أوصت ورشة «تطبيق منهجية المشهد الحضري التاريخي ضمن مدينة العين» التي أقامتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، في مدينة العين، واختتمت أمس الثلاثاء، بزيادة مستوى الوعي حول مساهمة الثقافة والإرث الثقافي في اقتصاد المدن وتنميتها المستدامة، وتوطيد أواصر التعاون بين المساهمين، خصوصاً فيما يتعلق بمسائل التنمية الحضرية في المناطق المجاورة لمواقع التراث العالمي في العين، وأخيراً إدراج توصيات دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بشأن إرشادات التنمية الحضرية حول مناطق الحماية في الواحات ضمن عناصر منهجية المشهد الحضري التاريخي. وكانت الورشة قد استهلت فعالياتها بكلمة عبد الرحمن النعيمي، مدير قسم مواقع التراث العالمي في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، الذي أكد أن «خطة إدارة المواقع الثقافية المدرجة على قائمة التراث العالمي في مدينة العين تتطلب تطبيق المشهد الحضري التاريخي، كجزء لا يتجزأ من الجهود التنظيمية لدائرة التخطيط العمراني والبلديات، بغية إدراج الثقافة والتراث الثقافي في صلب المبادرات التخطيطية الجديدة، واستخدام هذه المنهجية كبوصلة للتنمية المستقبلية في مدينة العين». ونظراً لأن مواقع التراث العالمي في العين تشغل حيزاً كبيراً (125.5 كيلومتر مربع مع المنطقة العازلة) وتداخلها الشديد مع نسيج المدينة، وقدرتها على تحفيز التطور المجتمعي والبيئي والاقتصادي لمدينة العين، تطمح خطة إدارة المواقع لتطبيق منهجية المشهد التاريخي الحضري ضمن إدارة مواقع التراث العالمية بالتوازي مع تبني منهجية مشابهة في الخطط الموضوعة لبقية أرجاء المدينة. ويدعم تبني هذه المنهجية، بحسب النعيمي، أهداف روية الإمارات 2021 تحديداً فيما يخص تأسيس مجتمع متلاحم محافظ على هويته، وخطة العين 2030 التي تهدف إلى الترويج للعين بصفتها مدينة الواحات. وقد شارك في الورشة إلى جانب ممثلي عدد من الدوائر والهيئات المحلية، ممثلون عن ثلاث مدن تتبنى منهجية المشهد الحضري التاريخي وهي: «بالارات» أستراليا، «بوردو» فرنسا، «إدنبرة» المملكة المتحدة. واستعرضت باتريشيا أودونيل، رئيس ومؤسس شركة المشاهد التراثية في ورقتها الموسومة بـ «مقدمة إلى المشهد الحضري» دلالة المصطلح والتطورات المفاهيمية التي شهدها، مؤكدة أنه لم يعد يقتصر على حماية المدن التراثية فقط، بل تطور ليشمل كيفية دمج تلك المدن والمواقع التراثية مع الزحف الحضري عليها. أما المعماري جاد ثابت خبير «اليونسكو» في التخطيط الحضري، فقدم ورقة عمل بعنوان «المشهد الحضري التاريخي في سياق تطورات التخطيط الحضري المعاصر»، تبعتها جلسة نقاشية بعنوان «المشهد الحضري التاريخي في منهجيات التخطيط الحضري المعاصر، ثم جلسة بعنوان «ما سبب وكيفية تطبيق المشهد الحضري التاريخي لمنطقة العين؟» أدارها دانييل بيني أستاذ متقاعد للتخطيط الحضري في جامعة فيرارا الإيطالية.
مشاركة :