زيادة إفراز الغدة الكظرية ومرض السكري الثانوي

  • 2/17/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تنقسم أمراض الغدد الصماء في مجملها إلى أمراض متعددة يكون مصدرها بسبب زيادة إفراز هرمون أو بسبب نقص إفراز هرمون، ويكون المسبب لذلك خللاً جينياً أو مرضاً وراثياً أو علة مكتسبة أو علاجاً خارجياً. كما أن أعراض أمراض الغدد الصماء تحدث من جراء ذلك النقص في الإفراز أو بسبب تلك الزيادة في الإنتاج. ويحتاج الأمر في الحالتين إلى طبيب متخصص في أمراض الغدد الصماء يعيد ذلك التوازن الهرموني المختل إلى استقراره. ومن الأمراض التي تتصف بزيادة الإفراز هو ما يعرف بمرض كوشينج وهو مرض زيادة إفراز هرمون الكورتيزون من الغدة الكظرية. وحديثنا اليوم عن ارتباط زيادة هرمون الكورتيزون بمرض السكري الثانوي وارتفاع مستوى السكر في الدم. الغدة الكظرية كإحدى الغدد الصماء في جسم الإنسان: الغدة الكظرية هي إحدى الغدد الصماء التي تفرز الهرمونات وتتكون الغدد الكظرية في الواقع من غدتين صغيرتين في الحجم لايتجاوز حجم الواحدة منها اثنين سينتمتر وتقعان مباشرة فوق الكليتين، وتفرز عدة هرمونات هامة لعمل خلايا الجسم المختلفة ونشاط الجسم وتفاعلاته الكيميائية ومنها هرمون الكورتيزول أو الكورتيزون وهو السبب المباشر لمتلازمة كوشنج والتي أحد معالمها زيادة مستوى السكر في الدم. والجدير بالذكر فإن الغدد الكظرية السليمة تفرز هرمون الكورتيزول بكميات قليلة في اليوم الواحد. ويلعب هرمون الكورتيزول دورا رئيسا في المحافظة على ضغط الدم وتنظيم عمل جهاز المناعة ومقاومة تأثيرات الضغوط النفسية او الجسدية وعمل مختلف خلايا الجسم بصورة طبيعية ولكن زيادته أو نقصه يسببان مضاعفات خطيرة إن لم تعالج، وافراز هرمون الكورتيزون من الغدد الكظرية هو افراز دقيق يتغير بشكل لحظي حسب حاجة الجسم له و يتحكم في كمية افرازه الى حد كبير الهرمون المحفز للغدة الكظرية من الغدة النخامية التي تقع في مقدمة الرأس تحت الدماغ.ويرتبط هرمون الكورتيزون او الكورتيزول بارتفاع مستوى السكر في الدم ولذا سنتحدث عنه في هذه العجالة وإن كان هناك هرمونات أخرى ايضا تفرز من الغدة الكظرية قد يؤدي زيادة إفرازها إلى ارتفاع مستوى السكر أيضا وهو هرمون الأدرينالين والذي يفرز من لب الغدة الكظرية وليس قشرتها كما هو الحال في حالة الكورتيزون. وسوف نتحدث عنه فيما بعد في أعداد أخرى. أعراض زيادة هرمون الكورتيزون: تختلف أعراض زيادة هرمون الكورتيزول على حسب شدة المرض وكمية الكورتيزول في الجسم، ولكن معظم المرضى يعانون من زيادة كبيرة في الوزن خصوصا في منطقة البطن مع ضمور نسبي في عضلات الاطراف وتغير في شكل الوجه حيث يميل للاستداره والامتلاء والاحمرار أحيانا كما أن الجلد يضعف وتظهر خطوط وتشققات في الجلد حمراء اللون وخصوصا في منطقة البطن والفخذين. ومن الأعراض ضعف العضلات وعدم القدرة على المشي، كما قد تشتكي المرأة المصابة من انقطاع الدورة الشهرية وزيادة نمو الشعر