واشنطن - أظهرت دراسة أميركية حديثة أن فقدان السمع الذي ينجم عادة عن الضوضاء أو تناول أدوية معينة، يمكن أن يؤدي إلى الانخفاض المعرفي وتراجع الإدراك وهو مقدمة على الإصابة بالخرف. الدراسة أجراها باحثون بمستشفى بريجهام في مدينة بوسطن الأميركية ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية "Alzheimer Dementia: The Journal of the Alzheimers Association" العلمية. وأوضح الباحثون أن فقدان السمع الذي يؤثر على حوالى 360 مليون شخص حول العالم بينهم 32 مليون طفل، يأتي بسبب العيوب الخلقية وعوامل أخرى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وأضافوا أن هذه العوامل تشمل الأمراض المعدية، واستخدام بعض الأدوية ومنها أدوية السرطان، أو التعرض للضوضاء الشديدة. وللوصول إلى نتائج الدراسة، تابع الباحثون حالة 10 آلاف و107 من الرجال الذين يبلغ متوسط أعمارهم 62 عاما. وخلال فترة المتابعة التي استمرت 8 سنوات، قام الباحثون بتقييم الوظائف المعرفية والإدراكية لدى المشاركين، بالإضافة إلى حالة السمع لديهم. ووجد الفريق أن ضعف السمع مرتبط بزيادة مخاطر انخفاض الإدراك المعرفي، مقارنة بالرجال الذين لا يعانون من فقدان السمع. وبشكل أكثر تحديدًا، بلغت نسبة خطر الانخفاض المعرفي والإدراكي 30 بالمئة أكثر بين الرجال الذين يعانون من ضعف السمع الخفيف، وزادت إلى 42 بالمئة بين الرجال الذين يعانون من فقدان السمع المعتدل، وارتفعت النسبة إلى 54 % بين مرضى فقدان السمع الشديد. وقال الدكتور شارون كورهان قائد فريق البحث إن "الخرف هو تحد كبير للصحة العامة ولا يزال ينتشر دون علاج فعالة لمنع تقدم المرض". وأضاف أن "النتائج التي توصلنا إليها تظهر أن فقدان السمع مرتبط بانخفاض الاهتمامات المعرفية الذاتية التي قد تكون مؤشرًا على التغيرات في المراحل المبكرة في الإدراك، وهذا قد يساعد في تحديد الأفراد المعرضين لخطر أكبر من الانخفاض المعرفي". ومرض الخرف، هو حالة شديدة جدا من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر، أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة. ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالخرف في 2015، بلغ 47.5 مليون، وقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السن.
مشاركة :