متابعات محمد العشرى(ضوء):شيعت جنازة الفنان وعازف الناي الشهير تواب عبيد إلى مثواه الأخير فجر اليوم حيث صلي على جثمانه في المسجد الحرام، وووري الثرى في مكة، وكان رحمه الله قد انتقل إلى رحمة الله بعد صلاة الجمعة في بيته أمس بعد معاناة طويلة مع المرض استمرت لسنوات قضاها متنقلا بين العديد من المستشفيات وفي الغالب في غرف العناية، وكان من أخطر ما تعرض له الراحل جلطة في المخ قبل أربع سنوات أفقدته الذاكرة تماما. وتواب عبيد شامي البيشي الذي كاد يكون عازف الناي الوحيد في المملكة «بدرجة محترف» كان نجم فرقة الإذاعة والتلفزيون الموسيقية التي جاءها من مدرسة موسيقى الجيش في الطائف التي قام بتأسيسها العميد طارق عبد الحكيم، وعن هذا يقول مزامله ومجايله في مدرسة موسيقى الجيش الموسيقار المايسترو عبده مزيد: رحم الله توابا رحمة واسعة فلقد سبقني إلى مدرسة موسيقى الجيش تحت إدارة العميد طارق عبدالحكيم بأشهر فقط في العام 1374 / 1954. وكان معنا في تلك المرحلة زملاء كبار من عشاق الموسيقى ومزاوليها مثل: حمزة بشير، وعبدالله ماجد، ومحمد مهدي العميد متقاعد في الجيش « أطال الله في أعمارهم جميعا» وكان مرض السكري الذي عانى منه تواب طويلا ألزمه البقاء في بيته في جدة. تواب عبيد الذي توقف عمره على السابعة والسبعين «أمس الجمعة» هو بلا أدنى جدال أحد رواد الحركة الفنية الحديثة في المملكة «النصف الثاني من القرن الماضي » ، وبدأ العزف في فرقة موسيقى الجيش عام 1379(1959م) ،انتقل إلى العمل في فرقة الإذاعة في جدة في عام 1383 (1963م) . ولحن بعض الأعمال الغنائية لعبد الله محمد رحمه الله، وعبد الله نجار الذي اشتهر كثيرا في نهاية الستينيات الميلادية بلحن طلال مداح، ونص يسلم بن علي رحمهما الله « ياعسكري فك الإشارة « كما لحن تواب للراحل حيدر فكري ، كذلك له العديد من المؤلفات الموسيقية في مكتبة الإذاعة . وبحسب صحيفة عكاظ كان الفنان محمد عبده متابعا لحال زميله الصحية خلال السنوات الأخيرة وكثير الزيارة والسؤال عنه وآخر هذه الزيارات كانت لابنه بدر نيابة عن والده صحبة». وللراحل حكايا اجتماعية طويلة، حيث تزوج ثلاث مرات، كانت المرة الأولى قد جاءت بأول أبنائه هيفاء، وابنه الراحل علي رحمه الله ، أما من زيجته الثانية فكان له من الأبناء من أم وليد « وليد ، وحيد رحمهما الله وهذا الأخير وحيد كان لرحيله قصة درامية عميقة ومؤثرة، حيث توفي قبل 10 أشهر تقريبا وفي شهر صفر 1434 في الجزائر قبل يوم واحد فقط من حفل زفافه هناك من شابة جزائرية، حيث حددا يوم 12/12/ 2012 وتوفي في يوم 11، ومن المصادفات العجيبة والملفتة أن تاريخ وفاته الهجري كان في نفس يوم انتهاء بطاقته الشخصية « الهوية». أما ثالث أبناء هذه الزيجة فهو وائل الذي يعمل في الخطوط السعودية، وكان ووالدته من يعايشان الراحل، ويشرفان على علاجه في منزل الأسرة في جدة. أما من ثالث زيجاته فكان الراحل قد رزق بابنه ثامر فقط . كان منذ نحو خمس وثلاثين عاما خلت تتداول وسائل الإعلام اسم الفقيد مرة « تواب» وأخرى « ثواب» الأمر الذي أثار فضولي الصحافي لأسأله عن الصحة في الاسم . . تواب من كثير التوبة والعودة إلى الله ، أم ثواب من كثير الجزاء وإثابته للآخرين إن صحت التسمية، قال لي: لا أعرف، فقط أعرف أن أبي أسماني « تواب» ومنذ طفولتي والبيت يناديني هكذا أما إعلاميا فكل يسميني كما يريد هو !. وقف عدد من الفنانين زملاء الفقيد على الجنازة مبكرا، وعقب الوفاة مباشرة إلى أن حان موعد التوجه بالجثمان إلى مكة المكرمة، وكان منهم طلال باغر، وحسن إسكندراني، وعمر شلاح، بينما منعت الحالة الصحية غير المواتية للفنان عبده مزيد من الحضور والمشاركة، الأسرة تتلقى التعازي اعتبارا من الليلة في منزل الفقيد في إسكان الشرفية في الجانب الجنوبي الغربي من الإسكان جوار جامع الملك فهد أو على هاتف « وائل 0569093003، 0504313252 رحم الله الفقيد . [Dim_Security NOT IMG="http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTBYSENWwM-ATNc7RiNSjRCnPsJua2zAk3ddFseN4h9YplJisUq"]
مشاركة :