شكلت الثنائيات الفنية التي جمعت بين زوجين عاشقين للفن تاريخا مهما في مسيرة الفن التشكيلي المصري الحديث، امتزج فيها رباط الحب بالفن، وأضاف كلاهما للآخر حيوية جمالية تركت بصمات وعلامات لافتة على أعمالهما، كما احتفظت بخصوصية كل منهما في إطار من الوحدة والتنوع، على جسد اللوحة والحياة معا. في هذا الإطار جاءت فكرة المعرض الجماعي «اتنين.. اتنين» الذي نظمه قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية، وافتتحه قبل أيام رئيس القطاع الفنان الدكتور أحمد عبد الغني، بقصر الفنون بساحة الأوبرا بالقاهرة. ضم المعرض الذي يستمر حتى 20 فبراير (شباط) الحالي مختارات من أعمال 18 أسرة فنية، كونت ثنائيات فنية ناجحة، بعضهم رحل عن عالمنا، وبعضهم لا يزال يواصل العطاء وهم سعد الخادم وعفت ناجي (مكرمين)، زكريا الخناني وعايدة عبد الكريم، عبد الرحمن النشار وزينب السجيني، جمال عبود وزينب سالم (ضيوف شرف). بجانب الفنانين: علي وهبة وميرفت السويفي، مصطفى عبد المعطي ورباب نمر، محمد سالم وعزيزة فهمي، مصطفى الرزاز وسرية صدقي، صلاح المليجي وفاطمة عبد الرحمن، معتز الصفتي وريم حسن، أحمد محيي حمزة وجهاد شيريت، وائل درويش وهند الفلافلي، شاكر الإدريسي وشيرين مصطفى، عماد عبد الوهاب وأسماء الدسوقي، طارق الشيخ ومنى مدحت، محمد عبد الهادي وإنجي عبد السلام، عمرو الكفراوي ومروة الشاذلي، بدوي مبروك وأميمة رشاد. وأشاد الدكتور أحمد عبد الغني بفكرة المعرض، واعتبره معرضا بحثيا، ودعا في كلمته بحفل الافتتاح النقاد لدراسته ومعرفة مدى التأثير والتأثر الذي انعكس على تجربة كل فنان وفنانة جعلتهما علاقة الزواج يتشاركان في الحياة وفي الفن ويمران بنفس التجارب الحياتية معا ويتعرضان لنفس الضغوط مقتسمين أفراحهما وهمومهما في فضاء اللوحة، مشيرا إلى أن فكرة المعرض مرتبطة بعالم الطفولة والمدرسة، حيث إن «اتنين.. اتنين» كانت علامة على الوقوف في الطابور والدخول للفصل لتلقي العلم والدرس، لذلك يحرك المعرض ذكريات جميلة محفورة في وجداننا. وأضاف عبد الغني أن هذا المعرض هو النسخة الأولى، وسوف تشهد السنة المقبلة نسخة ثانية منه حتى تتم مشاركة جميع الأزواج الفنية، حيث حالت مساحة العرض والرغبة في ظهوره بمستوى لائق من استيعاب الجميع في عرض واحد، موضحا «حرصنا أن تُمثل في كل معرض جميع الأجيال بدءا من الرواد وحتى الشباب». وفي إطار الفعاليات الموازية لهذا المعرض، وبمناسبة تكريم الفنانين سعد الخادم وزوجته الفنانة عفت ناجي في هذا الملتقى والاحتفاء بتجربتهما الإبداعية، ينظم قطاع الفنون التشكيلية، صباح غد السبت المقبل، حفلا فنيا بمقر متحف عفت ناجي وسعد الخادم بمنطقة «سراي القبة» بالقاهرة، يشارك فيه مجموعة من الدارسين والنقاد ومحبي الفنون. يبدأ الحفل بإفطار شعبي لجميع الحضور، يليه لقاء مع الفنانين د.مصطفى الرزاز، ود. عصمت داوستاشي، يتناولان فيه المشوار الفني للفنانين سعد الخادم وعفت ناجي وأهم محطاتهما الإبداعية وتحولاتهما الفكرية والفلسفية. كما تنظم إدارة الورش الفنية ورشة يُشارك فيها أطفال المدارس المحيطة بالمتحف للتعريف بدور المتحف وأهميته في تنمية الذائقة الفنية والجمالية لدى الجمهور، ويختتم الحفل بعرض موسيقى، يبرز علاقة الموسيقى باللوحة. يشار إلى أن الفنانة عفت ناجى ولدت في عام 1905 بالإسكندرية، ودرست الموسيقى واللغات والأدب والرياضيات في منزل أسرتها كعادة الأسر في بدايات القرن العشرين، كما فن الرسم الحائطي وفن التصوير الجداري (الفريسك) بأكاديمية الفنون الجميلة بروما - إيطاليا 1954، كما درست فن الرسم والتلوين على يدي أخيها الفنان محمد ناجي، والفنان أندريه لوت، وحصلت على العديد من الجوائز الدولية، من أبرزها جائزة بينالي فينيسيا بإيطاليا عام 1954، وتعد هي ورفيق دربها الفنان سعد الخادم (1913 - 1987) من أعلام الفن المصري في النصف الثاني من القرن العشرين، ورائدين في مجال الفن الشعبي ودراساته، ويضم المتحف مجموعة من الأعمال الفنية الرائعة لهما، بالإضافة إلى مكتبة، ولا يقتصر دور المتحف عند هذا الحد، لكنه يشهد الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية.
مشاركة :