في الأماكن التي عادة لا يظهر فيه الشعر عند النساء مثل الوجه والصدر. ويسبب افراز الكورتيزون المفرط هشاشة العظام وزيادة ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم. كذلك قد يعاني المصاب من اضطرابات نفسية وتوتر. ومن الأعراض التي يسببها ارتفاع نسبة الكورتيزون في متلازمة كوشنج تثبيط جهاز المناعة مما قد يعرض الشخص المصاب للالتهابات البكتيرية والفطريات وكذلك زيادة في تخثر الدم مما قد يسبب جلطات في الأوردة. كما يجدر الإشارة أن أعراض زيادة إفراز الغدة الكظرية في الأطفال تختلف نوعا ما عن الكبار والبالغين. زيادة نسبة مستوى السكر في مرض زيادة إفراز الغدة الكظرية تزداد نسبة السكر في الدم في مرض كوشنج أو أي مرض يتصف بزيادة هرمون الغدة الكظرية الكورتيزون. وذلك أن الكورتيزون أو الكورتيزول يعمل على تحول مخزون السكر الجلايكوجين إلى سكريات أحادية في الدم ومن ناحية أخرى يزيد من مقاومة الجسم للإنسولين وبالتالي يرفع ذلك من مستوى السكر في الدم. وهو بذلك من مسببات ما يعرف بالسكري الثانوي. كيفية تشخيص مرض زيادة هرمون الغدة الكضرية الكورتيزول. يحتاج بلا شك الأمر الى طبيب متخصص في هذا المجال للوصول الى التشخيص الدقيق ومن ثم العلاج الصحيح. فبعد التأكد من وجود المرض عن طريق قياس هرمون الكورتيزون أو الكورتيزول، فان امام الطبيب مهمة اخرى وهي تحديد السبب في زيادة افراز الكورتيزون ومصدر هذه الزيادة، حيث قد يكون السبب في ذلك وجود ورم يفرز هرمون الكورتيزون بشكل كبير في الغدد الكظرية أو الغدة النخامية أو خارجهما وعادة مايحتاج الطبيب الى عمل أشعات وفي بعض الاحيان قسطرة لقياس الهرمون المحفز للغدة الكظرية مباشرة من الغدة النخامية. أم بالنسبة لزيادة نسبة السكر فيمكن حساب نسبة السكر في الدم أو حساب ما يعرف بمعدل السكر التراكمي كما هي العادة. علاج مرض السكري المصاحب لزيادة هرمون الكورتيزون: علاج ارتفاع السكر المصاحب لمرض كوشنج يكون بعلاج المسبب الذي يكون سببه في الغالب ورما حميدا أو ورما خبيثا في الغدة الكظرية أو الغدة النخامية. وبرغم الأعراض والمضاعفات التي يمكن لهذا المرض التسبب فيها فإن علاجه يؤدي في اغلب الحالات الى اختفاء جل هذه الاعراض واستعادة المريض لكامل عافيته بإذن الله ولكن هذا يتطلب التشخيص الدقيق ويكون العلاج عادة عن طريق استئصال الورم الذي يسبب المشكلة. ومن أسباب زيادة الكورتيزون في الأطفال هو استخدام بعض الكريمات التي تحوي مادة الكورتيزول الصناعي والتي تستخدم في حالات الإكزيما وذلك لفترة طويلة مما يتسبب في امتصاصه من قبل الجلد وينتقل بعد ذلك إلى الدم، وبالتالي يعمل على التسبب في خمول في الغدة النخامية التي تقع في وسط الدماغ والمسؤولة عن افراز العديد من الهرمونات ومنها هرمون ال (ACTH) المسؤول عن التحكم بالغدة الكظرية. كما أن الكريم يعمل تهبيط الغدة الكظرية أيضا. إن علاج هذه المشكلة سهل إن اكتشف واستدرك وخاصة إن لم يستخدم هذا الكريم لمدة طويلة.

مشاركة :