الذكرى السنوية لانتفاضة ديسمبر 2017 (2 ـ 2)

  • 2/7/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قرأ جميعنا المشهد الايراني المحتقن، وتعرف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووكالات الانباء على كيفية اعدام النظام الوحشي في اوائل نوفمبر عدد من عرب الاحواز، وقد سفك دماء الاحوازيين دون علم عائلاتهم إلا بعد تنفيذ حكم الاعدام الجائر. وانخرط عنصر جديد في موجة الاحتجاجات هزت شجرة النظام العجوز، حين اضرب سائقو الشاحنات والمركبات الثقيلة في مختلف البلاد في شهر يونيو واغسطس واكتوبر، ثم عادوا في جولة ثانية في شهر نوفمبر، دون ان ترعبهم الاعتقالات والعسف في صفوف رفاقهم لاستكمال جولة النضال والتحدي والمواجهة. وهناك تذمر واسع يتصاعد في القطاع التجاري، حيث اضرب تجار السوق في اجزاء واسعة من طهران والعديد من المدن الايرانية، وذلك في 6 نوفمبر 2018 لتعود الشوارع الايرانية لحموتها وحماسها وغضبها الشعبي. في هذه الفترة رصدت اجهزة المقاومة الايرانية عن إنه من فترة مايو حتى سبتمبر 2018، حدثت حركات احتجاجية بمشاركات نسوية متفرقة، بلغت 430 حركة من قبل مختلف الشرائح، ووجود 415 حالة للتجمع الاحتجاجي والاضرابات خلال اسبوع من شهر اكتوبر، واندلاع 160 احتجاجا شعبيا في شهر سبتمبر 2018. وبلغ عدد المعتقلين اكثر من 1000 حالة اعتقال في انتفاضة يوليو واغسطس من العام الجاري، فاستنهضت المعارضة بشتى انواعها بالدعوة لعمل عاجل لاطلاق سراح السجناء، والذين يعيشون حياة وظروفًا صعبة، حيث لا تتمكن منظمات حقوق الانسان الدولية مقابلة المعتقلين وهم في سجونهم، ومعاينة الشروط والظروف الانسانية السيئة التي يعيشها السجناء الموقوفون والمحكومون، فقد تمت مصادرة حقوق السجين والموقوف معًا.  وهناك انتهاكات واسعة لحقوق الانسان في ايران، شملت مناحي الحياة الايرانية، السياسية والحقوقية والاجتماعية والاقتصادية، ما يجعل هذا الوضع اللا انساني لحياة الناس في حالة استلاب حقيقي لكرامة المواطن الايراني في بلاده. ويتم في المجتمع الدولي تطويق السلك الدبلوماسي الايراني المتهم بمحاولة اغتيال شخصيات من المعارضة الايرانية في الدانمارك واتسعت شبكاتها التجسسية على المعارضة الايرانية، وبتدبير خط للهجوم على المؤتمرات والتجمعات الايرانية كما حدث في باريس من صيف 2018، والقبض على شبكة وخلية ارهابية تجسسية ممتدة ما بين النمسا وبروكسل وباريس.  لذا يواجه السلك الدبلوماسي الايراني المشبوه سلسلة من الملاحقات القانونية الصارمة.  محاولة الخارجية الايرانية التملص من فعلتها بأجوبة وتبريرات سخيفة. هذا المناخ الارهابي الدبلوماسي في العالم تجاه البعثات الايرانية باتت محط شبهات وشك دائم. وكلما اتسع حجم القمع والاستبداد في ايران، تتفجر ايضا حالات اعمال عنف من قبل جماعات عرقية، تجد في رد فعلها استجابة طبيعية لغضب عارم في المجتمع، يبدو مكبوتا ولكنه في لحظة ما يترجم نفسه في اعمال مسلحة هنا وهناك. وفي تغريدة على حسابها قالت السيدة مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية « نحن نعتقد أن خلاص المجتمع من الغلاء، والفقر، والبطالة، والسكن في الاكواخ، وشح المياه، والكوارث البيئية، يمكن تحقيقه. ولكن قبل كل شيء يجب استعادة الحقوق السياسية وبالتحديد حق سيادة الشعب الايراني. وهذا هو طلب مقاومتنا والفلسفة الوجودية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية. لذا فإن طريق ازالة هذا النظام المتجبر سياسيا وايديولوجيا وامنيا، لن تكون إلا بوحدة كل الشعوب الايرانية، لبناء ايران الحرة الفيدرالية الديمقراطية الجديدة. وكلما اشتدت الضغوط الداخلية والخارجية، شعبيا ومؤسساتيا على النظام يوما بعد يوم، يفقد الملالي اتزانهم وتوازنهم في مواجهة مصيرهم المحتوم المنتظر، بانهيار امبراطورية الظلام الى الابد.

مشاركة :