الشعب اليمني لا يثق بالحلول التي تطرحها الامم المتحدة ولا يرى أن المجموعة الدولية جادة في مساعيها للوصول باليمن لبر الامان، بل ذهب المجتمع اليمني لما هو اكثر من ذلك حيث طالب بطرد مبعوث الامم المتحدة السيد جمال بن عمر، فقد دعا الصحفي اليمني حمود هزاع لحملة شعبية وجمع توقيعات لرفض جمال بن عمر، وكذلك الصحفي عارف ابو حاتم الذي وصف ابن عمر بالسمسار الاممي واتهمه بانه ينفذ مشروعا امريكيا- ايرانيا في اليمن يفضي باعادة هيكلة الجزيرة العربية، وكذلك القيادي الحزبي عادل شجاع طالب الشعب اليمني بالخروج عن صمته وان يتحرك لطرد مبعوث الامم المتحدة، حيث تعتبر هذه القيادات السياسية والمهنية ان جمال بن عمر يرفع تقارير للامم المتحدة تنافي الواقع وتخدم أجندة الحوثيين. الواقع ان الذي سقط في اليمن ليس الامم المتحدة وحدها، بل ايضا الاحزاب السياسية اليمنية الرئيسية، فقد تأكد للشعب اليمني بعد استيلاء مليشيات الحوثي بالقوة المسلحة على مفاصل الدولة اليمنية، بانه لاجدوى من النضال السلمي، وان الحوثي دفع ابناء اليمن للمواجهة المسلحة، ولم يكن ذلك الطريق ميسرا لمليشيات انصار الله لو ان الاحزاب السياسية توصلت لصيغة حل وطني شامل، بل كل حزب بحث عن مكاسبه الخاصة بكل الوسائل والتي من ضمنها المشاركة في المغنم مع الحوثي، ولم يكن هذا على مستوى القواعد الشعبية للحزب بل على مستوى القيادات الحزبية وبعد ان واجهت تلك القيادات معارضة شديدة من مكوناتها الشعبية الحزبية تراجعت عن المشاركة السياسية مع الحوثي، فقد كان لهذا التوجه تأثير كبير في الشارع اليمني الذي تخلى عن انتمائه الحزبي وتوجه الى انتماءاته القبلية والعائلية ليحمي ارضه وهويته، فقد تجلى هذا الامر في مأرب حيث اشتدت فيه المواجهة بين انصار الله والقبائل. الازمة اليمنية في هذا التوقيت تتحرك بدون محددات دولية للسيطرة عليها وبدون مشروع سياسي وطني، فقط الموجود مواجهة بين الحوثيين والقوة الشعبية اليمنية التي أغلبها من أبناء القبائل، والذين يحاول الحوثي ان يربطهم بالقاعدة ليحقق مكاسب دعائية لصالحه، هذا الملمح في المشهد اليمني قد يملي على دول الخليج التحرك نحو دعوة القيادات القبلية الى عقد مؤتمر عام في اليمن برعاية خليجية من أجل توحيد الجهود الوطنية اليمنية تحت مظلة مؤتمر وطني للقبائل اليمنية التي اثبتت الاحداث وطنيتها ورفضها للمشروع الحوثي الذي يخدم مصالح اقليمية، فأبناء القبائل يشكلون اكثر من 85 % من الشعب اليمني وجميعهم رافضون للمشروع الايراني في بلدهم، فاجتماعهم تحت مظلة سياسية وطنية واحدة، امر مفصلي في استقرار اليمن واعادته لحياة الاستقرار التي فقدها بسبب قوة الدفع الخارجية التي اشترت مصالحها بالدم اليمني وكلما زاد نزيفه اقتربت قوات العبث الخارجي من تحقيق مصالحها، فمجهود القبائل اليمنية يحتاج لمجهود اقليمي يحركه باتجاه مصالح الشعب اليمني العليا. لمراسلة الكاتب: malmutairi@alriyadh.net
مشاركة :