح الموسمية الهندية عامل جذب للسياح العرب المتعطشين للمطر، لكن العرب يمزجون عطلات المطر الخاصة بهم بحزم الأيورفيدا لاستعادة الشباب. تشهد ولايتا كيرالا، المطلة على الساحل الجنوبي للهند، وولاية غوا، تدفق أعداد ضخمة من السياح العرب. وبحسب سومان بيلا، وزير السياحة في كيرالا: «يبدي العرب في الوقت الراهن اهتماما بنظام الأدوية العشبية القديم في الهند، كدواء للأمراض الناتجة عن نمط حياتهم». يقول عبد المولى، مهندس من عمان، إنه يستمتع بالأمطار في كيرالا في منتجع جزيرة بوفار مع عائلته المكونة من خمسة أفراد، حيث يقيم في كوخ عائم. وعلى الرغم من استمتاع أبنائه المراهقين بوقتهم في الأمطار، وركوب الدراجات ورشاشات الماء، فإن زوجته ووالدته يرتاحان بمساج الأيورفيدا. أحضر عبد المولى والدته التي تبلغ من العمر 65 عاما للعلاج بالأيورفيدا من مشكلات التهاب المفاصل التي تعاني منها. وقال عبد المولى: «حضرت عمتي إلى هنا، العام الماضي، لعلاج التهاب المفاصل، وشهدت علاجا سحريا، ولذا، مزجنا عطلتنا هذا العام للاستمتاع بالأمطار الهندية مع الأيورفيدا». ونتيجة لهذا الإقبال الكبير من السياح العرب، أعادت الفنادق والمنتجعات بالفعل تصميم خياراتها الغذائية بأطباق عربية. وقد أعدت الفنادق أساليب عربية تقليدية، مثل الأرائك الطويلة والوسائد التي تكفل لهم تناول العشاء معا بأسلوبهم المعتاد. علاوة على ذلك، فقد تم تقديم أفراد استقبال يجيدون تحدث اللغة العربية بطلاقة وأنماط التصميم الداخلي لتلبية هذا الموقف. الكثير من الطهاة كانوا يعملون في السابق في دول خليجية، وغالبية من يعملون في مكاتب الاستقبال يجيدون اللغة العربية. وتعد الرياح الموسمية هي موسم الأيورفيدا، ويتوجه السياح من دول الخليج العربي إلى الولاية للراحة واستعادة الشباب خلال تلك الفترة، يشجعهم في ذلك الشعبية المتنامية لبرنامجها «إيدج هولت» الذي يقدم العلاج بالأيورفيدا المستمر، وتشهد كيرالا تدفقا كثيفا للسياح المقبلين من غرب آسيا خلال موسم الرياح الموسمية. وبحسب الدكتور آر كي فارما، المدير السابق لكلية تايكاتوسيري فايدياراتنام، يعتبر موسم الأمطار الوقت الملائم لتصحيح الاختلال الذي يصيب وظائف الجسم خلال فصل الصيف. وهو الوقت الأنسب لتهدئة الجسم باستخدام الأدوية والعلاجات التي تتنوع بحسب حالة الفرد، وفقا للدكتور فارما. تعد التقارير الشفهية العامل المساهم في جذب السياح إلى هذا المكان بدرجة تفوق حديث وكلاء السفر. ومن ثم، كانت الخطوة الذكية التي قام بها الدكتور جهاد حسين، وشركة «غيت واي مالابار هوليدايز»، عندما دعا كتّابا متخصصين في السفر والسياحة من السعودية إلى كتابة تقارير مباشرة عن كيرالا، التي أتت بثمارها على نحو رائع للغاية. يسافر السياح العرب، على عكس السياح الغربيين، في مجموعات كبيرة من العائلات والأصدقاء. وتمتد إقامتهم لفترات طويلة تتراوح في بعض الأحيان ما بين 40 إلى 45 يوما، يستخدمون خلالها المنتجعات، ويتمتعون بالتسوق، والجولات على متن البيوت العائمة. إذن، ما الذي يجذب السائحين إلى الهند؟ في الواقع، يتزامن موسم الرياح الموسمية خلال الفترة من يونيو (حزيران) إلى سبتمبر (أيلول) مع موسم العطلات الصيفية في دول الخليج. علاوة على ذلك، تقول الدكتورة راديكا شاستري، من مجموعة «آر سي آي»، شركة عطلات التايم شير: «تأتي الهند كأقرب وجهة مطيرة وأكثر سهولة في الوصول إليها لأن الهوس الأمني لدى الغرب يجعل من الصعب ذهاب السائحين إلى هناك. هذا إلى جانب «أوجه الشبه في النواحي الثقافية، ويشكل الطعام حافزا أيضا. والوقت الذي يقضيه العرب هنا هو الأطول مقارنة بآخرين من السائحين الوافدين». ومستغلة ميزة ولع العرب بفترة الأمطار الموسمية والعلاج بالأيوروفيدا، قامت الهند بتسويق نفسها بقوة كمقصد لسياحة الرياح الموسمية في مهرجان «آراب ترافل مارت» الذي عقد في مايو (أيار) من العام الحالي. وقد شاركت كثير من الولايات الهندية في الحدث الذي استمر على مدار أربعة أيام، من بينها ولايات كيرالا وجامو وكشمير وغوا وأوتاراخاند وآسام وأوتار براديش وماديا براديش. تنجذب العائلات العربية على نحو خاص إلى هذه الأماكن الفاخرة التي تضم «متنزهات مائية» واسعة بحمامات سباحة مدرجة وشرائح موصلة. ومع هطول الأمطار، يمرح الآباء والأطفال حول حمامات السباحة الشبيهة بالمتاهة وتتجول الأمهات والأخوات الكبيرات اللاتي يرتدين أوشحة الرأس في الجوار من دون مظلات المطر يأكلن الآيس كريم ويتناولن المشروبات غير الكحولية. تقول شيخة الشاعر، التي تزور الولاية بصحبة زوجها وأبنائها الثلاثة: «لو أردنا أن نجلس في مكان مكيف الهواء، لمكثنا في الكويت». ويقول مدير بارز في شركة «توماس كوك»: «لا تحظى غرب آسيا بالجبال التي تغطي قممها الثلوج، والأودية الخصبة وجداول الأنهار المتلألئة والسحر الذي تمثله الرياح الموسمية. كثيرون منهم يرون هذا للمرة الأولى في حياتهم عندما يزورون الهند». تعد مقاطعة مونار في ولاية كيرالا التي تعرف باسم اسكوتلندا الهند، المقصد الأبرز بالنسبة للسائحين العرب للاستمتاع بالأمطار الموسمية الغزيرة. وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع أعداد السائحين العرب في مونار بنسبة نحو 300 في المائة في الفترة بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) 2013. تم الإعلان في وسائل الإعلام العربية عن الفيلم الأخير الذي تم تصويره في مونار وشارك فيه ممثل بوليود شاروخان. كان ذلك أحد الأسباب الرئيسة لتدفق سائحي دول الخليج العربي على الولاية خلال الشهرين الماضيين. تأتي وفود السائحين من الشرق الأوسط لتشهد أمطار الرياح الموسمية في الهند، تلك الظاهرة التي لا يشاهدونها مطلقا في المناخ الصحراوي لبلادهم. ويشكل السياح الإماراتيون العدد الأكبر من زوار الهند يليهم السائحون العمانيون ثم السعوديون. أما الأسواق الخارجية الأخرى القوية، فكانت تركيا والبحرين والكويت. وقد روجت ولاية غوا لنفسها كمقصد للاستمتاع بموسم الرياح الموسمية قبل سبع سنوات. تنتشر الملصقات في وكالات السفر في دول الإمارات وقطر والكويت التي تشجع أبناء الخليج على الذهاب إلى الولاية حيث يحمل أحد الملصقات عبارة «تعالَ واستمتع بالمطر». تقع ولاية غوا على الساحل الغربي للهند، وتمكنت من جذب 55 ألف زائر عربي في موسم الأمطار الموسمية الماضي، وهو ما يقترب من ضعف العدد الذي زار الولاية قبل عامين»، بحسب إدارة السياحة في ولاية غوا. ويقول مرتادو الفنادق على ساحل غوا إنهم وجدوا الافتتان العربي بموسم الأمطار غريبا في البداية، لكنهم اعتادوه بعد ذلك. وتقول إليزابيث شاكلتون، مديرة علاقات الزائرين بمنتجع «غوا ماريوت»: «يبدي كل الآباء قلقا بشأن وجود أطفالهم الأمطار، لكن زائرينا من الإمارات يكونون على عكس ذلك».

مشاركة :