وداعاً أيتها «النسخة الجميلة».. قدمت الإمارات بطولة استثنائية بكل المقاييس.. إشادة وثناء ومديح الضيوف والمشاركين في الحدث القاري خرجت من القلب.. عاشت الجماهير أياماً رائعة في بلد الأمن والأمان والتسامح.. روعة التنظيم دليل دامغ وجديد، بأن الإمارات اعتادت على تقديم الأفضل والأروع في البطولات التي تقام على أرضها.. مشاهد «روعة التنظيم» اكتملت بالمدرجات التي ازدانت بألوان وكلمات التشجيع.. ونال بلد «زايد الخير» شهادة سريعة منذ بداية كأس آسيا في 5 يناير الماضي، حتى اليوم الأخير.. بداية من الرجل الأول في «دولة الفيفا» جياني إنفانتينو، مروراً بمسؤولي الاتحادات القارية والمدربين واللاعبين والإداريين.. إنها الإمارات التي تمضي من نجاح إلى نجاح، ومن إبهار إلى إبهار، وكانت البطولة الآسيوية باهرة بامتياز. يسدل الستار الليلة عن منافسات «النسخة 17» لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم «الإمارات 2019» في احتفالية الوداع التي تقام باستاد مدينة زايد الرياضية عقب المباراة النهائية اليوم، وتبدأ المراسم، تتويج البطل والوصيف، وتوزيع الجوائز الفردية على اللاعبين، ووفقاً لنظام البطولة، لنودع المونديال الآسيوي بعد 28 يوماً من المنافسات والأحداث التي خطفت الأضواء، وما بين دموع الوداع واحتفالية الفوز، هناك العديد من الظواهر والبصمات التي وضعتها نسخة «الإمارات 2019» والتي تظل في ذاكرة البطولة، وكتبت فصلاً من النجاحات، نالت إشادات المشاركين والضيوف والجماهير، وأجمعوا على قدرة الإمارات على استضافة أكبر البطولات. ويختلف حفل الختام عن افتتاحية الحدث، حيث سيتم إسدال الستار عن البطولة دون أي فقرات فنية أو استعراضية، وهو ما يعني أن احتفالية الوداع ستكون مبسطة، بعكس ما كان عليه الأمر، في حفل الافتتاح الكبير الذي أقيم على استاد مدينة زايد الرياضية، وتم تقديم أوبريت «زانها زايد» فيه، والذي تفاعلت معه الجماهير التي حضرت اللقاء، ولعل الختاميات المبسطة هي الشكل النهائي للبطولات الكبيرة، ومن المفترض أن يتم تسليم علم البطولة إلى الدولة التي تستضيف النسخة المقبلة، إلا أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لم يعلن بعد مكان النسخة الثامنة عشرة. ووضعت اللجنة المنظمة للبطولة اللمسات الأخيرة على حفل ختام البطولة، حيث تم توجيه الدعوات إلى عدد من كبار الشخصيات الرياضية على المستويين القاري والدولي لحضور المباراة النهائية التي تشهد تتويج البطل، والتي يعلن فيها عن فارس النسخة السابعة عشرة من البطولة الآسيوية التي انطلقت عام 1956. ومن المنتظر أن يقتصر حفل الختام على مراسم قاعات كبار الزوار، وسوف يتم توزيعها على قسمين، بحيث يكون ضيوف الاتحاد الآسيوي في قسم منها، أما الثاني فيتم تخصيصه لضيوف اللجنة المنظمة العليا المنظمة للبطولة. وجهزت اللجنة المنظمة استاد مدنية زايد الرياضية للمباراة الختامية لأكبر بطولة آسيوية منذ تاريخ تأسيسها، لأنها الأولى التي تشهد مشاركة 24 منتخباً آسيوياً، بعد أن كان عدد المنتخبات المشاركة فيها 16 فقط حتى النسخة الماضية التي أقيمت في أستراليا. وكان الاتحاد الآسيوي كشف عن قيمة الجوائز المالية، التي تقدم للمنتخبات المشاركة في نهائيات البطولة، وتعد الأكبر في تاريخها، وبلغت 15 مليون دولار، بواقع 5 ملايين دولار للمنتخب