بكاء المبتعثين يا معالي الوزير

  • 2/15/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قبل الحديث عن الراتبين المعلقين، على وزارة التعليم التنبه لما يعانيه الطلاب المبتعثون من عرقلة حقيقية لابتعاثهم، إذ إن تلفونات والصفحات الإلكترونية لا يتم الرد من خلالها، ما يحمل الطلاب عنت السفر من ولاية إلى ولاية أو من مدينة إلى مدينة؛ لكي يجدوا ردا لاستفساراتهم، فأرقام تلفونات المحلقيات إن أردت الاتصال بها عليك (تكبير المخدة) وسوف تلتصق مخدتك بالأرض قبل أن تصل إلى أحد يفيدك عما تستفسر عنه، إذ ما زالت الملحقيات لديها شح في المشرفين، ويتم إيكال مشرف واحد لكل خمسمائة مبتعث أو أكثر.. وما زالت الملحقيات أيضا توكل مهمة الإشراف لغير السعوديين، بينما هي وظائف يمكن تسكينها بسعوديين أكفاء يتعاطفون مع ابن بلدهم وفق الصيغ الاجتماعية المتبادلة وتقدير لظرفية الغربة والاحتياج.. كما أن الملحقيات تتخذ قرار إيقاف المكافأة عن الطلاب من غير إشعار مسبق، ويستمر الإيقاف لثلاثة أو أربعة أشهر ولا يكلف أحد نفسه الإجابة عن سؤال: كيف يمكن لطالب أن يعيش في الغربة من غير مال ولديه التزامات سكن ومواصلات وأكل.. ولولا أن أولياء أمور المبتعثين يتكفلون بالصرف على أبنائهم أثناء توقف المكافأة لعاد نصفهم.. فهل إيقاف المكافأة شكل من أشكال (التطفيش)؟ ولماذا لا تنهج الملحقيات إشعار الطالب قبل توقف المكافأة مع إظهار السبب، ثم إذا عادت المكافأة لا تعود مرتبات الشهور التي تم قطعها على الطلاب (فأين تذهب هذه الأموال؟).. وهناك طلاب يتم إيقاف مكافأتهم لكونهم لم يبدأوا الدراسة في الجامعة ولديهم قبول إلا أن دراستهم لم تبدأ بعد، فيقال لهم سوف نصرف لكم حين تبدأون الدراسة؟ كيف يكون هذا؟.. ولو جئنا على منحة الراتبين فقدت تعلقت على بعض المبتعثين وتم استنساخ قرارات لكل ملحقية على حدة لكي يفوتوا على بعض الطلاب الحصول على هذه المنحة. هناك عشرات المشاكل يعانيها طلابنا في الخارج يقابلها صمت مطبق لا يتحرك المسؤولون لنفض الغبار عنها.. يحدث هذا للطلاب المبتعثين على حساب الدولة، وإذا التفتنا للطلاب الدارسين على حسابهم الخاص فقد مضت على الكثير منهم ثمانية أشهر وهم يتقدمون بطلب الالتحاق بالجامعة من غير أن يجدوا الموافقة، بينما هناك تأكيدات تؤكد أن إمضاء الطالب الدارس على حسابه الخاص أربعة أشهر شرط لضمه للابتعاث.. فلماذا يتم تجاهل هؤلاء الطلاب؟ ولأنهم غسلوا أيديهم من رد الوزارة فهمم يأملون أن يحصلوا على أمر يلحقهم بالبعثة.. ولو مررنا بالقرار الغريب العجيب الذي يطالب الطلاب الدارسين على حسابهم الخاص بالعودة إلى المملكة لحضور الملتقى ولمدة ثلاثة أيام ثم العودة إلى مواقعهم، أليس في هذا عنت وتكلفة باهظة على الدارس؟ وإن كان ولا بد من عقد ملتقى لتزويد الطلاب بمعلومات (ما يجب وما لا يجب) فلتعلن كل ملحقية عن موعد للالتقاء بالدارسين على حسابهم الخاص وتزويدهم (بما يجب ولا يجب)، أما أن يعود الطلاب للمملكة من كل حدب وصوب للالتقاء بهم لمدة ست ساعات (توزع على ثلاثة أيام) فهذا هو التعنت والتعسف الإداري. يا معالي وزير التعليم، هناك استهتار تام بعشرات الآلاف من المبتعثين بسبب الأنظمة الروتينية البطيئة القاتلة التي تقصم ظهر بعير وليس ظهر طالب وقد تكسرت معهم ظهور أولياء أمورهم.

مشاركة :