«الشارقة بوابة الإمارات المتصالحة».. معبر التاريخ

  • 4/19/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: فدوى إبراهيم يحكي مركز زوار «الشارقة بوابة الإمارات المتصالحة»، الذي افتتح مؤخراً في مجلس متحف بيت النابودة بقلب الشارقة، قصة الفترة بين 1820 و1971، المرحلة المفصلية في مسيرة الإمارات، خاصة الشارقة. ويدمج تصميم المبنى الماضي بالحاضر من خلال الواجهات الزجاجية، ودمج المعلومات المكتوبة بمعلومات صوتية تقنية، وبألوان ترابية ولمسات تراثية تحيلنا إلى الماضي.قُسم المركز الذي يتميز بصغر مساحته وثراء معلوماته، إلى 4 أقسام، تمثل حقباً متسلسلة هي: 1720-1820، مرحلة الشارقة ما قبل الإمارات المتصالحة، وتبرز حكم عائلة القواسم، والقيادة واتفاقيات السلام 1820-1932، وشهدت في مطلعها عقد أول اتفاقية للسلام في المنطقة، ومرحلة التحول والتقدم 1932-1971، وشهدت انخفاض تجارة اللؤلؤ وازدهار أشكال أخرى من التجارة والعمران، ومنذ 1971 وحتى اليوم بتأسيس الإمارات مرحلة عنوانها النهضة الثقافية والتطور، لعبت فيها الشارقة دوراً محورياً في الحفاظ والتعريف بالتراث الثقافي الإماراتي.وقال بلحسن القنبي، متخصص في حفظ وترميم المواقع الأثرية في المكتب الإداري «الشارقة بوابة الإمارات المتصالحة»، إن افتتاح مركز الزوار يعزز قيمة الملف المقدم لمنظمة إيكوموس (المجلس الدولي للمعالم والمواقع) التي تقدم توصياتها لمنظمة اليونيسكو باعتماد المواقع التاريخية الثمانية في الشارقة. وأكد القنبي أن المركز ركيزة ضرورية لاعتماد المواقع من «إيكوموس» التي توصي بها اليونيسكو كمواقع تراث عالمي. ويجسد المركز ضرورة ربط الجانب اللامادي أي السردي بالمواقع المادية الشاهدة على الوفرة التاريخية لتلك المواقع في الشارقة، ويعرف المجتمع بالمواقع الثمانية.وأشار القنبي إلى أن ملف الترشيح في مرحلة التقييم، بطرق وأساليب عدة تعتمدها «إيكوموس» من خلال الزيارة الميدانية، والتواصل عبر البريد الإلكتروني، والمكالمات الهاتفية، واستطلاعات خاصة، إضافة إلى الاجتماعات المباشرة، وهذه الأساليب تأخذ وقتاً قد يصل إلى 10 سنوات كحد أقصى، والغاية من ذلك التأكد من أحقية تلك المواقع لتكون ضمن التراث المادي العالمي.. صور خاصة يكشف المركز عن تاريخ ومعلومات استعان بها من المجموعة الخاصة بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بعدد من الخرائط والصور الفوتوغرافية التاريخية ذات الدلالات العميقة والمهمة الكاشفة لتاريخ الشارقة والمنطقة.ومن بين تلك المعروضات، صورة لخريطة أوروبية يعتقد أنها رسمت بين عامي 1478- 1508، كأول خريطة يرد فيها اسم الشارقة الحديث تحت مسمى «ساروكا»، أُعدت استناداً إلى معلومات الجغرافي اليوناني بطليموس قبل 1300عام، وخريطة أخرى رسمها المتخصص البريطاني جون كاري، تعود إلى عام 1804، وتظهر موقع الشارقة وأهميتها التجارية بفضل موقعها الاستراتيجي. وفي خريطة تُظهر الشارقة في هيئة جزيرة باسم «سارا»، وذلك في العام 1703. وتُبرز إحدى الخرائط، الحصن الذي بناه البرتغاليون في 1620، وما تزال بقاياه واضحة.كما تُبرز صورة التقطت بعدسة الكابتن كينيث ماكاي وتعود إلى 1932 النمو الذي شهدته الشارقة وانتشار المنازل والمباني على طول الخور، وتظهر منطقتي اللية والخان، ومدينة دبي فيها. وفي صورة أخرى يبرز علمان للشارقة؛ الأول صممه البريطانيون واستُخدم بعد توقيع معاهدة السلم عام 1820، والآخر صمم في فترة الاستقرار، حيث اتخذت عائلة القواسم الحاكمة أعلاماً مختلفة عبر العصور للتعبير عن سيادتها، إضافة إلى صور تظهر مطار المحطة، وأشكال ازدهار المدينة وغيرها. معاهدات شكلت معاهدة السلام 1820، حجر الأساس لنشأة الإمارات المتصالحة؛ إذ حملت توقيع ثمانية من كبار شيوخ الساحل، وكان المغفور له الشيخ سلطان بن صقر القاسمي في طليعة الموقّعين على المعاهدة بتاريخ 6 يناير 1820، في حين وقّع بقية الشيوخ في وقت لاحق من العام نفسه.وعكست معاهدة الصلح البحري الدائم في 1853، بين البريطانيين وشيوخ الساحل، تأثيراً إيجابياً في نشاط التجارة ورحلات صيد اللؤلؤ، وتعهدت الأطراف الموقّعة عليها، بإنهاء النزاعات البحرية بصورة دائمة، وقد أطلق اسم «الإمارات المتصالحة» على المنطقة التي وُقعت فيها الاتفاقيات.وفي عام 1892 وقع حكام السواحل المتصالحة المعاهدة الأبدية المانعة؛ إذ وقعها المغفور له الشيخ صقر بن خالد القاسمي شيخ القواسم في حصن الشارقة. وبحكم الاتفاقيات تقلصت العلاقات بين الشيوخ والقوى الدولية باستثناء الإمبراطورية البريطانية، وتحولت الإمارات إلى مناطق محمية بجهودها من دون الحاجة لوصاية خارجية وتدخلات أجنبية.وفي عام 1932، خلال حُكم المغفور له الشيخ سلطان بن صقر، أُبرمت اتفاقية خاصة بالطيران المدني بين الشارقة وبريطانيا، وأصبح المجال الجوي مفتوحاً أمام الخطوط الجوية البريطانية التي اعتاد ركابها الهبوط في المحطة للاستراحة، وفي 5 أكتوبر 1932، هبطت أول طائرة مدنية في مطار المحطة، الذي يعتبر أول مطار مدني دولي في الدولة، زُود بمحطات لاسلكية وبرج تحكم. وفي 1940 اتخذت القوات الجوية الملكية البريطانية، مطار المحطة قاعدة لها.

مشاركة :