الذي يتوج بلقب الكأس، و3 ملايين للوصيف، ومليون دولار لصاحبي المركزين الثالث والرابع، بالإضافة إلى 200 ألف دولار لكل منتخب مشارك. كانت البطولة أقيمت في 4 مدن أبوظبي والعين ودبي والشارقة، واستضافت مجموعة الشارقة 6 مباريات، منها 5 مباريات في دور المجموعات ومباراة في دور الستة عشر، فيما استضافت مجموعة دبي 11 مباراة، منها 5 مباريات في دور المجموعات على استاد راشد بنادي شباب الأهلي، منها 4 مباريات في دور المجموعات ومباراة في دور الستة عشر، وهو الأمر الذي اختلف عن استاد آل مكتوم بنادي النصر، والذي استضاف 6 مباريات، منها 4 مباريات في دور المجموعات ومباراة في الدور الثاني، ومباراة في دور الثمانية، وهو الملعب الوحيد في دبي والشارقة الذي استضاف مباراة في ربع النهائي. واستضافت مجموعة العين 16 مباراة، في ملعبي هزاع بن زايد وخليفة بن زايد، حيث استمرت المباريات حتى نصف النهائي، واستضاف استاد خليفة بن زايد 6 مباريات، منها 5 مباريات في دور المجموعات، ومباراة في الدور الثاني، فيما استضاف ملعب هزاع بن زايد 8 مباريات، منها 5 مباريات في دور المجموعات، ومباراة في الدور الثاني، وأخرى في ربع النهائي، ومباراة في نصف النهائي. وفي العاصمة أبوظبي، أقيمت مباريات البطولة في 3 ملاعب، استاد مدينة زايد الرياضية، واستاد محمد بن زايد، واستاد آل نهيان، والأخير استضاف 5 مباريات، منها 4 مباريات في دور المجموعات ومباراة في دور الستة عشر، واستضاف ملعب محمد بن زايد 7 مباريات منها 4 مباريات في الدور الأول ومباراة في دور الستة عشر، ومباراة في ربع النهائي وأخرى في نصف النهائي. فيما انطلق الحدث الآسيوي باستاد مدينة زايد الرياضية، ويختتم فيها، واستضاف الملعب 8 مباريات، منها 5 مباريات في الدور الأول، ومباراة في دور الستة عشر، ومباراة في ربع النهائي، وستكون الجماهير على موعد مع المباراة النهائية، وحفل الختام على نفس الملعب الذي يتم تسليمه فور انتهاء مراسم التتويج. ورغم أن الأندية تسلمت الملاعب، وبدأت الحياة تعود من جديد، استعداداً لعودة مباريات الدوري، إلا أن الحدث الآسيوي ما يزال ينتظر الساعات الأخيرة قبل وداع النسخة الاستثنائية، والتي حققت نجاحات كبيرة. الحضور الأكبر رسمت الجماهير لوحة مميزة في حب الوطن في نصف النهائي حينما حضرت بأعداد كبيرة لمساندة منتخبنا الوطني، وبلغ عدد الحضور الجماهيري 38646 متفرجاً، وهو الرقم القياسي لأكبر عدد من الحضور في مباراة واحدة في النسخة من البطولة. لفتة إنسانية زار معالي اللواء محمد خلفان الرميثي، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة، الحارس اليمني محمد عياش في مستشفى «لايف كير» بأبوظبي، بعد أن أجرى جراحة لإصابته بانزلاق غضروفي قبل بداية البطولة، مما أدى إلى غيابه عن البطولة الآسيوية، في واحدة من المبادرات الإنسانية العديدة التي قامت بها اللجنة المنظمة على مدار فعاليات البطولة. «مبخوت 9» لن تنسى الذاكرة هدف علي مبخوت مهاجم منتخبنا في شباك أستراليا في مباراة ربع النهائي، وهو التاسع له في تاريخ مشاركته مع «الأبيض» في النهائيات، ليصبح أفضل هداف عربي في تاريخ البطولة، محتلاً المركز الثالث، في قائمة الهدافين التاريخيين، خلف علي دائي المتصدر «14 هدفاً»، ولي دونج كوك من كوريا الجنوبية وله 10 أهداف، ويتساوى مبخوت مع الياباني