تسريبات جديدة تكشف خططاً ظبيانية لتشويه استضافة قطر للمونديال

  • 2/4/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، عن وجود مؤامرة وراءها الإمارات لتحريك الصحافة الغربية والرأي العام العالمي للتشكيك في قدرة قطر على استضافة مونديال كأس العالم 2022، في ظل الأزمة الخليجية وحصار قطر من قبل جيرانها. وتحدثت الصحيفة الأميركية عن تسريبات ووثائق وشهادات جديدة، تكشف عن مساعي غانم نسيبة ومؤسسته «كورنرستون» للاستشارات، لتحريك الصحافة الغربية والرأي العام ضد فوز قطر باستضافة المونديال.أوضحت الصحيفة أن نسخة 2022 من كأس العالم ستكون الأولى من نوعها التي تُنظّم في العالم العربي. مشيرة إلى أن حصول قطر على هذا الشرف أثار كثيراً من الغضب لدى البعض. وتابعت في تقرير لها: «ولكن منذ أن فرضت السعودية والإمارات حصاراً على قطر منذ 19 شهراً، أصبحت هذه الدورة جزءاً من الصراع الجيوسياسي الذي تشهده منطقة الخليج، وكان الهدف هو إفشال الدورة، أو في أسوأ الحالات إجبار الدوحة على تقاسم تنظيمها مع خصومها في المنطقة». وأضافت الصحيفة، وفقاً لموقع «عربي21»، أن «مؤسسة الاستشارات استغلت هذا الوضع لصالحها؛ إذ يتسابق هذا النوع من الشركات لعرض خدماته على مختلف أطراف الأزمة. وتعمل هذه الشركات على توجيه الرأي العام وإقناعه بموقف ما، سواء بمشاركة التنظيم بين قطر وجيرانها، أو باستئثارها به. وفي المقابل، فهي تجني ملايين الدولارات نتيجة للعمل الذي تقوم به». وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن التشكيك في قدرة قطر على استضافة حدث ضخم بقيمة نهائيات كأس العالم يعود لعام 2010، حين راسلت مؤسسة استشارات بريطانية مغمورة تُدعى «كورنرستون جلوبال أسوشياتس» المسؤولين القطريين، عارضة عليهم المساعدة في الترويج للملف القطري. وأشارت الصحيفة إلى أن القطريين رفضوا حينها عرض المؤسسة البريطانية، لكن سيل الهجمات على الملف القطري تواصل، مع طرح عدة تساؤلات حول قدرة هذه الدوحة على إنجاح حدث عالمي. وظهرت تقارير صحافية -أبرزها ما ذكرته شبكة «بي. بي. سي»- حول تأثير الأزمة الخليجية على تنظيم كأس العالم. وأوضحت الصحيفة أن ما نشرته «بي بي سي» حينها، خلّف سيلاً من الجدل في الصحافة البريطانية والدولية، وكان الجميع يناقشون هذا الموضوع الذي يركز على قطر، ولكن ما كان مثيراً للانتباه حينها ليس الخلاصة التي توصلت إليها هذه التقارير الصحافية، بل المصدر الذي يقف وراء نشرها، وهو مؤسسة «كورنرستون جلوبال أسوشييتس». وفي السياق ذاته، ذكرت الصحيفة أن وثائق سُرّبت في عام 2017 من البريد الإلكتروني الشخصي للسفير الإماراتي في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، كشفت عن مخطط بتمويل إماراتي يهدف إلى استخدام صحافيين أميركيين لتشويه سمعة قطر والدعوة إلى سحب تنظيم كأس العالم منها. وأضافت: «على مدار العام الماضي، تلقت عدداً من الرسائل مجهولة المصدر، يدّعي صاحبها أنه مصدر مقرّب من شركة (كورنرستون)، تفيد بأن استضافة قطر لكأس العالم 2022 تحولت إلى معادلة سياسية». وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة البريطانية بدأت في نشر تقارير، في عام 2017، عبر شبكة «بي. بي. سي» الإخبارية، تهدف إلى التشكيك في قدرة قطر على احتضان كأس العالم، والدعوة إلى حرمانها من ذلك. وذكرت الصحيفة أن الحملة التي بدأتها «كورنرستون»، جاءت بعد أشهر قليلة من انطلاق الحصار الذي فرضته كل من السعودية والإمارات ودول أخرى على قطر. وأكدت أن نطاق وتفاصيل الحملة التي قادتها شركات الدعاية المضادة لقطر، تكشفت من خلال وثائق مسرّبة تُثبت تورّط عدد من هذه الشركات -ومن بينها «كورنرستون»- في التعاون مع جهات ومسؤولين إماراتيين. ومن بين الوثائق المسربة -وفقاً للصحيفة الأميركية- وثيقة تُثبت تخطيط شركة «كورنرستون» لإصدار تقارير تربط دولة قطر بجماعة الإخوان المسلمين، والسعي لنشر هذه التقارير في وسائل الإعلام البريطانية بهدف إلحاق الضرر بسمعتها على الصعيد الدولي. وأشارت الصحيفة إلى أن غانم النسيبة -رئيس مؤسسة «كورنرستون»- لم يكن يُعدّ شخصاً محايداً في الصراع الخليجي. فرغم أنه عرض في البداية خدماته لتلميع صورة قطر في 2010، فإنه يتمتع بعلاقات قوية مع النخب الإماراتية؛ فهو من أقارب وزير الخارجية الإماراتي وسفيرها في الولايات المتحدة. وبعد أن كان في البداية يحرص على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لتقديم الدعم لقطر وجهودها لجلب تنظيم كأس العالم إلى منطقة الشرق الأوسط، خلال السنوات التي تلت العرض الأول الذي قدّمه للجنة تقديم الملف القطري، أصبح غانم نسيبة بعد ذلك من أكبر المنتقدين لقطر وداعماً للحصار والدول التي فرضته على الدوحة. ومن غير الواضح من هو الطرف الذي دفع مقابل الأنشطة التي ركزت على مونديال قطر، ولكن العلاقة الوثيقة بين المؤسسة والإمارات تكشفت من خلال وثائق اطلعت عليها صحيفة «تايمز» البريطانية، تضمنت تحويل مبلغ مليون دولار خلال عام 2015، وقائمة زبائن منشورة على موقع المؤسسة. وذكرت الصحيفة أن واحداً من بين أكثر مشاريع «كورنرستون» طموحاً منذ بداية الحصار الخليجي، تضمّن عقد اتفاق بين هذه المؤسسة ومايك هولتزمان -وهو مسؤول علاقات عامة بارز عمل مع حملة «قطر 2022»- لتسريب معلومات سلبية حول ملف ترشّح قطر، في مقابل الحصول على مليون دولار. وبحسب الصحيفة، فإنه على الرغم من سنوات من الدعايات السلبية المتواصلة، فقد نجحت قطر في تجاوز كل التحديات التي واجهتها في طريقها لتنظيم كأس العالم؛ إذ إن أعمال البناء تتواصل في الملاعب الثمانية التي سوف تحتضن الدورة، وقد انتُهي من الأشغال في أحد هذه الملاعب، وشارفت الأعمال على الانتهاء في ملعبين آخرين، من بينهما «لوسيل» الذي سيحتضن حفل الافتتاح والمباراة النهائية. وأضافت: « الهجوم على قطر لم ينتهِ بعد؛ إذ إن غانم نسيبة -مؤسس (كورنرستون)- يواصل توجيه الانتقادات بشكل متواصل للدوحة على شبكات التواصل الاجتماعي.».;

مشاركة :