مخطئ جدًا من يتوقع أن النصر تجاوز أزماته الفنية المتعددة والمركبة التي عصفت به منذُ انطلاقة هذا الموسم لمجرد انتصار الفريق على مضيفه الأهلي بعد أربع تعثرات كانت سبباً كبيراً في إثارة احتقان الكثير من جماهيره وعشاقه ومحبيه الذين نفد صبرهم وهم يرون نصرهم يترنح من بطولة لأخرى ومن جولة لجولة من دون تدخل أو علاج لأزماته التي ما إن تهدأ حتى تعود أقوى من سابقاتها! للانتصار مكاسب لا يمكن إغفالها، لعل من أهمها تجاوز الأزمة النفسية التي واكبت الفريق هذا الموسم وبالتحديد منذُ خروجه من الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا للمحترفين لهذا الموسم، إلا أن الانتصار لا يمكن الركون إليه واعتباره بداية العودة للفريق والتعافي من أزماته الفنية وقبل ذلك الإدارية، وما أكثرها هذا الموسم! إداريًا لا يزال الفريق يعاني وبشكل كبير جدًا من مشكلاته وأحداثه التي لا يمكن أن تهدأ، فالفريق ما زال حتى الآن بلا جهاز فني قدير يستطيع أن يقوده فيما تبقى من منافسات الموسم الرياضي، الذي من المؤكد أن المدرب الحالي المؤقت البرازيلي "مارسيلو" لن يستطيع قيادة الفريق لتواضع قدراته وضعف خبرته، ومنصب المدير التنفيذي حتى هذه اللحظة لا يزال شاغرًا بعد استقالة من كان يشغله سابقًا، ولن يستطيع أحمد الغامدي ملء هذا المنصب الذي هو بالأساس إحدى مشكلات النصر وأزماته منذ فترة وليس اليوم، لعدم قدرة "الإدارة الصفراء" على اختيار الشخص الذي يملأ هذا المنصب باقتدار وكفاءة وخبرة ويدير الفريق إيجابيًا كما يحدث في كل الفرق الناجحة، لا كما حدث خلال الفترة الماضية بالنصر. فنيًا ما زال الفريق يدفع ثمن أخطاء إدارته وبالتحديد هذا الموسم، بعد أن جردته من أدوات قوته وعناصر تميزه في موسمه الاستثنائي من دون استقطاب بديل ناجح لها، كما حدث مع المغربي نور الدين مرابط والبرازيلي بيتروس والأسترالي براندي جونز، حيث أثبتت مواجهات هذا الموسم بأن الفريق خسرهم وبشكل كبير جدًا، كما أثبتت مواجهات الموسم أيضًا ضعف قرارات "الإدارات الصفراء" بعد أن تعاقدت مع أسماء لم تخدم الفريق بالشكل المطلوب حتى نهاية الجولة الثالثة عشرة من الدوري إما لضعف مستواها الفني كالمدافع الأرجنتيني "فونيس موري" أو لتعدد إصاباتها وتقدمها في السن كالبرازيلي "أنسيلمو"، ما أفقد الفريق مراكز مهمة كانت ستكون خير داعم وعامل قوة له في بطولة قوية ومثيرة كبطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بدلاً من اللعب بمحترف أو اثنين في كل جولة من أصل سبع خانات لم تستطع إدارة "فارس نجد" استثمارها بالشكل الصحيح والسليم، فضلاً عن الجهاز الفني الذي خذلت من خلال اختياره "الإدارة الصفراء" جماهيرها وقبل ذلك تاريخ ناديها سواء كان ذلك بسوء الاختيار أو الإصرار عليه، كما حدث مع البرازيلي "مانو" الذي أصرت على استمراره بقيادة الفريق رغم الأصوات الصادقة التي كانت تنادي باستبداله في نهاية الموسم الماضي والاكتفاء بما قدمه مع الفريق، أو بآلية وطريقة اختيارها لبديله البرتغالي بيدرو مانويل، ومن ثم طريقة إنهاء عقده الغامضة رغم أنه لم يكمل أربعين يومًا مع الفريق! كل هذه الأزمات والمشكلات المتأزمة بالنصر لا يمكن حلها أو تجاوزها لمجرد انتصار عابر وأمام فريق بلا هوية ولا ردة فعل. هذه الأحداث والأزمات بحاجة لإدارة قوية تستطيع التغلب عليها بالحلول الناجعة والقراءة السليمة والمدروسة من أجل إيقاف نزيف الخسائر في البطولات وقبل ذلك النقاط، ومن ثم التخطيط والتفكير في البطولات بدلاً من التفكير في بطولات كبيرة من دون الإعداد لها بشكل صحيح وسليم، وبالتالي خسائر معنوية ونفسية موجعة للفريق ومحبيه. فاصلة: مؤلم جدًا عندما تكون طموحاتك أكبر من واقعك، والأكثر ألمًا عندما تعلم حقيقة واقعك ومع ذلك تكابر وتكابر رغم سلسلة الخسائر المادية والمعنوية والنفسية المخيبة لك ولمن حولك.
مشاركة :