تمكين المرأة ثقافيا وإبداعيا تجربة الإمارات في معرض الكتاب

  • 2/3/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين -دورة اليوبيل الذهبي- المقامة بأرض المعارض الجديدة بالتجمع الخامس، ندوة "تمكين المرأة بالمجالين الثقافي والإبداعي"، بحضور كل من رئيس المكتب الثقافي والإعلامي لشؤون المجلس الأعلى للأسرة بدولة الإمارات العربية المتحدة صالحة غابش، وفاطمة المغنّي العضو السابق بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وفاطمة محمد مسؤول قسم الإنتاج بالمكتب الثقافي والإعلامي بالإمارة؛ وأدارت اللقاء الإعلامية سمر الدسوقي رئيس تحرير مجلة حواء. بدأ اللقاء بترحيب سمر الدسوقي بالحضور والمشاركات في الندوة، مؤكدة على عمق العلاقات المصرية الإماراتية "فمصر والإمارات تربطهما علاقات أخوة ضاربة بجذورها في أعماق الحاضر والتاريخ".  وأشادت الدسوقي بالتجربة الإماراتية وتمكين المرأة هناك، عبر استعراض ضيوفها وهن ثلاث سيدات عُرفن بأنهن رائدات في العمل الثقافي الإماراتي "فلهن تجاربهن وخبراتهن في هذا المجال، والذي وصلن فيه إلى مرحلة متقدمة جدًا بفضل سعيهن وجهدهن الدؤوب"، حسب تعبيرها. في بداية حديثها، قالت رئيس المكتب الثقافي والإعلامي لشؤون المجلس الأعلى للأسرة بالإمارات صالحة غابش، إن المجلس نشأ عام 2000 بمرسوم من الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، للتنسيق بين المؤسسات الموجودة في إمارة الشارقة التي تعني بالأطفال والفتيات والناشئة والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة "لتكون جميعًا تحت منصة واحدة تترأسها قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ولفتت إلى أنه بعد انضمام المؤسسات تحت مظلة المجلس أصبح هناك اهتمام كبير بالطفل والأسرة بشكل كبير "وفي المجلس توليت مسؤولية المكتب الثقافي والإعلامي، ومن خلال هذه النافذة وجدت سبيلي لتفعيل العمل الثقافي".  وتابعت غابش "المرأة لدينا حاملة لواء التوعية، وهي مصلحة بالتكامل مع كافة أبناء المجتمع، وهي ليست قضية، فكلمة قضية توحي لمعنى "مشكلة" ونحن تجاوزنا هذا الأمر، فالمرأة تقوم بأدوار ومسئوليات كبيرة في دولة الإمارات.  وأشارت إلى وجود دعم من الدولة لكافة الأنشطة مؤكدة أن القيادة التي تعمل تحت مظلتها تؤمن برؤية بضرورة مواجهة التحديات، وجعلها وسيلة للتجديد والتغيير لصالح أهداف المجلس ورسالته. وتابعت "إن أساس عملنا قائم على مجموعة قيم إنسانية تصب في مصلحة الإنسان لأنه أولا في قائمة العمل البنائي والتطوير، فالمهم أن يكون ما يُقدّم مدروس بشكل جيد على الصعيد الثقافي والإعلامي من خلال مكتب متخصص في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة يرتقي بالقيم الإبداعية سواء كان في كتاب نصدره أو عمل فني ننتجه، أو ندوة ومؤتمر وورش وجوائز وأوضحت أن مجتمعنا ومؤسساته مستمرة في دعم المرأة في المجالين الثقافي والإبداعي "فأنا تقلدت منصب مدير عام المكتب الثقافي في المجلس الأعلى، وقدمنا العديد من الفعاليات؛ بل إن وزيرة الثقافة لدينا هي امرأة، وهذا تأكيد على الدور الثقافي للمرأة". وتناولت غابش تاريخ المرأة في الإعلام والأدب الإماراتي في أعقاب الاتحاد "ففي السبعينات ظهرت أول مذيعة إماراتية وعدد كبير من الكاتبات والأديبات والإعلاميات، وفي 1989 نشأت أول رابطة لأديبات الإمارات، وأصدرت الرابطة العديد من الكتب ومع مرور الوقت أصدرت مجلة "أشرعة" التي كانت الكتابة فيها مقتصرة على المرأة الإماراتية والعربية، ومن المبادرات المهمة التي شاركت المرأة في تأسيسها مبادرة "مكتبة لكل بيت" التي أشرفت عليها مؤسسة "ثقافة بلا حدود" برئاسة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي؛ وعن تجربتها في الكتابة الأدبية قالت "إن الرقابة الذاتية تريحني، فأنا وضعت لنفسي إطار اكتب من خلاله، إطار لا يوفقني عن الإبداع بل يزيدني تحديا للإبقاء على حريتها.. حرية الكتابة". وأشارت إلى كتاب "القائمة" والذي كان يتصدر المجلس أمامهن وهو كتاب جماعي لـ7 كاتبات، وبدأت تروي "تم إنجاز الكتاب في واحدة من دورات معرض الشارقة للكتاب، وتم إنجازه في خلال أيام المعرض بحيث تم الانتهاء من التأليف والتجهيزات الفنية والطباعة في 8 أيام فقط. واعتمدت فكرته على معنى كلمة "قائمة".. صفة المرأة التي تطاول السحاب في أحلامها وطموحاتها ورغبتها في التأثير الإيجابي على مجتمعها. ومن "قائمة" الطعام المعروفة اقتبست كل كاتبة فكرتها لتبدأ حكايتها برائحة المطبخ مستدعية ثقافتنا وحديثها الوجداني". وعن تجربتها العملية والإبداعية قالت مدير المكتب الثقافي والإعلامي : "بعد تخرجي من معهد المعلمات الذي يعادل آنذاك مرحلة الثانوية العامة، دخلت في مجال العمل، فوالدي اختار لي أن أدخل معهد المعلمات، وأشكره لأن مجال التدريس مجال رائع زودني بخبرات عملية وتجارب في الحياة؛ وبعد 15 عام توجهت للعمل الثقافي، فعملت مديرة لرابطة الأديبات، التي ضمت عضوية لأديبات مصريات وفلسطينيات وأردنيات وسودانيات إضافة إلى الإماراتيات. عرضت الفكرة على الشيخة جواهر وحصلنا على الموافقة عليها، وقدمنا العديد من الفعاليات والأمسيات الأدبية وشاركنا في الاحتفالات الوطنية على مسرح نادي فتيات الشارقة؛ خلال هذه الرحلة أصدرت خمس دواوين شعرية ورواية وكتاب توثيقي عن رحلة الشيخة جواهر العملية وقيادتها لفرق عمل تشتغل على التنمية في مجالات عديدة والثقافة والصحة والعمل التطوعي والإنساني والعمل الاجتماعي". وكشفت عن تجربتها في الكتابة الدرامية وقالت : "كنت أود أن أقدم من خلاله صورة للمرأة الخليجية بشكل مُغاير لما تُقدمه الكثير من الأعمال الدرامية وبعيدًا عن الحسابات الإنتاجية". وأوضحت مسؤول الإنتاج الإعلامي والثقافي بالمجلس فاطمة محمد، خلال كلمتها، أن أكثر شيء ميزّ المرأة في الإعلام الإماراتي هو "الالتزام بالخصوصية" بما في ذلك المظهر العام لها، "وأنا سأتحدث عن تجربتي كفتاة حيث وجدت كل الاحترام والتشجيع في العمل الإعلامي، وهو ما حرصت عليه القيادة السياسية، وهذا النوع من الاحترام يدفع المرأة للإبداع أكثر" وتابعت "بدأت العمل كمساعدة مخرج في تلفزيون دبي خلال فترة الدراسة، وفي ذلك الوقت عام 2001 عندما التحقت بالتلفزيون كانت النساء 3 فقط، الآن أغلب العاملين بالتلفزيون من النساء سواء مخرجات ومصورات ومونتيرات وغيرهن". واستكملت فاطمة "بعدها قمت بإخراج الأغاني الوطنية.. الأمر الذي يجعلني أشعر بالفخر، ثم تعاونت مع الفضائيات المحلية، وحصلت على تكريم كواحدة من المبدعات بالإمارات، ويشرفني الآن أن أكون في مجال الثقافة والأسرة". وأكدت أن كل مرحلة كانت تطرح ظروفها وخطط العمل "والآن نواجه وسائل التواصل الاجتماعي ونحاول مواكبتها بسرعة، فركزنا على انصراف الأطفال والأبناء للإلكترونيات، وكان دورنا العمل على الحد من هذا الأمر"، مُشيرة إلى أن هناك تشجيع من دولة الإمارات لفئات المجتمع كافة من خلال التحفيز والتكريم "ولهذا الأمر أهميته في تحفيز طاقاتها للعمل بشكل أكبر وأكثر تأثيرا، خاصة وأن الأسرة مشجعة للمرأة والمجال مفتوح للإبداع بشكل عام في كل المجالات الفنية كالمسرح والموسيقى وغيرها وأضافت: يهمني في هذه الفترة موازاة حركة التواصل الاجتماعي وهو أمر مؤرق؛ ولدينا مسلسل قصير اسمه "سلامة تسلم عليكم" تقدمه فنانة إماراتية ويحظى بمشاهدة عالية وهو أهم المشاريع الإعلامية التي نعمل عليها". وأشادت فاطمة المغني، العضو السابق بالبرلمان الإماراتي، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في ثوبه الجديد، وقالت "هذه الحشود الكبيرة تثبت للعالم أن مصر الريادة، ومصر المحبة، وأنا أعشق مصر ؛ فأنا بقلب إماراتي وعشق مصري".  