مختص يطالب ببناء مجسمات الطين في الأماكن العامة للحفاظ على الموروث الشعبي

  • 2/3/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

طالب متخصص في التراث العمراني من أمانات المناطق والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تبني بناء المجسمات الطينية في الشوارع العامة والحدائق، للحفاظ على التراث العمراني والموروث الشعبي. وعن تجربته قال عبدالله الخزام -متخصص في التراث العمراني- لـ»الرياض»: بدأت من خلال ذلك الإعجاب الكامن في نفسي تجاه المنازل والبيوت الطينية منذ وقت مبكر، ففي طفولتي حين عشت وعاصرت تلك المنازل التقليدية بمدينة حائل بعمارتها التقليدية وتفاصيلها الغنية بالجمال، وتناغم جمالياتها مع وظائفها المختلفة لخدمة الإنسان والحياة اليومية، حيث لبّت تلك المنازل احتياجات الأهالي وسكانها في تلك المراحل الأولى من حياة الآباء والأجداد، حيث شُيدت بكافة تفاصيلها من خامات وأدوات البيئة الأولية، وقد ظل هذا التعلق كامن في نفسي إلى أن وجدت نفسي أميل إلى تنفيذ بعض المنتجات وأعالج بعض المقتنيات بطريقة عفوية وأجد في نفسي كل المتعة. اهتمام بالتراث وأوضح الخزام أن هذا الشغف الذي وجده في نفسه خلال الأعوام الماضية تزامن مع اهتمام الجهات الرسمية المعنية بالتراث الوطني، والتوجهات الواضحة لحكومتنا الرشيدة لرعاية الموروث الإنساني في هذه البلاد، حيث توالت المشاريع التي تُعني برصد التراث العمراني في مناطق المملكة المختلفة وتطويرها والحفاظ عليه،مبيناً أنه وجد نفسه محاطاً ‏باهتماماته وميوله الشخصية من جهة، واهتمام وطنه بالحفاظ على التراث وتطويره من جهة أخرى، فبدأ رحلة جديدة مع عدة جهات لتنمية هذه الميول والمهارات التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية، ما بين التأمل والبحث والممارسة والاطلاع والتجربة، ولعل تجربته مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تجربة توجب عليه الشكر والثناء والتقدير لهذه الهيئة الرائدة التي قدمت له وللمهتمين كل الرعاية والدعم والتسهيل الذي مكّنه من تنمية تجربته وتوسيع محيطها،كما أن لجهود فرع لهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة حائل عظيم الأثر في الدعم والتنسيق لإبراز تراث المنطقة العريق الزاخر بالتفاصيل الموغلة في القدم، ورعاية المهتمين ودعمهم وإبراز جهودهم والمحافظة على مكتسباتهم من الإبداع. رصيد معرفي ولفت الخزام إلى أنه كان للعديد من الجهات العلمية والأكاديمية التي رعت ونظمت بعض الأنشطة الخاصة بالعناية بالموروث العمراني دورها الهام والأساسي في دفعه نحو البحث عن العديد من المعلومات المهمة في هذا المجال، سواء بالبحث أو الاطلاع على ما تم نشره في المصادر العلمية، أو في كتب الرحالة الذين زاروا المنطقة، أو من خلال لقاءات مباشرة مع كبار السن من سكان المنطقة، وأهل الخبرة في مجال العمارة التقليدية، والذي لم يبخلوا عليه بالمعلومات التي كونت رصيداً معرفياً جيداً مكّنه من تطوير البرامج التي يقدمها للتدريب، أو في تنفيذ المشروعات العامة أو الخاصة، منوهاً أن اهتمام الجهات ذات العلاقة سواء على مستوى المنطقة أو على مستوى المملكة دعاه إلى الاهتمام علمياً في البحث حول الخامات المحلية وطرق إعدادها وتقديمها من خلال ورش عمل أو برامج تدريبية، وتزويد الشباب والناشئين والمهتمين بالعمارة التقليدية بأساسيات التعامل مع خامات العمارة التقليدية، فكما هو معلوم أن لكل خامة ‏من الخامات طبيعتها وخصائصها التي من الواجب التبصر بها وبكيفية إخراجها وتنفيذها لتحقيق الهدف، وكذلك الوصول إلى غاياته. خامة الطين وذكر الخزام أن هذه المشاركات والأعمال خلال الأعوام الماضية كانت سبباً في ترشيحه ممثلاً لمنطقة حائل في عدد من المحافل المحلية، وكذلك الترشيح على المستوى الوطني للمشاركة في بعض المحافل الإقليمية والعربية، ولعل آخرها مشاركته ممثلاً لمنطقة حائل في جناح المملكة العربية السعودية المشارك في مهرجان الشيخ زايد في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي تشارك فيه العديد من الدول لتقديم مخزونها الثقافي (المادي والإنساني)، حيث كان لفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة حائل، بدعم من م. زياد المصيول مبادرته المشكورة والمقدرة في دعمنا للمساهمة في تقديم جزء يسير من تراثنا العريق في منطقة حائل، من خلال أهم الأساليب والطرق الملائمة للتعامل مع خامة الطين، والإستفادة من خصائصها في البناء التقليدي، وترجمة جهود الأبناء والأجداد في تطويع خامات البيئات المحلية، كما تناولت أهمية استكشاف خصائص المواد البيئية المختلفة التي يمكن الإستفادة منها في العديد من الجوانب التي تسهم في تحسين جودة الحياة اليوم، وتربط الأجيال بثقافتهم الأصيلة. حفظ التراث وأكد الخزام على أن البناء بالطين، وبمواد البناء الأولية سيبقى ما بقي الإنسان على هذه الأرض، فبالرغم من تطور خامات البناء وأدواته الحديثة، يظل الإنسان يتوق إلى العودة إلى الطبيعة بكل تفاصيلها، حيث يجد الراحة والانسجام الروحي في الصحراء والشواطئ وقمم الجبال، وما تنتجه كل بيئة من مواد وعناصر، إضافةً إلى ذلك التراكم الحضاري الذي يثري هذا النتاج الطبيعي من العمارة والتشييد، الذي يمتزج بيد الإنسان وروحه وتاريخه، مضيفاً: أدعوا جميع المهتمين والجهات المختصة وذات العلاقة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمانات وبلديات المناطق والمحافظات بضرورة الحفاظ على تلك المناطق التراثية وإحيائها بالفعاليات والأنشطة، وكذلك بناء المنتجعات ومناطق الترفيه ودور الإيواء على الطرز والنماذج التقليدية، فهي تحظى باهتمام الزوار والسائحين، وتثمر عن فرص عمل وتوظيف جديدة لشباب وشابات الوطن. عبدالله الخزام الاهتمام بأدق تفاصيل البناء تعاون الجميع مشاركة الصغار

مشاركة :