الذكرى السنوية لانتفاضة ديسمبر2017 (1ـ 2)

  • 2/4/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مر عام على ذكرى اندلاع انتفاضة ديسمبر 2017، حيث مرت الاحداث خلال العام بتموجات هبوط وصعود شعبي في المقاومة الشعبية السلمية، من خلال اساليب نضالية متعددة كالاضرابات المتواصلة والمتقطعة، والاحتجاجات العديدة المتناثرة في جميع المدن والقرى الايرانية، كما لاحظنا في رصد عام تصاعد عملية العصيانات والاعتصامات المتنوعة في مجالات مهنية كثيرة، اربكت خلال العام كله اجهزة الامن المتوحشة، فقد حاولت إخماد الانتفاضة والاحتجاجات على مدار العام باستعمال كافة انواع الترهيب والقمع والتمشيط العشوائي باعتقال النشطاء الطلاب والنقابيين والسياسيين من الشوارع والبيوت، ولكنها اخفقت في الوقت ذاته، من إطفاء لهيب الانتفاضة، والتي كلما خبت تحت النار سرعان ما تشتعل جذوتها بقوة اكثر من سابقاتها.  يأتي ذكرى هذا العام ونظام الملالي يدخل بعمق في جحيم الازمة والاختناق والعزلة، مما يجعله يصب غضبه على الانتفاضة والاحتجاجات الشعبية بمزيد من الاعدامات والاعتقالات والتعذيب، في وقت تكشف فيه اوراق ذلك النظام عمق حالة الفساد والنهب والتردي الاقتصادي وتراجع وضع الناس معيشيا، نتيجة التضخم وتراجع قيمة العملة، وتدني الاجور والسرقات والافلاسات في المؤسسات والشركات، ومع دخول النظام مؤخرا في حالة الحصار الدولي المتصاعد، يتفاقم سوءا وضع النظام من حيث التردي والتدهور على كافة الاصعدة، محاولا النظام تحميل مسؤولية نهجه وتعنته وارهابه، المجتمع الدولي والمعارضة الايرانية الشعبية الشجاعة. عام من ايقاع الشعب وهو يغني وينشد من اجل اسقاط النظام وتغييره، من اجل ايران ديمقراطية وحرة.  من يتابع منا كل يوم وعن قرب المدن الايرانية الصغيرة وجامعاتها وميادينها حتى العاصمة طهران، يشهد شعلة الحماس والمواجهة داخل صفوف العمال والفلاحين والشبيبة والشغيلة والتجار الصغار واصحاب الحرف والمهن المتنوعة، فما عادت الانتفاضة والاحتجاجات الشعبية محصورة في فئة اجتماعية معينة او عرق سكاني او هوية ثقافية محددة أو مدينة ما، فكل الشعوب الايرانية اشتركت واتفقت وتلاحمت على هدف واحد محدد هو ضرورة ازالة النظام الاسود ورحيله. نحاول الوقوف سريعا نحو المشهد الايراني خلال شهور النصف سنة الاخيرة، فهناك إضرابات وتظاهرات شجاعة لعمال مصنع الصلب في الاحواز يدخل شهره الثالث، حيث اصرار وصمود من الطبقة العاملة واضرابات واحتجاجات متقطعة ومتواصلة لعمال قصب السكر في «هفت تبه» لتكون الاحواز جحيما يقلق مضجع الملالي. فيما يشكل اضراب سائقو الشاحنات في شركة تنقيب الجنوب على اطراف مدينة الاحواز احتجاجا موجعا للنظام، احتجاج على عدم دفع رواتبهم وتردي وضعهم المعيشي، ضربة جديدة في وجه اجهزة الامن والمليشيات التابعة للنظام، والتي باعت ضميرها دون حياء أو خجل.  من جهة اخرى انطلقت الاحتجاجات الطلابية المستمرة في جامعات البلاد وفي مقدمتها جامعة طهران بمناسبة يوم الطالب الجامعي (7 ديسمبر) على الرغم من الاجراءات القمعية التسلطية من النظام واعتقال أعداد كبيرة منهم. وهناك في خراسان الجنوبية واصل المحتجون التظاهر وبحرق لافتة تحمل صورة الخميني، وبذلك يتصاعد نشاطات معاقل الانتفاضة وتتسع الاحتجاجات من قبل مختلف شرائح المجتمع في البلاد. وفي ذات الوقت، تتسع حملة اعلامية واسعة من المعارضة الايرانية، تدعو العالم لقطع يد الفاشية الدينية الحاكمة في ايران عن استخدام كافة انواع السوشل ميديا على الشبكة العنكبوتية، وتدعو المقاومة الايرانية العالم والايرانيين في التضامن والدعم مع اعتصام واحتجاج المزارعين في اصفهان.  ويشاطر المعلمين البواسل اخوانهم باضراب واعتصام عارم في اكثر من 50 مدينة ايرانية، احتجاجا على وضعهم المعيشي ورواتبهم المتدنية كما هي احداث (13 نوفمبر). لقد دمرت دكتاتورية الملالي الظلامية المعادية للثقافة والتعليم في ايران، والتي واصلت تدمير حياة المعلمين العاملين والمتقاعدين، حيث كرس نظام الملالي في المجتمع حياة البؤس والظلم وممارسة التعذيب والاعدام والحرب والارهاب والفقر والبطالة والفساد ونهب قوت الشعب الايراني.

مشاركة :