الكويت - تمكن العديد من الرجال المولعين بالطبخ من تحويله إلى مهنة مكنتهم من كسب رزقهم ومن تحقيق ذواتهم ومن ممارسة هواياتهم في نفس الوقت. وبالرغم من مخاوفهم من عدم تقبل المجتمع لممارسة مهنة اعتبرت حكرا على النساء، إلا أنهم حققوا نجاحات كثيرة وكوّن بعضهم مشاريعهم الخاصة بفضل دعم محيطهم الأسري وإيمانهم بموهبتهم في المجال. وتمكن الكثير من الرجال الذين استهواهم الطبخ من اختراق عالم يعتبر في المجتمعات العربية مخصصا للنساء. وسرعان ما تحولت الهواية إلى مهنة تميز فيها بعضهم وأصبح عنوانا لأشهر وأرقى المطاعم والفنادق في الكويت. وتزدحم وسائل التواصل الاجتماعي اليوم بمقاطع فيديو تظهر تنافس طباخين كويتيين على إظهار قدراتهم في طهي الوجبات الكويتية والعالمية باحترافية، وذلك في خروج عن السائد في مجتمعهم. وكشف هذا التوجه عن وجود علاقة شغف قدیمة بالطبخ لدى بعض الرجال الكويتيين، إذ يبرع الكثير منهم في طبخ الأكلات الكويتية التقليدية الشهيرة مثل المجبوس البرياني والمطبق خاصة في مواسم الرحلات والمخيمات مع الأصدقاء والأصحاب. وأكد اثنان من الطهاة في حديث لوكالة الأنباء الكويتية أن تشجيع الأسرة والأصدقاء يعد العامل المشترك في احتراف هذا المجال الذي لقي إعجابهما منذ الصغر. وأوضحا أنهما واصلا العمل على صقل مهاراتهما بغرض إتقان طرق طبخ العديد من الوجبات الكويتية والعالمية. تشجیع الأسرة والأصدقاء یعد العامل المشترك بين الطباخين في احتراف هذا المجال الذي لقي إعجابهم منذ الصغر وقال الشيف الكويتي زياد حمادة المسؤول عن قائمة المأكولات الكويتية في أحد الفنادق الشهيرة للوكالة، إن هوايته للطبخ ظهرت في البدایة في نطاق الأسرة ثم اتسعت ليعرفها الأهل والأصدقاء حتى اتخذها مهنة، موضحا أنه قرر تعلم أسرار الطهي وفنونه من إحدى قریباته التي كانت تدیر مشروعا منزلیا للطبخ، إذ اقتصر دوره في البدایة على شراء مستلزمات ومكونات الوجبات واختیار الأفضل منها فضلا عن الإدارة المالیة لهذا المشروع. وأشار حمادة إلى أنه كان یحرص على تذوق أطباق الوجبات الكویتیة الشهیرة مثل مجبوس الدجاج أو المطبق في عدد من المنازل والمطاعم، حتى قرر افتتاح مطعمه الخاص الذي قدم فیه وجبات كویتیة مميزة. وأفاد بأنه تلقى عرضا من الفندق حیث یعمل الآن وكان یقضي نحو 13 ساعة عمل یومیا لیكتسب الخبرة، حیث سافر إلى العديد من الدول لحضور دورات تدريبية متخصصة. وأكد الشيف أنه لم يواجه بنظرة تستغرب دخوله مجال الطبخ وقال “على العكس من ذلك، لقد تلقيت الدعم والتشجیع من محیطي العائلي ومن ضیوف الفندق إذ حثني جميعهم على الاستمرار”. ودخل العدید من الرجال الكویتیین إلى العمل في مجال الطبخ منذ سنوات وسجلوا تجارب ثریة وناجحة في هذا المجال بحسب حمادة الذي أشار إلى أن أعدادهم في تزاید مستمر، علاوة على أن طموح الكثیر منهم هو تحقيق شهرة عالمیة. وذكر حمادة أنه یحلم بتأسیس أكادیمیة لتدریس فنون الطهي وفي مجال إدارة المطاعم والتجهیزات الغذائیة. وصرح الشیف أحمد البدر، صاحب سلسلة من المطاعم بأن ولعه بالطهي بدأ منذ نعومة أظفاره، إذ كان یحرص على المشاركة في الكرنفالات والمهرجانات المدرسیة التي تنظم في المجال. ولفت البدر إلى أن تشجيع الأسرة دائما هو الأساس في دعم شغف الأبناء، لافتا إلى تأثیر والدیه علیه هو وإخوته وتحفیزهما الدائم على تعلم “صنعة وحرفة یدویة”. وأوضح أنه بفضل هذا الدعم والثقة من العائلة كان یتغلب على الإحباط والتحدیات، مبینا أن استغراب أحد الأشخاص وتهكمه على مهنته في بدایة عمله في مجال الطبخ كان دافعا له للاستمرار والنجاح في مهنته. ودعا البدر الشباب لاسیما الشغوفین بالحرف الیدویة مثل النجارة والمیكانیك والحیاكة والطبخ إلى صقل مواهبهم وإبداعاتهم بالقراءة والتدریب وأن یؤمنوا بما تصنعه أیادیهم لیكونوا قدوة لغیرهم.
مشاركة :