الرياض - راشد محمد الفوزان: بداية يجب أن اقدم الشكر والتقدير للأمير عبدالرحمن بن مساعد عن فترة رئاسته لنادي الهلال وعلى كل ما بذل من جهد ووقت ومال وعمل مخلص واجتهاد حصل معه الهلال على سبع بطولات منذ رئاسته عام 2008، وكحصيلة رقمية لايقارن الأمير عبدالرحمن إلا برؤساء الهلال كإنجاز كبير ويجب أن يحفظ له ذلك ويسجل، ولن نقارن بأندية أخرى مر عليها عقود من دون بطولات وتصنف كبيرة فهل هذا يكفي ؟؟ العقل يقول نعم، والواقع وطموح الجمهور يقول لا يكفي لماذا ؟؟ لأن قدره أتى به للهلال كرئيس، النادي القاري الكبير "الزعيم الملكي" ومتصدر البطولات المحلية والخارجية بفارق شاسع جدا، الهلال ليس ناديا يقبل ببطولة ويتوقف، بل ببطولات نوعية، وهل هذا كل شيء؟ لا ليس كل شيء. فقد اصبح الهلال برئاسة الأمير عبدالرحمن يفتقد الكثير مع مرور الزمن فأربعة اعوام البداية ليست كأعوام الفترة الثانية، وقد قدمت نصيحتي ( رأيي واجتهادي) شخصيا له ولا يعني أن يقبل بها، وكان هناك ملاحظات كثيرة، ونذكرها الآن بعد أن قدم الاستقالة ولم يكن مجديا طرحها إعلاميا وقت الرئاسة فهي ليست للإثارة، ولكي يتفادى الرئيس القادم باجتهادي ما حصل من أخطاء ويجب أن يعمل على الوقوف عندها ووضع حلول حاسمة وواضحة لها: الفجوة ظاهرة في مجلس الشرفيين.. والمجاملات نتائجها وخيمة * أن يكون هناك شكل واضح لأعضاء الشرف، ولجنة تنفيذية فاعلة، وأمين عام لأعضاء هذا المجلس فالفجوة موجودة وملموسة. * أن يكون دور أعضاء الشرف واضحا من خلال دعم غير مشروط سواء ماديا أو رأيا قد يفرض, فالدعم المشروط يجرد الرئيس من قراراته وقيادته ويفرض قناعات على الرئيس قد لا يؤمن بها فهو المسوؤل في النهاية. * تواجد الرئيس وحضوره سواء في النادي أو المباريات، فقاعدة عدم حضور الرئيس غير صحيحة في ظروفنا، واختيار فريق عمل متخصص وخبرة ومهني كل بعمله من دون مجاملات لأحد أياً كان. * الواضح أن الروح القتالية (روح البطل) والقوة والحماس للاعبين متدنية جدا ولا أريد القول مفقودة، على الرغم من العقود العالية ماليا .. لماذا ؟؟ هذا ما يجب أن يعمل عليه الرئيس القادم. العقود عالية.. والروح متدنية.. والحزم غائب.. والتقاعس دمر اللاعبين * أهمية متابعة اللاعب داخل الملعب وخارجه (انضباطيا) ولن يكون برقابة ولكن بأنظمة حازمة واضحة ومدير كرة ورئيس وإدارة فاعلة لا تلين مع أي تقاعس من أي لاعب مهما كانت أهميته. * تم تجديد عقود لاعبين- ولست فنيا متخصصا- منتهي الصلاحية والمعيار للانتهاء، كم عدد المباريات لموسم أو موسمين ماضية، وكم لعب من مباراة رسمية، فلماذا يبقون بعقود متضخمة ويحجب الفرصة على شباب جدد؟. التغيير أساس ومطلب ولا مجاملة هنا. * الغرق في السجالات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي التي تسببت بكثير من الضرر للنادي وحتى للرئيس( بتطاولات او تشكيك أو غيره) وهو ما يجب أن يتوقف من خلال المعطيات التي تحدث بشبكات التواصل فهي سيئة جدا في الطرح