يوسف الحسن: الزيارة تحملنا مسؤولية المضي في ثقافة التسامح

  • 2/6/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: نجاة الفارس نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمس الأول، في المسرح الوطني في أبوظبي، محاضرة فكرية بعنوان «إنسانيتنا المشتركة والتسامح»، ألقاها الكاتب الدكتور يوسف الحسن، وحضرها وشارك في مناقشاتها كتاب وأدباء ومثقفون ودبلوماسيون ورجال فكر وعلماء دين ولاهوت. وفي تقديمه لضيف الأمسية قال الناقد سامح كعوش: «جاءنا يوسف الحسن، حاملاً من اسمه النصيب الأكبر، بحسن الخلق والمنطق والرؤى، وبشارة الحلم الذي يحمل سبعاً من الوعود، لسبع من الإمارات، عميد استشراف وحكيم استكشاف، لما وراء الصور الجاهزة والأنماط المقولبة، مفكراً أميناً على إرث أمة وموروث قوم، لم تحدهم طموحاتهم، وإن حدتهم الجغرافيا بين خليج ومحيط». وفي بداية محاضرته أكد يوسف الحسن، أن زيارة أهم رمز للمسيحيين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ولقائه في هذا التجمع الكبير مع ممثلي الأديان والعقائد، ووجود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كل ذلك يتم برغبة إماراتية، هو دلالة على ما تتمتع به الدولة قيادة وشعباً من مركز دولي مهم في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش بين البشر، وهذه الزيارة لها دلالة كبيرة تسجل في التاريخ، وتحملنا مسؤولية أخرى في المضي بثقافة التسامح، وهي مسؤولية يتحملها المجتمع ككل لتصبح فكرة التسامح جزءاً من الهوية الإماراتية. وقال: «إن مفهوم التسامح ما زال ملتبساً حتى في فكر النخب، وهنا أطرح سؤالاً، لو لم يكن لدينا 200 جنسية هل سيكون مجتمعنا متسامحاً؟ وأذكر أني اطلعت على رسالة وجهها المغفور له، الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، إلى الفاتيكان يمنحها أرضاً على الكورنيش، فمسألة التسامح وقبول الآخر واحترام العرق واللون والدين موجودة في التراث العربي الإماراتي والإسلامي».وأشار الحسن، إلى أن الهند فيها 300 مليون مسلم، لم يلتحق واحد منهم بالتنظيمات الإرهابية التي انضم إليها قتلة من كافة دول الأرض، فثقافة التسامح متجذرة في هذا البلد، وقد كان محمد خان، الرجل المصلح الهندي في أواخر القرن التاسع عشر يحرم الجهاد خوفاً على المسلمين من المذابح. وقال: «لقد تغيرت الديموغرافيا تغيراً جذرياً في العالم؛ حيث إن ثلثي المسيحيين يعيشون في أمريكا اللاتينية وآسيا ولا علاقة لهم بالرجل الأبيض، كما أن ثلث عدد المسلمين يعيشون في أمريكا وأوروبا والدول الأخرى، بالتالي فإن موضوع التعايش مطلب ضروري للبشر». وأوضح أن البعض في فهم التسامح، يرتكب خطأ كبيراً؛ حيث يعتقد أن التسامح هو الصفح والعفو عمن أخطأ بحقه، لكن التسامح الذي ذكر عشرات المرات في القرآن الكريم وفي المسيحية، هو أن تحترم وأن تتقبل الآخر المغاير وتعيش معه بسلام، وهذا يتطلب حواراً وتفاهماً، فالله عز وجل قال: «إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» لا لتتصارعوا، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أوصى بالجار حتى كاد أن يورثه، ولم تحدد صفة الجار مسلماً كان أو غير مسلم.

مشاركة :