دمشق – يواجه الآلاف من النازحين الفارّين من آخر جيوب تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا أوضاعا مأساوية، مع استمرار الحملة التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية على التنظيم الجهادي الذي بات قاب قوسين من خسارة آخر الأراضي التي يسيطر عليها. وكشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة أنها طلبت من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة تخصيص موقع على الطريق إلى مخيم الهول يمكن فيه تقديم مساعدات للمدنيين الذين يفرّون إلى هذا المخيّم في أجواء شديدة البرودة هربا من المعارك، وذلك بعد وفاة 29 طفلا، معظمهم حديثو الولادة. وقال ناطق باسم المفوضية أندري ماهيسيتش إنه قبل أسبوعين، “طلب الأطراف الإنسانيون الفاعلون من القوات التي تسيطر على المنطقة”، أي قوات سوريا الديمقراطية، “تحديد موقع عبور على طريق الحول للتمكّن من تسليم مساعدة حيوية” لهؤلاء الأشخاص. وعبّر عن أسفه لأن “الطلب بقي بلا رد”. وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية، تنظيم الدولة الإسلامية في جيب هجين بمحافظة دير الزور الواقعة بالقرب من الحدود العراقية. ويرى محللون أن الموقف المتصلب “لقوات سوريا الدمقراطية” يعود لاعتبارات بالأساس أمنية حيث أن معظم العائلات النازحة لديها صلات قرابة بعناصر داعش، وهناك خشية من اندساس هؤلاء المقاتلين بين النازحين. وقالت المفوضية إن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر “فعليا” على المنطقة التي تضم الموقع، لكنها لم ترد على الطلب الذي قدّمته المفوضية. ويفرّ مدنيون، معظمهم نساء وأطفال، باتجاه مخيّم الهول الذي زاد عدد سكانه إلى ثلاثة أمثاله خلال شهرين ليصبح 33 ألفا. Thumbnail وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للصحافيين في جنيف “الوضع الإنساني في هذا الجزء من سوريا حرج حاليا. لذلك نناشد توفير الأمان للمدنيين وتمكينهم من الخروج من منطقة الصراع ومن الحصول على المساعدة”. وكانت منظمة الصحة العالمية كشفت الخميس أن هناك تقارير عن وفاة ما لا يقل عن 29 من الأطفال وحديثي الولادة في المخيم الواقع بشمال شرق سوريا خلال الأسابيع الثمانية الماضية أغلبهم نتيجة الانخفاض الحادّ في درجة حرارة الجسم والتعرّض للبرودة. وأضافت المنظمة أن نحو 23 ألف شخص وصلوا إلى المخيّم خلال تلك الفترة مما زاد من عدد سكانه بشكل كبير. وأشارت إلى أن هؤلاء الأشخاص فروا من القتال في دير الزور. وأوضحت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا في بيان “الوضع في مخيّم الهول محزن. يموت أطفال من انخفاض درجات الحرارة مع فرار عائلاتهم سعيا للأمان”. ودعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى الدخول لمخيّم الهول دون عوائق وقالت إن الوضع أصبح “خطيرا” بالنسبة لثلاثة وثلاثين ألف شخص، أكثرهم نساء وأطفال، يعيشون في برد قارس. لافتة إلى أن كثيرا من النازحين ساروا لأيام أو تنقلوا على متن شاحنات مفتوحة، ووصلوا وهم يعانون من سوء التغذية والإرهاق بعد سنوات عاشوها في ظروف بائسة تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية.
مشاركة :