الأربعاء الماضي زار «اليمامة» فارسها المخضرم فهد العرابي الحارثي الذي تولى الإشراف على المجلة في مطلع الثمانينيات لأكثر من 10 سنوات كانت بشهادة كل خبراء الإعلام علامة فارقة ليس في تاريخ مجلة «اليمامة» فحسب، بل في مسيرة الصحافة السعودية عموماً. زيارة أبي محمد الذي جاء برفقة الزميل فهد العبدالكريم رئيس تحرير «الرياض» أشاعت بين فريق «اليمامة» مزيجاً من الفرحة والحماس للعمل بجد لاستعادة روح «اليمامة» وألقها. لقد تميز د. الحارثي في قيادته «لليمامة» والنجاحات التي حققتها المجلة في عهده بكونه ابن المهنة وببراعته وموهبته الشخصية ككاتب فذ ومثقف مطلع؛ فالرجل لم يعامل «اليمامة» أبداً بعقلية الإداري، وكان حضوره قوياً في العملية الصحفية من اختيار الفكر وتطويرها وإثرائها، وكان ماهراً في «تحفيز» قدرات المحررين، بل و«استفزاز» المثقفين والمفكرين والشخصيات العامة لتتجاوب وتسهم وتناقش، واستطاع أن يجعل من «اليمامة» مطبوعة تنبض بالحياة وتضج بالحركة والحيوية، فقد كان يمقت السكون والخمول، ولذلك لم تكن طريقه سهلة دائماً.. فقد تعرضت «اليمامة» أحياناً إلى الانتقاد والخصومة والاتهام في بعض الأحيان.. لكن خطها العام بقي ثابتاً لأنه استند إلى المهنية والاحترافية وبقيت «اليمامة» في كل الظروف تفتح صفحاتها لكل الآراء والأفكار دون قيود تذكر إلا بالقدر الذي يحافظ على عقلانية النقاش والحوار، ويلتزم بقيم المجتمع السعودي المحافظ ويراعي عاداته وتقاليده. لن نرضى من د. الحارثي بهذه الطلة التي أسعدتنا وحدها، نريد أيضاً مشاركاته وإسهاماته ونحن في الانتظار.
مشاركة :