اعترف البرلمان الأوروبي، أمس، بالمعارض الفنزويلي، خوان غوايدو، «رئيسا شرعيا بالوكالة» لبلاده، داعيا كل دول الاتحاد إلى القيام بالمثل، عبر اعتماد «موقف حازم وموحد»، وذلك في قرار تم التصويت عليه في بروكسل. وقال النواب الأوروبيون إن غوايدو «رئيس شرعي بالوكالة لجمهورية فنزويلا البوليفارية»، وقدموا «الدعم الكامل لبرنامجه»، في نص اقترحته بشكل مشترك أبرز الكتل السياسية في البرلمان. وكان الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أدى اليمين الدستورية لفترة رئاسة ثانية في العاشر من يناير الجاري، بعد الانتخابات التي أجريت العام الماضي، واعتبرها كثيرون غير مشروعة. بينما تولى غوايدو رئاسة الجمعية الوطنية هذا الشهر، وأعلن نفسه رئيسا في 23 يناير. أجواء صراع كانت الأزمة السياسية في فنزويلا قد أعادت إلى الأذهان، أجواء الحرب الباردة خلال القرن الماضي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وذلك على خلفية تأييد موسكو سلطة الرئيس الحالي مادورو، مقابل تأييد واشنطن لزعيم المعارضة خوان غوايدو، والاعتراف به رسميا. وأحدثت الأزمة انقساما بين القوى العظمى العالمية، حيث انضم الأوروبيون والكنديون خلف الولايات المتحدة، فيما أيد الصينيون والروس سلطة الرئيس مادورو، الأمر الذي يزيد من الملفات التي تثير الانقسامات بين هذه الدول. دلائل تشير التقارير إلى أن الأحداث الميدانية تشير إلى ثمة أجواء توحي بحرب باردة، لكن تعبئتها الأيديولوجية أقل بأشواط، خاصة أنها تتصل بمصالح اقتصادية راهنة، مرتبطة بكيفية سداد الدين الفنزويلي ولاي جهة. لكن الكتلة التي تشكلها كل من موسكو وبكين في وجه المعسكر الغربي تثير الجدل، وتزيد من الملفات التي تقسم هذه القوى، بدء من الأزمة الأوكرانية، وملف كوريا الشمالية، ومرورا بصراع النفوذ في الشرق الأوسط، وانتهاء بفنزويلا. ومما يدل على وجود صراع نفوذ في هذا البلد اللاتيني، هو استثمار الشركات الروسية والصينية بمشاريع كبيرة، لمنافسة الوجود والمصالح الأميركية،. ويتوقع المراقبون أن موسكو وبكين لن تتخليا عن سلطة مادور خاصة في حال لو تشكلت حكومة جديدة موالية للولايات المتحدة، فالأرجح أن تتم إعادة التفاوض حول جزء من الديون التي حصل عليها مادورو في المرحلة الأخيرة. انسداد الأفق يذكر أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، كان قد دعا، أمس الأول، الجيش إلى التوحد في مواجهة دعوات الولايات المتحدة والمعارض خوان غوايدو إلى العصيان، وذلك قبيل تظاهرة جديدة دعت إليها المعارضة. واتهم مادورو جنودا منشقين باتوا «مرتزقة»، بالسعي من كولومبيا إلى إحداث انقسام في الجيش الذي تعول عليه حكومته. وتزداد مخاطر الاضطرابات المدنية التي أوقعت حوالي 40 قتيلا ومئات الجرحى، في هذا البلد الذي يحتضن 32 مليون نسمة ويُعتبر من الأعنف في العالم، ويعاني من أزمة اقتصادية خانقة.
مشاركة :