عندما غادرنا عازف الناي الأميز تواب عبيد، الأسبوع الماضي، راحلا إلى قضائه بدأت تتضح كثيرا خطوات خلو خارطة الموسيقى السعودية من أولئك الموسيقيين ذوي الكاريزما والتفرد والحاملين تاريخ الأغنية السعودية أو المشاركين فيه، ففي فترة لم تتجاوز «العام» كنا قد فقدنا ملحنين وموسيقيين أربعة انتهت بغياب سامي إحسان وقبله صالح الشهري وطارق عبدالحكيم ومحمد شفيق وراضي درويش ــ رحمهم الله جميعا ــ وقبل ذلك وبعده محمود خان ومحمد العماري، الأمر الذي يجعلنا نفقد وبشكل متوال الكثير من موسيقيينا ذوي الكاريزما الذين ملأوا حياتنا فنا راقيا، لدرجة أننا ــ متابعي فن الأغنية في الستينيات والسبعينيات ــ نعرف كلا منهم بآلته الأثيرة عنده، والتي يضيف في كل يوم من خلالها جديدا للفن الموسيقي السعودي. نعود لنجم حديثنا اليوم الراحل تواب عبيد الذي توفاه الله (الجمعة الماضية) الذي كان من أصحاب الكاريزما والإطلالة الأكثر روعة وهو يتناغم بل ويتحاور مع طارق وعبدالله محمد وطلال مداح ومحمد عبده بالته «الناي» التي عبر بعلاقته بها الكثير من الآفاق مصاحبا كبار الفنانين السعوديين والعرب، ومسجلا حضورا كبيرا في الأسابيع الثقافية السعودية في العالم. والأهم من هذا وذاك أننا أو الساحة الفنية المحلية يبدو أنها ستعاني كثيرا بغياب هؤلاء الكبار، والذين لم يتبق منهم إلا عبده مزيد وأحمد عنبر ومحمد شاكر وعبدالله ماجد وحمزة بشير وقليلون غيرهم من ذوي الكاريزما . لطالما شغلت هذه الأسماء التي رحلت عن دنيانا القسم الموسيقى في الإذاعة والتلفزيون، وناقشت الكثير من القضايا الموسيقية، وخرجت بأعمال موسيقية وغنائية كبيرة من ألحان ومؤلفات موسيقية امتلأت بها أضابير الموسيقى في الإذاعة السعودية، لكن يظل السؤال مشروعا عن وحول من هم موسيقيو اليوم وإلى أي عطاء يستندون وأي كاريزما لديهم ؟ سؤال فقط مجرد سؤال!
مشاركة :