عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حلقة جديدة من برنامج السيمنار الأسبوعي، قدم خلالها إيهاب محارمة، الباحث في المركز، بحثاً بعنوان «الاستعمار الاستيطاني في الأغوار: كيف يقاوم الفلسطينيون؟». وقد استهل بحثه بقراءة لمفهوم «المقاومة اليومية»، وأبعاده وتكتيكاته، بالتركيز على منطقة الأغوار، وحاول الإجابة عن سؤالين رئيسيين لبحثه، هما: ما طبيعة الاستعمار الاستيطاني في الأغوار؟ وكيف يقاوم الفلسطينيون وهم تحت السيادة الإسرائيلية المباشرة؟ واستعرض الباحث مفهوم المقاومة اليومية، ورأى أنه فرض فهمًا جديدًا للسياسة، فقد أظهر الحياة اليومية كأنها جزء رئيسي من الحياة السياسية. ففي التصاق مفهوم «اليومي» بمفهوم «المقاومة» تصبح هذه الممارسات اليومية الشائعة أفعالًا مستلّة من نمط حياة الناس أو طريقة عيشهم وتجسيدًا مضادًا لهيمنة السلطة، وحتى إن كانت غير مرئية إلى حد ما، فلأنها نوع مختلف من أنواع المقاومة الذي لا يتواءم مع الفهم التقليدي للسياسة ودينامياتها. وأضاف أن فكرة المقاومة اليومية ليست غريبة عن السياق الفلسطيني، فقد أظهرت دراسات عديدة أهمية هذه المقاومة في تخطي الحواجز الإسرائيلية، والتعليم، والإنجاب، والتحرك بين القرى والمناطق الفلسطينية رغم سياسة التجزئة الاستعمارية. وأوضح محارمة، في تفسيره طبيعة السياسة الإسرائيلية في الأغوار، أن الأبعاد الاستعمارية في منطقة الأغوار تعود إلى الفترة التي أعقبت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967. فمنذ ذلك الحين، وضعت إسرائيل خططًا وسياساتٍ أمنية للمنطقة في إطار ضمان أمنها وأمن الضفة الغربية في وجه أية محاولات عربية لشن حرب عليها.;
مشاركة :