تعتبر الألعاب الإلكترونية للأطفال قنابل موقوتة وسلاحا ذا حدين يؤثر على صحة ونمو الأطفال في حال الاستخدام المفرط وغير الصحي بما يصيب الأطفال بمشكلات صحية ونفسية ويؤثر على مستوى النمو الطبيعي والادراك الذهني والاندماج المجتمعي لدى الأطفال بما يستوجب مراجعته ومراقبة آلياته من الأسرة والوالدين. ويجب على أولياء الأمور والأمهات ان يراجعوا سلوكيات أطفالهم في التعامل مع الأجهزة الحديثة والاستخدام الزائد للألعاب الإلكترونية والتي ينتج عنها تلك المخاطر التي تهدد صحة وسلوك الأطفال وهو ما يجب الحد منه وتعريف الأطفال بخطورة ذلك وتعويضهم عن الألعاب الإلكترونية بالمشاركة الفعالة في الأنشطة والبرامج الترفيهية والرحلات والأنشطة المجتمعية التي تساهم في تنمية مواهبهم وقدراتهم. ويجدر بنا ان نشيد بجهود الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني بالتعاون مع برنامج «الأمن» الإذاعي الذي تعده وتقدمه الإدارة العامة للإعلام والثقافة الأمنية بالتعاون مع إذاعة البحرين في التوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال والاستخدام المفرط لها وما ينتج عنه من آثار خطيرة تهدد صحتهم وسلوكياتهم. وتؤكد أحدث الدراسات العلمية والطبية على أن مخاطر تلك الألعاب الإلكترونية على الأطفال تتمثل في إصابتهم بآلام في الظهر والمعصم وإجهاد العين والصداع والضغط النفسي والإرهاق البدني واضطرابات النوم والسمنة وهي جانب من المخاطر والمشاكل الصحية المحتملة التي قد يتعرض لها الأطفال بسبب الاستخدام المفرط للألعاب والأجهزة الإلكترونية. وتؤثر وضعية جلوس الأطفال غير المريحة والجلوس لفترات طويلة على الجهاز الإلكتروني سلبيا على الطفل وتسبب مشكلات في الظهر والكتف، فضلاً عن شعورهم بالتعب الشديد والإرهاق الناتج عن البقاء في وضعية واحدة لفترة طويلة وما قد يصاحبها من ضعف حركة الدورة الدموية والضغط على العضلات والمفاصل وخلل في النمو الطبيعي للأطفال. وتشير الدراسات النفسية إلى أن الأطفال الذين يفرطون في استخدام هذه الألعاب قد يواجهون مشاكل اجتماعية وعاطفية وسلوكية كالانعزال الاجتماعي، والخوف الاجتماعي، والقلق والكآبة وضعف الأداء والتحصيل العلمي في المدرسة وهي مشكلات يصعب علاجها مع نمو ادراك الطفل حتى سن الرشد ويحتاج بعد ذلك إلى برامج علاجية طويلة حتى يمكنه الاندماج مع المجتمع بصورة سوية.