هل تطبق (واشنطن) سيناريو إسقاط (الاتحاد السوفيتي) مع إيران؟

  • 2/3/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

هروب (توراج إسماعيلي) المستشار البارز في قسم العمليات السيبرانية والصواريخ في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ولجوؤه إلى إحدى القنصليات الغربية في تركيا حاملاً المئات من الوثائق السرية المهمة بذكرنا بحقبة (الحرب الباردة) بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد والسوفيتي، حين كان كثير من المنشقين الروس يهربون باتجاه دول أوروبية وأمريكية، وكان ذلك جزءًا من الحرب النفسية التي تشنها أمريكا ضد روسيا آنذاك. في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن وجود سيناريو تقوم على أساسه (واشنطن) بتجنيد أشخاص من داخل النظام الإيراني، بل من داخل (الحرس الثوري الإيراني) للانقلاب على النظام الإيراني من الداخل من دون الحاجة إلى خوض حرب عسكرية أمريكية ضد إيران؛ أي باختصار إعادة استنساخ التجربة ذاتها مع (الاتحاد السوفيتي) والتي أدت إلى تفكيكه واستقلال الدول الأوروبية الشرقية عن (موسكو) وكذلك أوكرانيا وروسيا البيضاء وجمهوريات القرم والقوقاز. هروب (توراج إسماعيلي) ولجوؤه إلى قنصلية غربية في تركيا، وكذلك اعتقال السلطات الإيرانية في شهر أبريل 2018 ثلاثة من كبار معاوني مجلس الأمن القومي الإيراني بتهم تتعلق بالتجسس وهم (علي رضا زرافيان) مدير مركز الاتصال والإعلام بالأمانة العامة للأمن القومي، والاميرال (عيسى غولفردي) و(غفور درغازي) وهما مساعدان في إدارة العمليات للأمن القومي، الذين لا يزالون رهن الاحتجاز كل هذه الأمور تعزز القناعة بأن (واشنطن) وربما دول أوروبية أخرى تتجه إلى تجنيد مسؤولين كبار في النظام الإيراني كجزء من حملة انشقاقات لإضعاف إيران والسعي لتفكيك النظام من عناصر قوته واستخباراته. واشنطن نجحت في هذا السيناريو إزاء (الاتحاد السوفيتي)، وتمكنت من إسقاط النظام الشيوعي من الداخل، ويبدو أنها تتجه إلى فعل ذلك مع إيران. حصار اقتصادي ومقاطعة دولية، ومن جهة أخرى البحث عن عناصر من داخل إيران تقوم بمهمة القيام بانقلاب عسكري أو سياسي أو قيادة ثورة واسعة في كل المدن الإيرانية لإجبار النظام على التخلي عن برامجه الصاروخية والنووية، وإيقاف توسعاته الخارجية في الشرق الأوسط، وهو سيناريو وارد الاحتمال جدًا.

مشاركة :