أصبحت العناصر النسائية السعودية قادرة على إضافة مكانة رياضية بارزة للمملكة، في ظل حرص القيادة الرشيدة على منح المرأة المزيد من المساحة والحرية للإنجاز والإبداع، وهذا ما تؤكده النماذج المبهرة من الرياضيات السعوديات اللاتي يصعدن إلى الساحة الرياضية بشكل يومي، لرفع اسم المملكة عاليا.وجاءت لاعبة الإسكواش ندى أبو النجا لتؤكد هذا القول، بعد إصرارها على احتراف لعبة الإسكواش لتصبح أبرز لاعبة إسكواش سعودية، وواحدة من اللاعبات العربيات القليلات اللاتي يحرصن على تطوير أنفسهن في هذا المجال، مع طموح لا تخفيه في نشر الاهتمام بهذه اللعبة بين الوسط النسائي السعودي، لذا كان لنا معها هذا الحوار:• حدثينا عن بداية ممارستك لرياضة الإسكواش دون سواها من الرياضات الأخرى ذات الصيت والشهرة؟•• في بداية مسيرتي الرياضية جربت ومارست أنواعا متعددة من الرياضات مثل السلة، الطائرة، التنس، كرة القدم، ورفع الأثقال، وذلك من باب حبي لاستكشاف أنواع الرياضات المختلفة، ولكن في يوم نصحتني مدربة اللياقة البدنية في النادي بتجربة رياضة الإسكواش، ومن وقتها وجدت فيها الشغف والمتعة التي لم أعثر عليها في الرياضات الأخرى، إضافة إلى كونها رياضة فردية وتسهل ممارستها بشكل منفرد، ما يعني أن أي لاعب جديد بإمكانه الاستمتاع بلعبها دون الانتظار لوقت طويل، وخلال فترة تحضيري لماجستير التسويق في مدينة قرونوبل الفرنسية، سعيت للتدرب على الإسكواش لرغبتي بتطوير مستواي في تلك اللعبة الممتعة، فكانت هذه نقطة البداية. صعوبات التعليم • وهل واجهتك مصاعب في البدايات؟ وكيف استطعتِ تجاوزها؟•• بالتأكيد، خصوصا بعد عودتي من فرنسا، إذ لم أجد فرص التدريب ذاتها لممارسة الإسكواش مع لاعبين في المستوى نفسه الذي وصلت إليه أو في مستوى أعلى، إلا أنه بالرغم من تلك الصعوبات لم أتوقف عن التدريب المنفرد في النادي ومحاولة تطوير الذات من خلال مواقع تعليم الإسكواش ومشاهدة المباريات. المشاركة في البطولة الدولية • ما هي الإنجازات التي تمكنتِ من تحقيقها منذ دخولك لمجال رياضة الإسكواش؟•• أول وأكبر إنجاز كان المشاركة في البطولة الدولية التي تم تنظيمها من قبل هيئة الرياضة، برعاية من الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، وبإدارة الاتحاد السعودي للإسكواش، الذي يرأسه زياد التركي، إذ تمت استضافة ودعوة أفضل 32 لاعبة من مختلف بلدان العالم، وكنت الورقة الرابحة، إذ مثلت المملكة في هذا الحدث التاريخي.وثاني إنجاز هو المشاركة في البطولة المفتوحة التي أقميت في الرياض، إذ حققت المركز الأول.• في ظل هذه الإنجازات يبدو أن طموحك أكبر للمستقبل، فما الذي تسعين لتحقيقه خلال الفترة القادمة؟•• على المستوى الشخصي أتمنى المشاركة وتمثيل الوطن في المحافل الدولية، وسأعمل بجهد لتطوير نفسي بشكل مستمر. كما أتمنى أن أكون سببا في إلهام وتحفيز السيدات لتطوير مستواهن الرياضي، وأن أعمل مع الاتحاد السعودي للإسكواش بنقل خبرتي وتجاربي لإنشاء الجيل الجديد للاعبات الإسكواش.• برأيك ما هي عوامل النجاح التي يحتاجها من يقرر دخول رياضة الإسكواش؟•• هناك نوعان من العوامل يؤثران في نجاح الشخص الرياضي بغض النظر عن اللعبة التي يحترفها؛ الأول عامل نفسي والثاني جسدي، فالعوامل النفسية أهمها الإصرار والعزيمة والـ«عناد»، أي عدم الاستسلام لأي عقبة تواجه الرياضي في مسيرته، والجسدي يقصد به اللياقة البدنية والخفة وسرعة الحركة والاستجابة، وهي أمور تحتاج لمواصلة التمرين والمتابعة الدائمة.• كيف تشاهدين مستقبل هذه الرياضة بالمملكة؟•• متفائلة جدا بقيادة ودعم رئيس مجلس هيئة الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وتحت مظلة الاتحاد السعودي للإسكواش برئاسة زياد التركي، وأثق أنهما يتخذان الإجراءات اللازمة لرفع مستوى الرياضات بشتى المجالات، خصوصا الإسكواش. لياقة الإسكواش • ما علاقة رياضة الإسكواش بحرق الدهون؟•• أي شخص يقوم بأي مجهود بدني ويوازن أكله مع مجهوده يستطيع حرق الدهون بمستوى عال مقارنة بشخص أسلوب حياته غير صحي وقليل الحركة، وميزة لعبة الإسكواش أن مساحة التحرك صغيرة جدا، فلاعبو الإسكواش المحترفون يقومون بالجري لمسافة تقدر بـ5 كيلومترات في وقت زمني قصير نسبيا، لذا فإن اللعبة تتطلب لياقة بدنية عالية جدا وسرعة في التحركات والمرونة في الاتجاهات كافة، وهو ما يجعلها من أكثر الرياضات طلبا للمجهود البدني العالي.• بحكم العادات والتقاليد المتعارف عليها في مجتمعنا، هل وجدت انتقادات بعد اختيارك الدخول الفعلي في هذه الرياضة؟•• لم أواجه معارضة في وسط أهلي، والدي ووالدتي من أكبر الداعمين لي، وسخرا لي جميع التسهيلات لأمارس رياضتي المفضلة، ولكن بعيدا عن الأسرة، توجد بالتأكيد شريحة معارضة لممارسة السيدات الرياضة بشكل عام، ولكن أحمد الله أن عائلتي لم تنتقدني خلال ممارستي لهذه الرياضة واستوعبت طموحي الرياضي.• هل هناك مدربات وملاعب متوفرة لتدريب السيدات على ممارسة الإسكواش؟•• يعمل الاتحاد السعودي للإسكواش بشكل فعال لتوفير التدريب للفتيات، فكان تنظيم الدورة والبطولة بداية العمل الدؤوب لإيجاد منصة تدريب للفتيات الراغبات في تعلم الإسكواش، وأثق أنهم بصدد إيجاد الحلول لتوفير التدريب وأماكن مناسبة لممارسة الإسكواش في أنحاء الوطن كافة.• أخيراً، كلمة تودين توجيهها للمسؤولين عن الحركة الرياضية النسائية؟•• شكراً لجهودكم ودعمكم المستمر لتمكين وتحفيز الرياضة النسائية في الوطن في المجالات كافة. وبلا شك فإننا في ظل رؤية 2030 وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان سنحقق المزيد من الإنجازات المحلية والعالمية، مع تمنياتي بالتوفيق والنجاح لجميع نساء الوطن في المجتمع الرياضي.
مشاركة :