صدر أخيراً عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، في إطار تعاونها مع النادي الأدبي الثقافي في نجران (السعودية)، كتاب «شعرية التلقي: النص وتجاوب المتلقي في أدب المعري» للكاتب حميد سمير. «شعرية التلقي» قراءة نقدية تنزع إلى دراسة نصوص أبي العلاء المعري الأدبية من خلال نظرية التلقي التي يتساوى فيها الأديب مع المتلقي، بأن يصبح الأديب وعمله الأدبي والمتلقي على خط واحد مستقيم بحيث يخرج النص الأدبي، شعراً كان أم نثراً، معبراً عن مؤلفه ومتلقيه في آنٍ واحد، وذلك ما لا يميل إليه القراء والنقاد في دراسة أعمال المعري الأدبية حيث يتناولونها نقدياً باعتبارها معبِّرة عن ذات الكاتب فحسب. وفي ذلك يقول حميد سمير في مقدمته لكتاب شعرية التلقي: «إن الخطاب الأدبي عند المعري لا يعكس صورة مؤلفه وحده، إنما هو خطاب يجسد ذاتاً حوارية، من طبيعتها أنها تجمع بين صوت المؤلف وصوت المتلقي في نص واحد وليس لأي منهما امتياز على الآخر. ومعنى هذا أن العمل الأدبي عند المعري يقوم على أساس التواصل والحوار الذي يتحول فيه الأدب إلى رسالة تواصلية حوارية تتكون من مرسل ورسالة ومتلق، مع فارق أساسي هو أن هذه الرسالة هي ذات طابع فني قوامه الحوار والتفاعل الذي لا يعرف الانغلاق والسكون، لأنه منفتح على سياقات متعددة ومتنوعة.»
مشاركة :