استخدام داعش للمدنيين دروعاً بشرية يعيق تقدم قوات سوريا الديموقراطية

  • 2/4/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية إن هجومهم البري ضد آخر منطقة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، توقف بسبب لجوئه أكثر فأكثر إلى "استخدام المدنيين كدروع بشرية" لعرقلة تقدمهم. في بلدة "الباغوز" السورية، التي تشكل خط الجبهة الرئيسية في شرق سوريا، يقول أحد المقاتلين (22 عاماً) "منذ وصولنا إلى تلك النقطة قبل ستة أيام تقريباً لم نتقدم". ويضيف الشاب، المتحدر من بلدة "هجين" وانضم إلى قوات سوريا الديموقراطية (قسد) قبل خمسة أشهر فقط، "توقف القتال بانتظار خروج من تبقى من المدنيين". ويؤكد المقاتل أنه ورفاقه ينتظرون أوامر للتقدم نحو آخر نقاط لتنظيم داعش المتشدد. على بعد عشرات الأمتار في الجهة المقابلة، يمكن رؤية شاحنات بيضاء وسيارات ودراجات نارية، يقودها إرهابيون من التنظيم المتطرف. كما تظهر من بعيد خيم بيضاء قربها نساء. يشير المقاتل أيضاً إلى المنطقة أمامه قائلاً "هذه كلها بيوت للدواعش"، ثم يدل على أشجار نخيل حيث "نرى أحياناً نساء يأتين إلى أشجار النخيل تلك ويأخذن الأخشاب". على جانبي الطريق في بلدة "الباغوز"، التي تقدمت قوات سوريا الديموقراطية إليها قبل نحو أسبوعين، تنتشر هياكل سيارات محترقة بين أبنية تدمر بعضها بالكامل. ويطل من بعض الأبنية الصامدة مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية، يقف بعضهم على الشرفات والبعض الآخر على أسطح الأبنية. يشعل عدد منهم النار للتدفئة ويتبادلون الأحاديث. على إحدى الشرفات، يراقب أحد المقاتلين -عبر منظار- تحرك عناصر تنظيم داعش الإرهابي على بعد عشرات الأمتار. ومع توسيع قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية لهجماتها خلال الأسابيع الأخيرة ضد التنظيم، فر الآلاف من المدنيين من نقاط سيطرة الأخير. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج أكثر من 36 ألف شخص من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر الماضي، وغالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الإرهابيين، وضمنهم نحو 3100 عنصر من التنظيم. بعدما كان مئات الأشخاص يخرجون يومياً منذ مطلع الشهر الماضي، انخفض عدد الوافدين إلى مواقع قوات سوريا الديموقراطية في الأيام الأخيرة، رغم تأكيد عدد من الخارجين الجدد أنه لا يزال هناك العديد من المدنيين والإرهابيين الأجانب داخل المنطقة المحاصرة. ويروي عدد من المقاتلين أن حالة من الهدوء تسيطر على خطوط الجبهة منذ نحو أسبوع، يقطعها بين الحين والآخر صوت إطلاق نار متقطع أو دوي ضربات لطائرات التحالف الدولي أو المدفعية على الخطوط الخلفية للتنظيم. في قرية "الشعفة" المجاورة، يؤكد المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديموقراطية في دير الزور عدنان عفرين، أن التقدم الميداني متوقف في الوقت الراهن حفاظاً على حياة المدنيين، مع "استمرار الضربات الجوية من الطائرات والمدفعية" ضد مواقع التنظيم. ويشرح "يستخدم داعش المدنيين دروعاً بشرية ليعرقل تقدمنا". ويوضح أن القصف الجوي والمدفعي يطال "الخطوط الخلفية للجبهة، حيث يتمركز الدواعش" في حين "يضعون المدنيين على الخطوط الأمامية وهو ما يمنع تقدمنا". وبين المدنيين من أجبرهم التنظيم على البقاء واتخذ منهم دروعاً بشرية، وبينهم أفراد من عائلات الإرهابيين أنفسهم. ولطالما لجأ التنظيم على جبهات عدة إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية، بهدف عرقلة تقدم خصومه لدى تضييقهم الخناق على آخر معاقله. كما يزرع خلفه الألغام والمفخخات لمنع المدنيين من الخروج ولإيقاع خسائر في صفوف خصومه. ويقول عفرين "نبحث، كقوات عسكرية، عن ثغرة لئلا يصاب المدنيون بأذى ولنفتح لهم ممرات آمنة للخروج". ميدانياً، يفضل قياديو قوات سوريا الديموقراطية عدم تحديد مهلة زمنية لانتهاء المعركة ضد التنظيم، ويغلقون الباب بوجه أي مفاوضات معه لإنهاء المعركة. ويختم عفرين جازماً "لا تفاوض مع الإرهاب".

مشاركة :