«الشارقة.. بوابة الإمارات المتصالحة».. نافذة على قيم حضارية وتاريخية وأثرية

  • 1/31/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: فدوى إبراهيم نظم متحف الشارقة للآثار التابع لهيئة الشارقة للمتاحف، حلقة نقاشية تحت عنوان: «الشارقة.. بوابة الإمارات المتصالحة»، تناولت القيمة الحضارية للمواقع التاريخية والأثرية في إمارة الشارقة المرشحة للإدراج ضمن قائمة التراث العالمي في اليونيسكو، بحضور عدد من ممثلي الجهات والباحثين التراثيين. سلطت الجلسة النقاشية الضوء على المواقع الثمانية المرشحة وهي: مدينة الشارقة التاريخية (قلب الشارقة) والحصن، ومحطة الشارقة الجوية، ومعسكر المرقاب، وواحة وحصن الذيد، وقلاع القلي، وقرية وادي الحلو التاريخية، وقلعة خورفكان. وشكلت الشارقة خلال القرنين ال 19 و20، نقطة الاتصال الأولى بين العالم ومنطقة الإمارات المتصالحة، لتكون أول مدخل تمر عبره الأفكار والثقافات والتقنيات الحديثة إلى المنطقة. ويعتبر ملف الترشيح «الشارقة.. بوابة الإمارات المتصالحة» مشروعاً وطنياً قومياً يهدف إلى تسجيل ثمانية مواقع في إمارة الشارقة على قائمة التراث العالمي، ويعتبر إدراج أي موقع على هذه القائمة بمثابة اعتراف دولي بأهميته وتأثيره في تطور البشرية، وبالتالي ضرورة الحفاظ عليه بموجب اتفاقية حماية التراث العالمي، وتوريثه للأجيال القادمة. وشارك في الجلسة بلحسن القنبي اختصاصي أول مواقع تراثية في المكتب الإداري «الشارقة.. بوابة الإمارات المتصالحة»، والدكتور أسامة خليل، خبير الصيانة والترميم في المكتب ومسؤول ملف اليونيسكو، والمهندس خالد ديماس من هيئة الشارقة للآثار، وعبيد بن حامد الطنيجي باحث في التراث، وسالم المزروعي؛ أحد سكان وادي الحلو، وأدارها خالد حسين، منسق عام البحوث في متحف الشارقة للآثار. وأوضح بلحسن القنبي أن ملف ترشيح المواقع الثمانية التراثية في إمارة الشارقة، يرتكز على كونها شاهدة على محورية دورها التاريخي في تشكيل بيئة آمنة للتجارة العالمية، وبالتالي المساهمة في إحداث نقلة تنموية في مجالات تطوير الطرق البرية والبحرية والجوية في منطقة الخليج العربي خلال حقبة الإمارات المتصالحة. ونوه بأن تلك الفترة 1820-1971، شهدت توقيع سلسلة من المعاهدات السياسية بين القوى الدولية المحورية في تلك الفترة. وأضاف: «تلك المعاهدات والاتفاقيات السياسية أسهمت في الأمن والاستقرار السياسي بين الإمارات المتصالحة، وتم توحيد المناطق التابعة لحكم شيوخ قبائل عربية لينشأ نظام حكم متميز». وأشار أسامة خليل، إلى أن المواقع الثمانية المرشحة في ملف «الشارقة.. بوابة الإمارات المتصالحة» للإدراج على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، تشكل شهادة فريدة لعملية التطور التي كان لها الأثر في المجتمع الإقليمي والاقتصاد العالمي، وتجتمع على تشكيل صورة مكتملة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وتعد شاهداً على بدايات مرحلة الحداثة في المنطقة، وتشمل هذه العناصر مقر الحكم، وأنظمة الحماية والدفاع التقليدية والحديثة، وأول مطار مدني دولي، ومناطق سكنية تاريخية في مواقع مختلفة. وتشكل الشارقة التاريخية وخورفكان، بوابتين بحريتين، والذيد ووادي الحلو الطريق البري للقوافل التجارية والترحال، بينما تشكل محطة الشارقة الجوية نقطة التحول من المرحلة المحلية إلى العالمية ويعبّر وجودها عن الاستقرار في المنطقة، ويشهد معسكر المرقاب على تطور الحالة الأمنية والدفاعية، وكل تلك المواقع بحسب خليل تبني صورة تكاملية في ملف اليونيسكو. وتحدث خالد ديماس عن مدينة الشارقة التاريخية، منوهاً بأن الجانب الدفاعي يعبر عنه سور الشارقة القديم والأبراج الخمسة المتبقية التي كانت تحمي المنطقة الشرقية، ويشهد الحصن والبيت الغربي، على عقد الاتفاقيات والمعاهدات ليبرز الجانب السياسي، بينما عبرت حركة التجارة وما يزيد على 188 محلاً عن الجانب الاقتصادي للمنطقة، وشكلت حركة الناس والفرجان والمدارس والمساجد الجانب الاجتماعي. وسلط عبيد الطنيجي الضوء على موقع الذيد، الذي يضم الحصن والفلي أو شريعة الذيد، والواحة. وقال: «كانت منطقة الذيد تشكل ثروة ومصدراً اقتصادياً كبيراً، وحماية أيضاً، وكان الفلي يشكل تلك الثروة من خلال المياه التي يضمها، وكانت مصدر شرب وسقي المزروعات، والواحة هي المصدر التجاري والغذائي لأهل المنطقة والقوافل المارة، أما الحصن الذي أسس في القرن الثامن عشر فهو مصدر الحماية، ويبلغ طوله 33 متراً وعرضه 26 متراً، ويضم 4 قلاع كانت تشكل نقطة تجمع القواسم وديوانهم». وكشاهد من أهل وادي الحلو، أكد سالم المزروعي أهمية المنطقة كوادٍ لعبور القوافل والمرتحلة، إذ شكلت نقطة للاستراحة والأمان.   "تحريات جديدة" اليوم تنظم هيئة الشارقة للآثار، اليوم، محاضرة علمية تحت عنوان: «تحريات جديدة في موقع العصر البرنزي في كلباء: نتائج أولية وآفاق مستقبلية»، في مبنى الهيئة، ويقدمها رئيس وأعضاء البعثة الأثرية النمساوية في كلباء. وأشار د. صباح عبود جاسم، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، إلى أن المحاضرة تمثل قراءة أولية في النتائج، التي خرجت بها البعثة النمساوية في كلباء، خلال العام الماضي، بعد تنقيبها في هذه المنطقة، وما يترتب على ذلك من آثار مستقبلية مؤثرة، وتطور مسيرة العمل الآثاري في إمارة الشارقة.

مشاركة :