أقامت جمعية الثقافة والفنون في الدمام أمس الأول «أمسية حوارية»، تحدث فيها سليمان زغيدور الباحث في العلاقات الدولية الاستراتيجية، وأدارها الدكتور مبارك الخالدي. واستطاع سليمان أن يبدأ مصطحباً معه أذهان الجمهور في حوار عن كلمة الغرب والشرق بمنهجية مهنية؛ نظراً لكونه مطلعا على الإعلام الغربي؛ إذ استقر في باريس، وعمل متنقلا بين صحف عالمية شهيرة مثل لوموند، لو نوفيل، ما أتاح له الاتصال بالثقافات الغربية، والوقوف على الجانب الآخر منها، واستقصاء أيديولوجية ومنهج عملها وتوجهاتها. وأشار المحاضر إلى صورة الإنسان العربي في الفن الغربي، واصفاً الحالة «بالرومنسية» البعيدة عن العنف، مستشهداً بعدة شرائح لأفلام تبين ذلك، كما أوضح بعض الإسقاطات على الوضعين العربي والإسلامي مع القوى العظمى آنذاك، من خلال خبرته الواسعة فيما يتعلق بدراسته الأديان والسياسة والجغرافيا. وأوضح أن مشكلة الغالبية العظمى هي بعدها عن القراءة والاطلاع على الآخر بموضوعية بعيدة عن العاطفة وبعقلانية؛ لأن معظم الصحف والكتاب ينتهجون مبدأ الحيادية في الطرح، ومناقشة القضايا من خلال مهنية عالية لم تصل إليها كثير من الصحف العربية. ومن خلال خبرته العالمية في تحالف الحضارات، فهو يدعو إلى الخطاب الواعي والمنصف حتى في اختلاف أديان المتلقين لهذا الخطاب؛ لأن الصراع بين الشرق والغرب خارج عن خطاب الحضارات، وغير متقيد في منحاه العاطفي، ولا يرقى لأيديولوجية الإنصات للآخر، ولكن ليس غالباً على الجميع، فهناك أصوات تنادي بالواقعية في الطرح، وإنصاف الأديان، والتجرد من السوداوية والحقد الدفين.
مشاركة :