عقدت لجنة إعادة الانتشار في مدينة الحديدة، أمس، اجتماعها برئاسة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت وحضور ممثلي الحكومة اليمنية الشرعية والمتمردين الحوثيين على متن سفينة الأمم المتحدة في البحر الأحمر، فيما وصلت إلى الرياض طائرة تحمل على متنها جثامين خمسة من ضحايا العمل الإنساني للمشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن.ويماطل الحوثيون في تنفيذ بنود اتفاق استوكهولم، بهدف تحويل الالتزامات التي وقعوا عليها إلى ثمن نهائي لإنهاء الحرب وإقرار المجتمع الدولي والتحالف والحكومة بسياسة الأمر الواقع، التي تمنحهم الحق في بسط نفوذهم على المحافظات الشمالية.وفي الاجتماع، الذي بدأ الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي على متن سفينة «فوس أبولو» التابعة للأمم المتحدة في البحر قبالة ميناء الحديدة، تمت مناقشة خروق الحوثيين المستمرة وعملية الانتشار في المرحلة الأولى التي تشتمل على الانسحاب من الموانئ والأماكن الحرجة المرتبطة بالجوانب الإنسانية. وأوضح مصدر في اللجنة أن ممثلي الميليشيات الانقلابية رفضوا خلال جلسة المناقشات الأولى بحث موضوع تثبيت وقف إطلاق النار، الذي طرحه رئيس اللجنة الجنرال كاميرت كأول بند في جدول الاجتماعات، متذرعين باستمرار الغارات الجوية.وتبحث اللجنة على مدى الأيام الأربعة، آليات تنفيذ اتفاق استوكهولم على ضوء التمديد الزمني الذي أقره مجلس الأمن لتنفيذ الاتفاق بموجب قراره 2452 وتعيين بعثة أممية من 75 عضواً لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق في الحديدة خلال ستة أشهر قابلة للتمديد.وكان مصدر في اللجنة أفاد في وقت سابق بأن ممثلي الحوثيين وصلوا إلى السفينة التي استأجرتها الأمم المتحدة مقراً لإقامة المراقبين التابعين لها، قبل ساعة من بدء الاجتماع الذي من المقرر أن يبحث في آلية تنفيذ الاتفاق المتعلق بوقف إطلاق النار، وإعادة انتشار الميليشيات إلى خارج موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.من جهة أخرى، وصلت إلى الرياض مساء أمس، طائرة تحمل على متنها ضحايا العمل الإنساني للمشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام» أحد برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المقدمة للشعب اليمني وعددهم خمسة من عدة جنسيات.والضحايا هم: جوهان دان هان نائب مدير مشروع «مسام» من جنوب إفريقيا (49 عاماً)، وأجيم هوتي ضابط الجودة من كوسوفو (43 عاماً)، ودامير بارادزيك خبير إزالة متفجرات من البوسنة (50 عاماً)، وجوران فيكيك خبير إزالة متفجرات من كرواتيا (39 عاماً)، وبيتير شخومان خبير إزالة متفجرات من جنوب إفريقيا (44 عاما).وكان في استقبال ضحايا العمل الإنساني بقاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، ومسؤولو مركز الملك سلمان للإغاثة، وسفراء دول الضحايا، وعدد من مسؤولي المنظمات الدولية. وأعرب وزير حقوق الإنسان اليمني عن تشرفه بالتواجد لاستقبال ضحايا العمل الإنساني الخبراء العاملين بالمشروع السعودي لإزالة الألغام «مسام» الذين لقوا حتفهم على أرض اليمن في محافظة مأرب خلال قيامهم بنقل الألغام والقذائف غير المتفجرة من مستودعات مشروع «مسام»، مبيناً أن هذه الألغام الحوثية حصدت العشرات من الضحايا من الأطفال والنساء بسبب الإجرام الحوثي من خلال زراعتها بشكل عشوائي.
مشاركة :