بنغازي (ليبيا) - قال مسؤولون عسكريون إن أربعة جنود ليبيين على الأقل قتلوا اليوم الجمعة عندما اشتبكت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في معارك استمرت ساعات مع جماعة مسلحة واجهتهم أثناء سعيهم للتوسع جنوبا. وأعلنت الكتيبة 128 مشاة التابعة للجيش الوطني الليبي سيطرتها الكاملة على منطقة الاشتباكات بعد معارك استمرت لسبع ساعات فجر اليوم الجمعة. وتعاني ليبيا من الاضطرابات منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي في 2011، حيث توجد حكومتان متنافستان في الشرق والغرب بينما تتنافس جماعات مسلحة على النفوذ. وشكلت الاشتباكات التي دارت اليوم الجمعة أول مقاومة حقيقية يواجهها الجيش الوطني الليبي منذ توغله في الجنوب قبل نحو أسبوعين من معقله الرئيسي في بنغازي بشرق البلاد. وقال مسؤولون من القوات الليبية، إن الاشتباكات بدأت عندما غادر الجنود مدينة سبها الرئيسية في الجنوب ووصلوا إلى مدينة غدوة القريبة. وأضافوا أن الجيش الوطني دعم القوات بضربات جوية على "الإرهابيين" و"المرتزقة التشاديين" وهو وصف يطلقه الجيش الوطني الليبي عادة على جماعات تشادية معارضة تنشط في جنوب ليبيا. وأشار المسؤولون إلى أنه إلى جانب مقتل أربعة من الجيش الوطني أدت الاشتباكات أيضا إلى سقوط عدد من المصابين. وكان الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي العميد أحمد المسماري، قد أكد في وقت سابق نبأ مقتل 3 من جنود الجيش في المواجهات التي اندلعت فجر الجمعة في مدينة غدوة الواقعة جنوبي مدينة سبها، بين قوات الكتيبة 128 مشاة وقوات مرتزقة تشادية. وقال المسماري في بيان مقتضب على صفحته بفيسبوك، معلقا على أحداث سبها "القوات المسلحة تلقن قوات المرتزقة التشادية التي تساندها فلول الجضران والإرهابيين الهاربين من بنغازي درسا في فنون القتال وتلحق بها خسائر كبيرة في منطقة غدوة. وتودع ثلاثة شهداء من أبطالها الشجعان". وكان المسماري يشير لإبراهيم الجضران وهو قائد حرس المنشآت النفطية التي سبق للجيش الوطني الليبي أن أنهى سيطرته على منشآت النفط. وكان الجضران قد ظهر بعد طول غياب في شريط فيديو يهدد بمواجهة قوات الجيش الليبي. ويبدو أنه استغل حالة الفراغ الأمني ليعقد تحالفات مع الميليشيات التشادية لتعزيز نفوذه في المنطقة. وقضى الجيش الوطني الليبي الأسبوعين الماضيين في تأمين سبها التي كانت تخضع اسميا لسيطرة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس لكنها كانت تخضع فعليا لسلطة جماعات وقبائل محلية. ويقول الجيش الوطني الليبي، إن الحملة تهدف إلى مكافحة المتشددين الإسلاميين وتأمين حقول ومنشآت نفطية في الجنوب من بينها حقل الشرارة أكبر حقول البلاد وهو مغلق منذ ديسمبر/كانون الأول 2018 عندما سيطر عليه مسلحون ورجال قبائل. والجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر متحالف مع حكومة موازية في بنغازي ترفض الاعتراف بحكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة.
مشاركة :