فورين بوليسي تحذر من مواجهة أمريكية إيرانية قريبة

  • 2/6/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد تلويح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باحتمال إبقاء قوة عسكرية صغيرة في كل من سوريا والعراق لمراقبة تحركات إيرانية، يعتقد بعض المحللين والمسؤولين الأمريكيين، أن تعديل مهمة أولئك العسكريين قد يعزز فرص وقوع مواجهة بين أمريكا وإيران. وتنقل لارا سليجمان، مراسلة موقع «فورين بوليسي» لدى البنتاجون، عن مصادر في الإدارة الأمريكية قولها إن ترامب يدرس إمكانية الاحتفاظ بقوة صغيرة داخل قاعدة نائية في جنوب شرق سوريا، بعيدة عن داعش، بهدف مواجهة إيران. وقبل بضعة أيام، قال ترامب إنه راغب بإبقاء بعض القوات في العراق للهدف ذاته. وقال ترامب في لقاء ضمن برنامج «فيس ذا نيشن» على محطة «سي بي أس» الأمريكية: «أريد أن أكون قادراً على مراقبة إيران. وسوف نواصل مراقبة ومتابعة ما يجري هناك». وترى سليجمان أنه، في كلا البلدين، تقوم الاستراتيجية الجديدة على تعديلات تبعاً للوضع القائم، ما يطرح أسئلة واسعة حول المهمة العسكرية. وفي هذا السياق، تنقل الكاتبة عن نائب رئيس مركز التقدم الأمريكي للأمن القومي والسياسة الدولية كيلي ماجسامين تساؤله عن ماهية الاستراتيجية الجديدة، وما هي قواعد الاشتباك؟ وكيف نستطيع تجنب الانجرار إلى حرب إقليمية ليست من صنعنا؟”. ويضيف ماغسامين، “لو كنت جندياً أمريكياً في سوريا، لأردت أن أعرف ما هو المهم في ما أقم به هناك، وكيف تتطابق مهمتي مع الاستراتيجية؟. وتشير سليجمان إلى أن القاعدة النائية التي ينوي ترامب إبقاء بعض من قواته فيها تسمى «قاعدة التنف»، وتقع في شرق سوريا بالقرب من الحدود مع الأردن. وقد أنشئت هذه القاعدة لدعم قوات محلية كانت تقاتل داعش. ولكن يبدو أن القاعدة التي تقع على طول طريق إمدادات إيرانية محتمل عبر العراق إلى سوريا، قد تحولت إلى حصن لمحاربة النفوذ الإيراني في المنطقة. وقال قائد عسكري أمريكي سابق: «تمثل قاعدة التنف عنصراً أساسياً في المساعي الجارية لمنع إيران من إقامة خط اتصال من إيران عبر العراق وسوريا نحو جنوب لبنان لدعم «حزب الله ». وتشير كاتبة المقال للدور الذي يمكن أن يساعد فيه الوجود الأمريكي في قاعدة التنف في منع تحقيق طموحات إيران بشأن «هلال شيعي»، أو جسر بري متواصل من إيران عبر سوريا إلى لبنان. ولكن مسؤولين أمريكيين، يؤكدون أنه في ظل خطة الانسحاب الحالية، سيكون أكثر من 200 عسكري أمريكي يقدمون المشورة لمقاتلين سوريين محليين، آخر من يغادرون سوريا. وتتمركز الغالبية العظمى من القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، على بعد مئات الكيلومترات من قاعدة التنف. ولكن نظراً إلى الأهمية الاستراتيجية للقاعدة، تقول مصادر عليمة إن الإدارة تدرس خطة لإبقاء بعض القوات هناك. وحسب مصدر مقرب من مناقشات الانسحاب الأمريكي من سوريا، لا تكمن أهمية القاعدة في موقعها الاستراتيجي وحسب، بل بشأن منطقة حظر يبلغ نصف قطر دائرتها 55 كيلومتراً، ما يسمح لقوات أمريكية بالادعاء بأنها تدافع عن نفسها عند مهاجمة إيرانيين، أو قوات أخرى تتحرك عبر المنطقة. وقال المصدر: «عندما يقتربون من القاعدة، يمكن لنا الزعم بأنهم كانوا يهددون القوات الأمريكية أو قوات شريكة لها”، و”من خلال قاعدة التنف يتحقق هدف منطقي للولايات المتحدة، وهو مراقبة ميليشيات مدعومة إيرانياَ، ووقف تدفقها». ولكن حسب كاتبة المقال، هناك احتمال بروز مشكلة أخرى بشأن بقاء قوات في قاعدة التنف، لأن ذلك يتعارض مع أوامر الرئيس الأمريكي الأولية القاضية بانسحاب جميع القوات من سوريا. وقال ترامب إن محاربة تنظيم داعش هو السبب الوحيد لوجود قوات أمريكية في سوريا.

مشاركة :