أكد الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي، الأستاذ بجامعة قناة السويس، أن المراهنة على اندثار الإسلام وتصفيته مراهنة خاسرة منذ البدايات الأولى مع نزول آيات القرآن، والتكليف بالجهر بالدعوة «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ» [الحِجر:94»، وقيام قيامة المشركين بمكة في وجه هذا الدين الجديد.وأضاف «داود» عبر صفحته على «فيسبوك»: أنه يمضي الزمان بعد الزمان وتتكرر المواجهات اللاهبة ضد الإسلام والمسلمين، ويبقى الإسلام حتى اللحظة الحاضرة عصيًّا بقوته الربانية على كل المحاولات والمراهنات الخاسرة ضد الإسلام، قد يُهزم المسلمون إذا تخلوا عن إسلامهم وعن قرآن ربهم، وتضعف أمة الإسلام لضعف صلتها بالقرآن، لكنها أبدًا لا تموت ولا تندثر، وسرعان ما تعود لها القوة والحياة؛ لأن هذا الدين.. هذا القرآن تكفل الله بحفظه..«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» [الحجر: 9].وتابع: مع كل هجمة ضد الإسلام يكون التمحيص، فلا ينجو إلا كل صادق مخلص، ويتهاوى مرضى القلوب وأصحاب المصالح صرعى في الفتن، أما الصابرون المحتسبون من ساروا على نهج بلال.. أحدٌ أحدٌ.. وعلى نهج سمية وعمار بن ياسر، فهؤلاء من ترتفع بهم الراية، وتجدد الأمة، وتعود إلى قوتها ومجدها.واستطرد: كم هي قاسية ومظلمة، تلك الفتنة المعاصرة، القابض فيها على دينه كالقابض على جمر، والأشد ألمًا وقسوة أن بأسنا صار بيننا شديدًا ومرعبًا، تاهت القيم، وسقطت الأخلاق، فتنة تجعل الحليم حيران.وواصل: تؤلمك المناظر، وتفجعك المواقف، تنظر حولك فتجد الأعم الأغلب صرعى.. قَلَّ السالكون.. فلا تبتئس، واصبر، ولا يغرنك كثرة الشاردين.. وكن أنت بربك.. حتى ولو كنت وحدك.. «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً» [النحل: 120] كن غريبًا.. فطوبى للغرباء، واحذر العزلة والانزواء؛ تقصد الراحة من هذا الهم وذاك النكد.وأردف: فإن وجودك في ساحة المعركة قوة ومدد وفضل من الله أن يستعملك، وخروجك من الساحة خسـران لك وللأمة، والله ناصر دينه، وأنت الخاسر بخروجك «وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ» [محمد: 38]، مضيفا: حتى آخر نفس في ساحة نصرة الفضيلة وحراسة القيم في التربية لهذه الأجيال القادمة التي لها حق علينا، حتى وإن استوحشت الطريق، وفجعتك المواقف، وآلمتك المناظر.. فالله حسبك.