سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الضوء على حديث الداعشي "كريستيان إيمدا" عن أنشطته في داعش بجرأة وجسارة دون أن يهاب الموقف أو أن يرتبك في حديثه، فقال في حديث له أمام الكاميرا الخاصة بالفريق التليفزيوني بمدينة الرقة في عام 2014، مهددًا فيه المجتمع الألماني حيث قال: "سنرجع إليكم يومًا ما بكل تأكيد، ولن نرجع بالتسامح والود أو ما شابه، ولكننا سنرجع إليكم بالسلاح"، ولكن بعد مرور فترة من الزمن تسرب اليأس إلى روحه القتالية. وتبدأ القصة برسالة مجهولة المصدر على الفيسبوك إلى والدة كريستيان في 10 فبراير 2017، جاء فيها أن ابنها يمر بمشكلة كبيرة، و أنه تورط في حادث مأساوي، حيث إنه قتل شخصًا عن طريق الخطأ، وأن أسرة الضحية تطلب منه أن يدفع فدية 20 ألف يورو، وأن حياة ابنها مرهونة الآن بدفع الفدية على وجه السرعة، وإن لم تفعل فسيتم قتل ابنها، وأردفها المصدر المجهول برسالة مسجلة بصوت ابنها، مطالبًا أمه -ويلح في طلبه- أنه في حاجة إلى 20000 يورو. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القصة ربما تكون خدعة من التنظيم للحصول على المال، وليس لدى الأم أي فكرة عن هذا. من جانبها اتبعت الأم التعليمات التي وردت في الرسالة وقامت بتسليم ما يزيد عن 1700 يورو نقدًا إلى "شيرزاد" و"محمد إس"، اللذان كانا يعملان على أنهما مساعدين لابنها في ألمانيا.وفي هذا السياق ذكرت الصحيفة أن هيئة حماية الدستور بشمال الراين ويستفاليا كانت على علم مسبق باللقاء فصورت الشخصين اللذين قابلا والدة كريستيان، وساعدت هذه المعلومات على مواصلة التحقيقات في القضية، وستبين التحقيقات أن قصة القتل المأساوية التي وقعت في سوريا كانت خدعة من التنظيم وتم الآن التعرف على هوية المتصل. وأشارت التحليلات الصوتية وفحص رقم الهاتف المحمول المستخدم أن "أحمد ت" هو صاحب الهاتف المحمول، وهو جهادي من فرانكفورت كان قد غادر إلى الدولة الإسلامية (داعش) قبل سنوات.وقام المدعي العام الاتحادي باتخاذ الإجراءات القضائية ضد "أحمد ت" و"كريستيان إيمدا" بتهمة الانضمام إلى منظمة إرهابية، ولكن لا يُعرف ما إذا كانا على قيد الحياة أم لا.وذكرت الصحيفة أن الشرطة الألمانية قامت صباح يوم الثلاثاء بمداهمة شقتين للاشتباه بوجود شيرزاد ومحمد إس اللذين كانا مشتركين في الاحتيال على والدة كريستيان إيمدا والاستحواذ على مدخراتها، غير أن الشرطة لم تجدهما حتى الآن.
مشاركة :