الرياضي خصوصا حين تكون مسؤولا في النادي، والأفضل عدم الخوض نهائيا به، ويكتفى ببيانات النادي الرسمية او نحو ذلك. * انحسار وذهاب هيبة النادي إعلاميا بصورة كبيرة من خلال سجالات شبكات التواصل وغيرها، وتطاول الكثير وغرق بتفاصيل، حتى اصبح النادي والهلاليون غالبا بخانة المدافع او رد الفعل لا الفعل من لاشيء لمجرد صد إشاعة او قيل وقال، والسبب أنك لن تُجاري اسما مستعارا او صريحا او تطاولا غير مبرر ولن تنسق خلف ذلك في النهاية. * مالم يكن هناك جديد كل عام من لاعب ولاعبين يضخ بهم للفريق فلن يتقدم أو يخلق أجواء تنافسية وهذا متبع بأوربا بوضوح، فهي دورة حياة كالمنتج ويجب أن تكون منهج عمل. * توقيع عقود التجديد أو الشراء مع لاعبين لم يستفد منهم (كلاعب) والأسماء متعددة يمكن ذكر سبعة أسماء بسهولة، فمن يقرر اختيار أي لاعب وشراء عقده ثم لا يلعب ؟؟ من المسؤول هنا عدم زج هذا اللاعب الجديد ؟ والنادي يتحمل خسائر ضخمة هنا ؟ إذا يجب عدم شراء لاعب إلا ويعرف أنه سيستفاد منه وكل ريال دفع به. * العمل في كل منظمة ومنها النادي هو تكاملي ومترابط، فلا يكفي المال ولا يكفي المدرب الجيد أو لاعبون جيدون في ظل عدم حزم وضبط وربط، يجب على الكل أن يؤدي دورة بوضوح " الإدارة المدرب والجهاز الفني اللاعبون، حين يجتهد الكل وبتناسق وتنظيم لا بد في النهاية ان يخرج منتج جيد وصحيح . * كما يكافأ اللاعب بعقود ضخمة ويكافأ بعد الفوز يجب أن يحاسب أيضا على ما يقدم من عمل فهي وظيفته وحين يكون هناك محاسبة ويشعر اللاعب أن هناك من يلزمه بعمل وإنجاز واهداف ومنافس له بمكانه الذي يلعب به، سنجد كثيرا من المتغيرات ستحدث، من دون تنافسية لن يتقدم شيء. في النهاية على الرئيس القادم للنادي أن يدرك ويتعلم من الأخطاء التي حدثت وهي تحدث كأي عمل, ولكن المميز والجيد هو الأقل خطأ، من يستمع لمن ينصح بصدق وأمانة وأن يكون الجهاز العامل بالإدارة يقدمون ما يضيف وسندا قويا وداعما سواء ماليا أو أداريا وأن يعمل على التفاف الجميع حوله، ويسمع لهم ولا يطلق وعودا لا يستطيع تنفيذ شيء منها، او يمارس الحلول الوقتية او التخدير او غيره بل يكون عمليا جدا صارما واضح الأهداف متخصصا بالعمل، يستمع ويقرب من يضيف له ولا يكسب عداء احد، ويحرص على من يقدم له الدعم الحقيقي برأي أو مال، فهذا النادي قدره هو التحدي والصدارة أينما حل، وأن يعرف ان الجمهور هم "سر وقوة" له لا يجب أن يغفل أو يعتقد انه يستطيع أن يرضيهم إلا ببطولات فقط لا غير، هذا هو التحدي الحقيقي والعمل يجب ان يكون بنظام " شركة " ربح وخسارة , والعمل بهذا المنهج سيكون هو الصح فلا مجاملات ولاحلول مؤقتة بل تطوير مستمر واستقطاب كل كفاءة وقدرة يمكن ان تقدم الجديد، حين تتولى رئاسة النادي تأكد أن الملايين ستتابع عملك ونصب عينيها "بطولات نوعية" كما بدأ وكما سار وكما سيكون مستقبلا، الهلال يمرض ولكن لا يموت، يخفق ولكن يعود أكثر قوة، وهذا ما ننتظره من الرئيس القادم.
مشاركة :