ثمّن خبراء في العلوم السياسية، زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات، مؤكدين أنها ليست مجرد زيارة تاريخية فحسب، وإنما تمثل علامة فارقة لمرحلة جديدة مقبلة في تاريخ جولات الحوار بين الأديان. وأوضح الخبراء، أن الزيارة تعكس حرص الإمارات على إنجاح جولات الحوار بين الأديان بهدف خلق مساحة أكبر للتفاهم بين الأديان المختلفة من خلال إرساء وتعزيز القواسم المشتركة، مؤكدين أن الزيارة تساهم في خلق أرضية صلبة تقوم عليها فكرة الحوار بين الأديان، وتبادل الحوار والنقاش بين مختلف الثقافات والحضارات. الدكتور محمد السعدني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، ثمن زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات، مؤكداً أنها تاريخية تعكس حرص الإمارات على ترسيخ دعائم ومبادئ التآخي والتعايش السلمي الإنساني، سواء في المنطقة العربية، أو مختلف مناطق العالم أجمع. وأوضح السعدني أن زيارة البابا إلى الإمارات تعكس حرص الإمارات على إنجاح جولات الحوار بين الأديان بهدف خلق مساحة أكبر للتفاهم بين أصحاب الأديان المختلفة من خلال إرساء وتعزيز القواسم المشتركة بين هذه الأديان، الأمر الذي من شأنه أن يقوي روابط الأخوة الإنسانية، وبالتالي المساهمة في التخفيف من الصراعات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن. وقال: منذ عشرات الأعوام، تحرص الإمارات على دعم جولات ومؤتمرات حوار الأديان، وتهدف من وراء ذلك الوقوف على الفضائل والقواسم المشتركة بين الأديان، والعمل على نشرها، الأمر الذي يقوي روابط الصداقة والتعاون بين البشر على اختلاف عقائدهم وثقافاتهم وحضاراتهم، وفي هذا الإطار تأتي زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات، والذي يشارك خلال هذه الزيارة التاريخية في فعاليات «ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية»، ومن ثم تسهم الزيارة إلى الإمارات في خلق أرضية صلبة تقوم عليها فكرة الحوار بين الأديان، وتبادل الحوار والنقاش بين مختلف الثقافات والحضارات. وأشار السعدني إلى عبقرية التجربة الإماراتية في التعايش والتسامح بين مختلف الأجناس والأعراق والأديان، مؤكداً أن نجاح تجربة الإمارات في التسامح تنبع من إيمان قيادة الإمارات بأهمية هذه القيمة الإنسانية ــ أي التسامح ــ في بناء مجتمع متحضر، ومن هنا جاء استحداث الإمارات لمنصب وزير دولة للتسامح في فبراير عام 2016، لتعزيز مبادئ التسامح وقيم التعددية الدينية، وقبول الآخر بغض النظر عن عقيدته ولونه وجنسه. وتابع السعدني: الأمر المؤكد أن صدى نجاح التجربة الإماراتية في التسامح والتآخي والتعايش المشترك الدافع الأبرز والأقوى الذي جعل البابا يسارع لتلبية الدعوة إلى زيارة الإمارات، في حدث تاريخي تشهده منطقة الخليج لأول مرة، حيث أثبتت الإمارات للعالم أجمع أنها صاحبة تجربة إنسانية تستحق الثناء والتقدير. بدورها، أكدت الدكتورة هدى راغب عوض، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، أن زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات ليست مجرد «زيارة تاريخية» فحسب، وإنما تمثل «علامة بارزة وفارقة» لمرحلة جديدة مقبلة في تاريخ جولات الحوار بين الأديان، مشددة أنها تضع أسساً أكثر واقعية لتبادل الحوار والنقاش بين أصحاب الأديان حول المساحة المشتركة بين هذه الأديان، وهي عبارة عن مجموعة ضخمة من الفضائل والقيم والمبادئ الإنسانية، والتي يمكن من خلالها إزالة أسباب الاحتقان بين أتباع الديانات المختلفة، ومن ثم تفعيل روابط الأخوة الإنسانية بناء على هذه الفضائل والقيم والمبادئ المشتركة. وقالت: يحسب لدولة الإمارات اهتمامها البالغ بإنجاح فرص الحوار بين الأديان، وهو الأمر الذي ظهر جلياً في عشرات المؤتمرات والندوات والملتقيات التي أقامتها الإمارات حول مسألة الحوار بين الأديان، وفي هذا الإطار يأتي «ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية»، والذي يحضره البابا فرنسيس، ويمثل الملتقى من خلال وجود البابا وشيخ الأزهر «دفعة قوية» في سبيل ترسيخ آليات الحوار بين قادة الأديان، ومواجهة التحديات الجسيمة التي يتعرض لها العالم حالياً. وأشادت الدكتورة هدى بحرص واهتمام قيادة الإمارات بتوفير مناخ طيب وجيد لإنجاح زيارة البابا إلى الإمارات.
مشاركة :