تظاهرات «يهود الفلاشا» تُزلزل تل أبيب

  • 2/2/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت شوارع تل أبيب، نهاية الأسبوع الماضي، مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف اليهود من ذوى الأصول الإثيوبية الذين يطلقون على نفسهم «يهود الفلاشا»، احتجاجا على العنف والاضطهاد والقتل الذى يمارس بحقهم من جانب الشرطة والمجتمع فى دولة الاحتلال وذلك بسبب لون بشرتهم.وبحسب وسائل الإعلام العبرية، انطلقت المظاهرات بسبب مقتل شاب يهودى من أصول إثيوبية برصاص شرطى إسرائيلى قبل عدة أسابيع، موضحين أن حادثة قتل الشاب وقعت عندما حضر أفراد دورية الشرطة، بناء على طلب والدته لاعتقاله ويدعى يهودا بيادغا (٢٤ عاما)، وكان يعانى من اضطرابات نفسية، إلا أن الشاب هجم حاملا سكينا على شرطي، فأطلق الشرطى النار عليه، ما أدى إلى مقتله.ويتهم اليهود الإثيوبيون فى إسرائيل الشرطة، بـ «سهولة ممارسة العنف والضغط على الزناد، على الشبان من أصول إثيوبية، لدوافع عنصرية نابعة من لون بشرتهم».وبحسب موقع «واللا» قال شاحار مولاه، أحد المسئولين عن التظاهرات: «هذه التظاهرات عادلة، نحن نمر بمراحل صعبة رغم أننا احتججنا عام ٢٠١٥، وأعربنا عن ألمنا، ولكن لم تطرأ تغييرات كثيرة، فنحن نواجه يوميا أحداث عنف أخرى تمارس بحق الشبان».وأعادت هذه الحادثة، موضوع العنصرية التى يعانيها اليهود الإثيوبيون إلى مركز الاهتمام الإعلامى حيث أظهرت تقارير عدة أن المؤسسة الرسمية السياسية والأمنية ليست فحسب التى تمارس العنصرية، إنما أيضا أفراد المجتمع الإسرائيلى يتعاملون فى معظمهم مع الإثيوبيين اليهود بعنصرية واستعلاء، بالأساس بسبب لون بشرتهم السوداء، وينعتونهم بأبشع المفردات. وتزامنت حادثة القتل هذه مع مرور عقد على منع وزارة الاستيعاب الإسرائيلية، المفترض أنها مسئولة عن استيعاب المهاجرين اليهود الإثيوبيين نشر بحث، هو الأول من نوعه، يقر بوجود نقص مريع فى الاعتناء بمعالجة ظاهرة قتل النساء الإثيوبيات فى إسرائيل. وقبله فى عام ١٩٩٦، أثيرت قضية إبادة أكياس دم تبرع بها يهود إثيوبيون إلى بنك الدم حيث تبين أن مصلحة الإسعاف الأولى الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء)، أبادت آلاف أكياس الدم، بادعاء أنها قد تكون مصابة بجرثومة مرض الإيدز. وأثارت هذه القضية غضبا فى أوساط الطائفة الإثيوبية، وتم تنظيم عدة تظاهرات، خصوصا بعدما أظهرت تحاليل أن نسبة ضئيلة للغاية من هذه الوجبات تحتوى على الجرثومة، وعلى الرغم من ذلك، ظلت «نجمة داوود الحمراء» تحظر الحصول على تبرعات بالدم من أشخاص ذوى أصول أفريقية. غير أن القضية الأشد فظاعة هبت قبل بضعة أعوام، وتتعلق بحقن أطباء وممرضات من إسرائيل النساء اليهوديات الإثيوبيات، من دون علمهن، بمادة «ديبو بروفيرا» لمنع حملهن، فى أثناء وجودهن فى معسكر فى أديس أبابا بانتظار هجرتهن إلى إسرائيل، واستمرت هذه العملية فترة محدودة إثر نقلهن أيضا، ووفقا للوقائع المعروفة، تم التطرق إلى هذه القضية أول مرة عام ١٩٩٧. ورغم هذا ما زالت إسرائيل بالتعاون مع حركة «الكيبوتس» التى تتبنى الأفكار الصهيونية، تعمل على تهجير يهود الفلاشا من بلادهم الذين يعانون الفقر المدقع بوطنهم الأم الواقع فى أفريقيا، حيث تستغل إسرائيل هذه الأوضاع وتهجرهم، ومع مرور الوقت يدركون أنهم وقعوا ضحية لعملية عنصرية بامتياز.

مشاركة :