ما إن تبزغ خيوط الفجر، حتى يتحرك معلمو «النائية» بسياراتهم في كل اتجاه للالتقاء بزملائهم في المواعيد والأماكن المتفق عليها في مخارج المدينة المنورة، حيث يستقل كل 3 أو 4 معلمين سيارة واحدة للذهاب إلى مدارسهم، فيما يتم إيقاف باقي السيارات قرب محطات الوقود لحين انتهاء اليوم المدرسي. ويبدي عدد من أصحاب وعمال محطات الوقود استياءهم من المشهد غير الحضاري والمنظر الذي ينذر بكارثة وخيمة -بحسب قولهم- في حالة نشوب حريق لا سمح الله بإحدى هذه السيارات ما يلحق ضررا بهذه المحطات، مناشدين الجهات المعنية والممثلة في المرور والدفاع المدني لمنع وقوف السيارات بالقرب من محطات الوقود تحسبا لوقوع كوارث لا تحمد عقباها، ناهيك عن إغلاق منافذ المحطات. ويقول نذير قاسم (عامل في محطة وقود): أكثر ما يضايقنا هو كثافة هذه السيارات التي اتخذ اصحابها المحطة مواقف لهم رغم أننا قمنا بوضع تنويه على زجاج السيارات بعدم الوقوف إلا أن الأمر يتنامي كل يوم. ويضيف عامل المحطة: أصبحت هذه السيارات تتزاحم في مدخل المحطة ما يعيق الداخل والخارج من وإلى المحطة، فضلا عن الأضرار التي قد تلحق بالمحطة في حالة احتراق بعضها في حالات التماس الكهربائي أو ما شابه ذلك. أما أزم ضيف الله فيؤكد أن وضع السيارات بالقرب من محطات الوقود أمر مرعب -على حد قوله- حيث يسهل على المخربين الذين يحاولون العبث بإشعال النيران، ففي حالة قيام العابثين بإشعال حريق في إحدى السيارات المتوقفة -لا سمح الله- ستتفاقم الخسائر، فتصبح الأمور خارجة عن السيطرة، ما سيلحق الأذى بأرتال السيارات المتوقفة في المحطة. ومن جانبه، أوضح المواطن عبدالله الحربي أن وضع سيارات المعلمين والموظفين الذين اتخذوا محطات الوقود مواقف لسياراتهم يعد أمرا مزعجا جدا، رغم أن عمال المحطات وضعوا ملصقات على السيارات بمنع الوقوف قرب المحطة، إلا أن الوضع يتزايد يوما بعد يوم، ولم يتقيد أصحاب السيارات بالتحذيرات، مضيفا: يبدأ تزاحم السيارات عقب صلاة الفجر مباشرة ويستمر حتى بعد صلاة الظهر، حيث تجتمع أمام المحطات وتتسبب في إغلاق منافذها، ما يحول دون دخول السيارات الراغبة في التزود بالوقود الى المحطة. ويناشد الحربي الجهات المختصة بوضع نظام يردع أصحاب السيارات الذين يأخذون من محطات الوقود مواقف لسياراتهم حماية لهم وللغير وللمحطات أيضا من الخطر. ومن جهته أوضح لـ«عكاظ» مدير السلامة المرورية بإدارة مرور منطقة المدينة المنورة والناطق الإعلامي باسم مرور المنطقة العقيد عمر بن حماد النزاوي أن إدارة المرور لم تستقبل أي بلاغات في هذا الخصوص، مشيرا الى أنه في حالة تلقي بلاغات من هذا النوع، سيتم التعامل معها فورا، لافتا الى أن الوقوف المسبب للارتباك المروري سواء في الشوارع أو الأماكن العامة يعد مخالفة صريحة يتم تطبيق النظام بحق مرتكبها.