اعتبر كاتب سعودي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قطع "شعرة معاوية" مع السعودية في لقائه التلفزيوني الذي هاجم فيه ولي العهد محمد بن سلمان بوضوح. وهاجم الكاتب السعودي أحمد عوض في نص بعنوان "أردوغان.. الأمر ما ترى لا ما تسمع" الرئيس التركي بشدة، مشيرا إلى أن أردوغان "يرى في حِلْم القيادة السعودية في تعاملها مع تصريحاته السابقة تساهلا؛ لذلك تمادى وبدأ بالهرطقة، ودخل في حالة هستيريا وهذيان". وأدخل عوض الشعب السعودي في المعركة مع أردوغان قائلا في حماسة إن هذا الشعب "الذي لم يستجد أحدا في رزقه وأمنه وحياته، الشعب العظيم الذي عاش حياته حرا في بلاده يواجه صعوبات الحياة بصبر وجلد، الآن وليس غدا.. هذا موقف عزّ لكم، ليرى منكم ما لم يتوقع هذا المبتز". وتابع الكاتب السعودي مخاطبا شعبه داعيا إياه إلى محاربة "هذا الرجل الذي بدأ يسترسل في حربه ضد السعودية... حاربوه في سياحته، في بضاعته، في كل ما يدعم موقفه أمام شعبه، قاطعوه حتى لا يتجرأ لما هو أبعد". وطالب عوض السعوديين بأن يوقفوا ما وصفه بـ"هذا العبث، هذا الابتزاز، لا تنتظروا موقفا سياسيا رسميا، هذا الموقف سيحدث وباللحظة التي تناسب هذا المبتز، الآن دوركم كشعب يرى في هذا الرجل عدوا للسعودية". واسترسل الكاتب السعودي في هذا السياق قائلا: "لسنا مجرمين، لسنا قتلة، لا نؤيد سفك دم بريء، جريمة خاشقجي حدثت، والدولة تحاكم القتلة، جريمة بشعة تحدث في كل مجتمع، لا أحد يتهاون فيها أبدا". وانتقد عوض "المتقاعسين" عن خوض هذه المعركة بحجج "لن نشارككم"، وبقوله "دعونا في صمتنا"، وبترديدهم "لا تخوِّنوا من لزم الصمت" وخاطبهم في نص طويل يقول: إذا كنتم حقا مؤمنين بما تقولون ابتعدوا بشكل جدّي، وجودكم وكتاباتكم بشكل دوري وثابت دليل على أنكم تمارسون حياتكم بشكل طبيعي وتتقاضون مالا مقابل ما تكتبون في الصحف ولم يتم تخوينكم ولم يتم إيقافكم، كل ما تقومون به هو إيصال رسالة أنكم ضد ولكن بصمت، نحن ننتقد الخطأ، نرفض الجريمة، ولا نؤيد إلاّ بلادنا، لا تهمزونا و تلمزونا بدفاعنا عن بلادنا، الزموا الحياد كما تشاؤون لكن لا تستغلوا منابر صحف بلادكم لترسلوا وبخبث رسائل أننا رعاع وهمج و"درباوية" بدفاعنا عن بلادنا، اعتقادكم أننا لسنا أحرارا وأنتم الأحرار يتنافى ووجودكم اليوم بجانبنا في كل نشر، سنبقى مؤمنين بما نكتب وأحرارا بما نكتب، وستبقون أسرى لازدواجية الهوى والولاء قدما هنا وقدما هناك، لا يستوي نضال وقبض مال ممن لا تؤمن به إنسانا جيّدا. اللافت أن الكاتب السعودي أفصح عن إمكانية أن يكون هذا النص آخر مقالة له، وتابع قائلا بعبارات جياشة: قد أخسر نافذتي التي حصلت عليها بعد تعب سنوات، ربما لم أستفد ماليا، ربما لم أحقق حلما بسيطا بأن أحيا كما يجب، لكنني راض عمّا قدمت، لقد كتبت ما أؤمن به، كتبت لأنشر فكرة بسيطة "هذا وطننا الوحيد ولا بديل له إن لم نحافظ عليه سنخسر كل شيء" أمي فخورة بي وهذا أمر يهوّن علي الكثير. المصدر: عكاظ
مشاركة :