هجوم بشار الأسد على السعودية له ألف مبرر وحجة، فالمملكة تدفع بكل اتجاه لإزالة حكمه، ونصرة الشعب السوري، وعملت على إسقاط شرعية نظام البعث في كل المنظمات الدولية والاقليمية.. في آخر ظهور اعلامي لزعيم العصابة في دمشق شن هجوما عنيفا ومتوقعا على السياسة السعودية، وقدمها كتابع للسياسة الامريكية.. وهنا يجب أن نتوقف ونفحص لكي لايمر كلام السفه الى عشش الاعلام العربي وترميه لعقول تتغذى على الإشاعات والتدليس والكذب وعلى مر الايام تصبح تلك الخزعبلات حقائق يصعب نكرانها.. المملكة في الفكر الاعلامي العربي لاتخرج عن شكلين إما انها تابع للولايات المتحدة الامريكية، وإما أنها ممول جيد لخزائن الخواء العربي، ومن اراد ان يتحرك عكس هذا الاتجاه وصف بالنفاق والتزلف، وهذه جريمة ورثها الآخرون عن الاولين في اعلام تشيطن وتوحش واصبح ينهش اللحم ويفجر العقول. نرجع لموقف المملكة من القضية السورية ونطلب من الانسان العربي ان يحكم ضميره، وليست مصادره، فموقف المملكة مع توجيه ضربة عسكرية لنظام الاسد وعملت على إقرارها، وواشنطن وعدت وأخلفت، واحتجت المملكة على هذا الموقف المتردد، ففي اجتماعات الجمعية العامة في الامم المتحدة سحبت المملكة كلمتها الرسمية اعتراضا على سياسة واشنطن بالتحديد من القضية السورية .. بشار في مقابلته الاعلامية يشير الى ان المملكة تسلمت الملف السوري من دولة عربية واستمرت بمفردها ضد نظامه، ولم يذكر لماذا تخلت الدولة العربية عن موقفها المساند للشعب السوري، ولماذا واصلت المملكة دعمها لحق اشقائها في الشام؟ فالحقيقة التي لم تذكر هي ان الدولة العربية رأت ان موقف واشنطن من الثورة السورية ضبابي وغير واضح فلذا ابتعدت عن المساندة بعد معرفتها بموقف البيت الابيض، اما المملكة تحركت وفق حساباتها التي تتوافق مع تطلعات الشعب السوري وليس بناء على توجهات تحالفات مزعومة. الشيء الاخر المستفز ان نظام البعث يقول على لسان رئيسه : ان ما يتعرض له الآن من ثورة جاء بسبب دعمه لحق الشعب الفلسطيني، فالحقيقة التي يعرفها المواطن العربي ان نظام الاسد لم يوجه طلقة واحدة في اتجاه العدو الصهيوني على مدار اربعين عاما حتى عندما ضرب العاصمة دمشق، وحكاية دعمه لحزب الله وحماس لم تكن من اجل تحرير فلسطين بل تنفيذا لتوجهات طهران التي لها اهدافها الخاصة بالدعم وليس من بينها الدفاع عن حرية الشعب الفلسطيني، ولعل بعض هذه الاهداف بدأت تتكشف اليوم !! اما المملكة فهي الدولة العربية الوحيدة التي دافعت بكل ما تملك من قوة لكي لا تنقل اسرائيل عاصمتها من تل ابيب الى القدس وقدمت علاقتها مع واشنطن ثمناً لهذا الخيار الشريف، وتحملت بسبب هذا الخيار الشيء الكثير ومازالت وما صناعة فيلم احداث 11 سبتمبر الا صورة من صور ثني المملكة عن موقفها الداعم لشرعية الشعب الفلسطيني وسيادته على الارض المقدسة. الرئيس الاسد قال ان الجيش السوري والجيش المصري يتعرضان لمؤامرة خارجية، فقط قدم عنوانا مضللا ليساوي بين سلوك جيشه الخائن للشعب السوري، وبين الجيش المصري البطل المدافع عن حق شعبه بالحرية والكرامة، وهنا ملمح واضح يرصد ابتعاد الموقف السعودي عن الامريكي ولكن هيهات ان يذكره القائد المدجل، فعندما هددت واشنطن بقطع المعونة الامريكية عن الجيش المصري سارعت المملكة باعلانها دفع كل دولار سوف تمنعه واشنطن عن الجيش المصري، هنا لا نريد ان نذكر الاشقاء العرب بمواقفنا ولكن نتذاكرها نحن السعوديين لكي لا ننسى، بعدما شاهدنا بعض فضائيات العرب تصر على الكذب القبيح ويقابله تصديق اقبح من بعض الجماهير العربية، نتذكر نحن السعوديين بعدما أتعبنا الصبر على الاساءة ونكران الجميل..
مشاركة :