عزبة "الناموس" إحدى العزب النائية بمركز سمنود في محافظة الغربية، يسكنها أكثر من 15 ألف نسمة، ويعمل سكانها في مجال صناعة الفخار والأواني والقلل؛ تأصيلا لفن صناعة النحت وبناء الفواخير التى تمارسه كافة الأسر وعائلات القدماء من الفراعنة الذين عاشوا حول وادي نهر النيل اعتمادا على الطمي النقي نيليا وطفلة بيضاء اللون من رمال صحراء شمال مصر. "صدى البلد" زار عزبة الناموس لرصد ما يدور من كواليس داخل أفران صناعة الفخار الكبرى والتى يبلغ عددها أكثر من 45 فرنا ترتفع فوهتها لأكثر من 7 أمتار وتقع مساحتها نحو 15 مترا، وتضم 500 فاخورة من الأواني والقلل المصنعة يدويا بسواعد عمال كل فرن مصنوعا من الطوب اللبني."والله أنا بشتغل عامل فى مهنة الفخار بقالي أكثر من 45 سنة عشان أقدر أكسب قوتي بالحلال والحمد لله ربنا كرمني فى 3 أبناء، رجالة جدعان ربيتهم وكبرتهم وحصلوا على شهادات ومؤهلات عليا ومتوسطة إلا أن ظروف وصعوبات المعيشة جعلتني أعلمهم فى الفواخير وهى مهنة توارثتها عن أجدادي والحمد لله ربنا كرمهم وتزوجوا وفتحوا بيوت وربنا يوفقهم في حياتهم"، بهذه الكلمات بدأ على أحمد الشاذلي أحد أشهر صانعي الفخار داخل العزبة حديثه، لافتا إلى أن مهنة صناعة وتشكيل الفواخير أصبحت مهددة بالاندثار بسبب هروب العمالة وظهور مركبات التوك توك وهو ما وصفه بأنه مأساة كارثية، بسبب تجاهل مسئولي مجلس الوزراء ووزارة الصناعة والقوى العاملة لأهمية الحفاظ على العمالة الحرفية التى تجيد فن تجهيز وتشكيل الأواني الفخارية يدويا حتى مراحلها النهائية بدخولها داخل الفرن الحراري كي تظهر بصورتها النهائية.وأضاف شيخ صناع الأواني الفخارية أن المأساة التى تطارد أرباب المهنة صعوبة التسويق داخليا وخارجيا، فضلا عن عدم توافر أى دعم من الحكومة لتشجيع الصناعة والحفاظ عليها كونها تعد فنا أصيلا توارثه المصريون من الأسر الفرعونية، مؤكدا عدم توافر مواد الطاقة من غاز ومياه بشكل مناسب دفعت أرباب المهنة إلى استخدام المخلفات الزراعية وحرقها كالوقود داخل الأفران المصنوع من الطوب اللبن، لافتا بقوله "ياريت الحكومة ورجالة البيئة يرحمونا من المخالفات والمحاضر بيوتنا هتتخرب ونفسنا المسئولين يساعدونا عشان ننجح ونشارك فى بناء بلدنا الحبيبة مصر".وتابع وليد أحمد أحد العمال أن مراحل تجهيز الأواني تبدأ من خلال تجهيز خميره الطمي النيلية من الأراضي الزراعية وطفلة الرمال البيضاء، والتى يتم الحصول عليها من أراض بمدينة العريش بمحافظة شمال سيناء بموجب تجهيزها ووضعها فى أحواض مملوءة بالمياه ثم تجميعها داخل أوان بلاستيكية، والبدء فى تصنيع أشكال صناعة الفخار يدويا بواسط معدات محركة فضلا عن مهارة كل عامل فى تشكيل الأواني بواسطة أطراف أصابع يديه.وأكد أنه يمارس المهنة فى ظل مأساة بسبب تقاعس مسئولي وزارات الصناعة والقوى العاملة وقطاع الأعمال عن دعمهم، لافتا بقوله "نفكر جديا فى إنشاء رابطة لضم كافة صانعي الفواخير كي تكون كيانا قويا للدفاع عن حقوق العمال وأربابها وتنميتها بشكل جدي في الفترة المقبلة".وناشد العامل الرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء بضرورة التدخل الفوري والعاجل لتنمية صناعة الفواخير ورفع كفاءة تدريب وتأهيل العاملين بها خشية اندثارها فى السنوات المقبلة.من جانبه أكد اللواء المهندس هشام السعيد محافظ الغربية أن كافة توجيهات القيادة السياسية بتنمية وتطوير ودعم كافة المشروعات متناهية الصغر وكافة الحرف اليدوية، لافتا إلى أن يباشر ما يمارسه جهاز مشروعات بالمحافظة لدعم صغار المصنعين وكافة رجال الأعمال فى الصناعات اليدوية وتكثيف العمالة سعيا فى مواجهة البطالة وتشغيل الأيدي العاملة فى كافة مجالات والصناعات بقري ومراكز الشارع الغرباوي.
مشاركة :