وأكدت عدم وجودها في موضع وظيفي "فأنا متقاعدة أركز في العمل التطوعي، وأنا من مواليد 1958، وكنت منذ الصغر أعشق سماع إذاعة القاهرة، وكنت أردد كلمات نشيد "وطني الأكبر"، ويوم حرب أكتوبر وضعت المذياع في وسط المدرسة وصحت "هللوا فقد سقط خط بارليف"، وكنت أهتم كثيرًا بقراءة مجلة العربي الكويتية. وتابعت المغني "قديمًا كنت أعتقد أن حدود العالم هي حدود مدينتي، إلى أن رفعت بيدي علم الاتحاد وأنا في عمر الزهور، وكان والدي يريد أن يزوجني وأنا في عمر العاشرة، ولكن جدي رفض ودخلت المدرسة وكنت ضمن ٣ فتيات في المرحلة الثانوية، وحينها نذرت أن أكون خادمة لدولتي الإمارات؛ وأنا أعشق والدنا المرحوم الشيخ زايد الذي أعطى المرأة الإماراتية كل الحقوق". وأضافت العضو السابق بالبرلمان الإماراتي : اعتبر من المجتهدات اللواتي استطعن الموازنة بين الأمومة والعمل، وحصلت على جائزة المرأة المثالية في الإمارات، وهناك الكثير من الأمهات مجتهدات ولكن لا يواكبن روح العصر، ومن أعطاني القوة هي روح القوانين التي تعطي المرأة حريتها وحقوقها في العمل"، لافتة إلى أن الفراغ الأسري هو سبب كل المشاكل. وتحدثت عن دورها في مشروع "نحو صيف هادئ لشباب المنطقة الشرقية" الذي يهدف إلى إشغال وقت الشباب بما يفيدهم، لو في لهم أجواء لممارسة الهوايات وإظهار الإبداعات وإشغالهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة وتحول المشروع إلى مراكز شباب، كما قمنا بوضع دراسات عن الأسرة في المنطقة الشرقية، التي من ظواهرها المحتاجة لعلاج.. تكاليف الزواج باهظة جدًا، لذا كان لابد من تغيير ذهن المجتمع، حيث كان الكثيرون يتورطون في الكثير من المشاكل المادية بسبب الديون الناتجة عن الأفراح الباهظة، فبدأنا مشروع الزواج الجماعي للفتيات والذي بدأ بـ14 فتاة ثم توسع في الأعوام التالية واستقطب أكثر من هذا العدد.  وأكدت المغني أن كل المجتمعات العربية كانت تعاني من التخلف في فهم العادات والتقاليد "فالعادات والتقاليد جميلة لكن كان هناك خلل في تطبيقها، وكان السؤال قديما لماذا تتعلم المرأة؛ ولكن مع الوقت تغير الأمر. وقالت: لي تجربة ناجحة في افتتاح مشروعات خاصة تشجع حضور ووجود المرأة الإماراتية في مختلف المجالات الثقافية، وبالرغم من أهمية أن أكون عضوا برلمانيا في المجلس الاستشاري بالشارقة، إلا أن دوري مهم أيضا في أن أكون موجودة لفتح كل الأبواب المغلقة لصالح كل فتيات المجتمع الإماراتي. وختمت سمر الدسوقي الندوة بقولها: "بيننا وبين الإمارات علاقات قوية، وضيوفنا اليوم ضيوف أعزاء ولهم كل التقدير والاحترام، فالإمارات داعمة لمصر وفي ظهرها طوال الوقت"، لافتة إلى أن اللقاء الذي تتناول وضيوفها فيه تمكين المرأة في العمل الثقافي يهدف لتسليط الضوء على المجهودات التي تقوم بها الإمارات العربية المتحدة، وقفزاتها الواسعة في مجال تمكين المرأة "ولكني أولًا سأتحدث عما وصلت إليه المرأة المصرية من تمكين في مختلف المجالات، والتي تعيش الآن عصرها الذهبي في كافة المحافل، والتي أكدت على دورها البارز والهام منذ العام 2011 وهو ما لم يخفى على القيادة السياسية، فلدينا الآن ثمان وزيرات في مختلف المجالات؛ إضافة إلى تولي سيدتان منصب المحافظ، ولدينا استراتيجيات تمكين للمرأة، والتي بدأت تُفعّل على أرض الواقع، أما ما وصلت له مصر من تصعيد للمرأة على المستوى الثقافي فحدث ولا حرج فنسبة 80% من الحقل الثقافي والإعلامي من النساء؛ ونشير هنا إلى أن وزيرة الثقافة امرأة، وهي الدكتورة إيناس عبد الدايم".

مشاركة :