ناهيرو تاكاهارا. فيديو عبدالله تدخل «الفيديو» للمرة الأولى في تاريخ البطولة، بإلغاء هدف لمنتخب اليابان، واستخدم حكمنا الدولي محمد عبدالله حسن التقنية، في الدقيقة 25، نتيجة لمس لاعب اليابان للكرة بيده قبل دخولها المرمى مباشرة، والاستعانة بالتقنية أيضاً في المباراة نفسها من أجل تأكيد صحة قرار ركلة جزاء لمصلحة الياباني في الدقيقة 53، علماً أن «الساموراي» استفاد من تقنية الفيديو بعد ذلك في نصف النهائي حينما تم احتساب ركلة جزاء له أمام إيران بالطريقة نفسها. «الوجه الأزرق» خاض «الساموراي» البطولة بنظام توفير الطاقة، فلم يقنع في المباريات الخمس الأولى، رغم الفوز فيها، لكن وسط أداء حمل علامات استفهام كثيرة، لتأتي الصحوة اليابانية التي أبهرت الجميع، بعدما دك شباك إيران بثلاثية، رغم أن إيران لم تستقبل أي هدف طوال مشوارها في البطولة، إلا أن «الأزرق» كشف عن وجهه الحقيقي في توقيت مثالي. بصمة المسلمي جاء الهدف القاتل بتوقيع محمد المسلمي، في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، ليعلن رسمياً عن تأهل «الأحمر» إلى الدور الثاني، بعد مباراة مثيرة أمام تركمانستان حسمها عُمان بنتيجة 3-1، والذي كان بحاجة إلى الفوز بهدفين على الأقل ليضمن الصعود، وعاشت الجماهير على أعصابها حتى اللحظات الأخيرة التي سجل فيها المسلمي ليعلن الأفراح، وسط مشهد يبقى في الذاكرة. «القياسية 5» شهدت النسخة الحالية دخول الحارس الأوزبكي إينياتي نيستروف سجلات التاريخ، بعدما أصبح أول لاعب يشارك في 5 نسخ مختلفة من نهائيات كأس آسيا، وهو اللاعب الذي أعلن اعتزاله اللعب دولياً مباشرة عقب خروج منتخب بلاده من النهائيات لإفساح المجال أمام المواهب الشابة. وقام معالي اللواء محمد خلفان الرميثي نائب رئيس اللجنة العليا المحلية المنظمة للبطولة بتكريم نيستروف وذلك خلال مباراة منتخب بلاده مع عُمان على ملعب الشارقة، خلال الجولة الأولى للمجموعة السادسة. مسلسل الإقالات شهدت البطولة الحالية خروج العديد من المدربين من منتخباتهم، سواء خلال المشوار نفسه أو عقب البطولة، ليتم إجراء تغييرات بالجملة على الأجهزة الفنية، أبرزها إقالة الألماني شتانجه من تدريب سوريا والصربي راييفاتش من تدريب تايلاند، ونهاية عقد الإنجليزي ستيف كونستانتين مع الهند، والبرتغالي كيروش مع إيران، والإيطالي زاكيروني مع منتخبنا، والسويدي إريكسون مع الفليبين، فيما يترقب عدد من المدربين الآخرين ما تسفر عنه القرارات النهائية في الأيام المقبلة. فارق الإنذارات لم يتوقع أحد السيناريو السينمائي الذي عاشه منتخب لبنان في الجولة الأخيرة، بعدما حقق الفوز على كوريا الشمالية 4-1، وتساوى مع فيتنام في كل الأرقام، ليأتي الخبر الحزين أن بطاقة التأهل الأخيرة لأفضل أصحاب المركز الثالث ذهبت إلى فيتنام بسبب فارق البطاقات الصفراء، حيث ابتسم «اللعب النظيف» للفريق القادم من الشرق. وداع «الصفر» ودعت 4 منتخبات البطولة من دون أن تنجح بجمع أي نقطة في المباريات الثلاث التي خاضتها، وتجرعت مرارة الخسارة 3 مرات، وهي تركمانستان وكوريا الشمالية والفلبين واليمن. من جانبها كانت الهند الخاسر الأكبر بعدما حققت 3 نقاط لكنها جاءت بالمركز الرابع في المجموعة، علماً أن أرقامها كانت ترشحها لأصحاب أفضل «الثوالث» لو جاءت بالمركز الثالث في مجموعتها.
مشاركة :