تابع مرصد الأزهر العالمي لمكافحة التطرف، المقال الَّذي نشرته إحدى الصحف المصريَّة، في عددها الصَّادر اليوم، الأربعاء 6 فبراير 2019م، تحت عنوان "فى جناح الأزهر كتاب يروج لـ«داعش» (السليمانى مسئولًا)"، والَّذي تضمَّن العديد من المغالطات والمعلومات الخاطئة الَّتي من شأنها إثارة الرأي العام دون سند علمي أو بحث موضوعي.وأكد المرصد أن المقال تناول العديد من المغالطات، يجب تصحيحه لكاتب المقال، حيث إن مرصد الأزهر العالمي لمكافحة التطرُّف هو أحد الكيانات الجديدة الَّتي أنشأها الأزهر الشريف قبل عدَّة سنوات لمواجهة ورصد وتفكيك الفكر المتطرِّف، ودوره متابعة ورصد الظاهرة الإرهابيَّة، وإصدار دراسات ومطبوعات توضِّح أبعادها ومناطق انتشارها ومقولاتها، والرد على تلك المقولات وتفكيكها، لذا فإنَّه من العبث الخلط ما بين الرَّصد والدِّراسة وبين الترويج، فالمرصد أصدر مئات الدراسات والأبحاث الَّتي تفكِّك مقولات التنظيمات الإرهابيَّة وتوضِّح تهافت شبهاتها.وقال: "الكتاب المذكور في المقال "إستراتيجيَّة «داعش» فى استقطاب وتجنيد الشباب" هو نتاج عمل رصين وجهد دؤوب مِن قِبَل الباحثين في المرصد، ويبدو أنَّ كاتب المقال لم يطَّلع أصلًا على مضمون الكتاب واكتفى بالتصفُّح السريع المتربِّص، فالدِّراسة العميقة التحليليَّة للتنظيمات الإرهابيَّة تشكِّل أداة مهمَّة في الحرب ضدها، وهي تساعد وتدعم المواجهة الأمنيَّة والعسكريَّة معها".وأضاف: "لا صحَّة لما زعمه كاتب المقال من أنَّ القائمين على جناح الأزهر في العام الماضي اعتذروا له عن نشر الكتاب، ووعدوه بسحبه، فنشر الكتاب تمَّ بعد مراجعة وتدقيق من إدارة المرصد، وليس فيه أي ترويج للتنظيم، وإنَّما رصد وتحليل لآليات التجنيد الَّتي يتبعها داعش، والَّتي تقع الأذرع الإعلاميَّة للتنظيم في القلب منها".وتابع: "يقول كاتب المقال إنَّ مقدِّمة الكتاب "تشعرك بقوة تنظيم داعش"، ويستنكر ذلك، مع أنَّ معظم الدراسات العلميَّة والأمنيَّة تتفق على أنَّ التنظيم هو الأخطر في تاريخ التنظيمات الإرهابيَّة، وأنَّه في وقت ما كان يسيطر على الشطر الأكبر من دولتين عربيتين، قبل أن يندحر مقاتلوه، ويفقدوا معظم مناطق سيطرتهم، لذا فإنَّ قوة التنظيم، قبل اندحاره، كانت واقعًا يعرفه العالم وليس مجرد شعور تسرب لكاتب المقال".واسترسل: "يعترف كاتب المقال بأنَّ الكتاب خصَّص الجزء الأخير منه للحديث عن سبل مواجهة أساليب تنظيم داعش، ثم يناقض نفسه في الفقرة التالية من المقال ويزعم أنَّ الكتاب يعرض آليات التنظيم "دون مناقشة أو رد أو تفنيد"، وبالطبع من حق الكاتب أن يرى أنَّ تفنيد المرصد لمزاعم داعش غير كافٍ، لكن أَنْ يزعمَ أنَّ الكتاب لم يفنِّد تلك الآليات فهذا تدليس مرفوض".وأكد المرصد أنَّه مستمر في دوره العلمي والبحثي لرصد وتتبع وتفكيك الظاهرة الإرهابيَّة بمختلف أبعادها، وهو دور يحظى بتقدير واهتمام الكثير من الجهات المحليَّة والدوليَّة، الَّتي زار الكثير منها المرصد، ساعيًا للاستفادة من تجربته، خاصَّة أنَّ المرصد يعمل بـ 11 لغة، تغطي معظم أجزاء العالم، مشيرا إلى أن الزج باسم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في المقال، مرفوض ومستهجن، والحديث عن أنَّ فضيلته ليس له علاقة بالأمر، نوع من الدَّسِّ الساذج، الَّذي يُوحي للقارئ بأنَّ الكتاب يتضمَّنُ كارثة، وأنَّ كاتب المقال يتكرَّم ويعفي فضيلة الإمام الأكبر من المسئولية، وهي لغة ساذجة ومستهجنة، وكان مِن الأولى بالكاتب أن يتناول بالبحث والنقد ما تضمنه الكتاب من معلومات وتحليلات، بدلًا من لغة التحريض العبثيَّة.وشدد على أنه يطلب من كاتب المقال مراجعة ما كتبه "د. رفعت السعيد"، رئيس حزب التجمع الراحل، عن الكتاب ذاته، وعلى صفحات الجريدة نفسها، تحت عنوان "مرصد الأزهر يلاحق «داعش»" بتاريخ 3/6/2017م، وعلَّق فيه على ما ورد في الكتاب من أرقام ومعلومات بالقول: "أشعر بفزع حقيقى من قدرات ونشاط هذه الجماعة الإرهابيَّة"، ثم اختتم مقاله بالقول: "ويبقى الفضل متصلًا لفضيلة الإمام الأكبر صاحب فكرة المرصد الذى يلعب دورًا عالميًّا فى فَضْح داعش وجرائمها".
مشاركة :