قراءات قصصية تشاطرنا الحلم في نادي مليحة

  • 2/8/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مليحة- عثمان حسن نظم نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول في نادي مليحة الثقافي الرياضي، أمسية قصصية، شارك فيها كل من: الباحث خالد أبو العيمة من مصر، وفاطمة العامري من الإمارات، وجلنار زين من الأردن، وسلمى النور أحمد من السودان، وأدارها الكاتب محسن سليمان، وحضرها الدكتور محمد بن جرش الأمين العام لاتحاد الكتاب، وعبدالله محمد خلفان الكعبي عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة التميز والابتكار في النادي. كشفت الأمسية عن تنوع في أساليب السرد القصصي، وعن مواهب حقيقية سيكون لها دور في إثراء المشهد الأدبي في الإمارات، وكان الهمّ الذاتي ومناقشة القضايا والمشكلات الاجتماعية، هو الإطار الناظم لهذه المشاركات، التي تنوعت ما بين القصة النفسية، والرمزية، وما يمكن تسميته ب «القصة الومضة». في بداية الأمسية تحدث محسن سليمان، عن سعي نادي القصة في اتحاد الكتاب إلى تقديم تجارب جديدة في المشهد الثقافي القصصي في الإمارات، كما قدم نبذة عن منطقة مليحة الأثرية واحتضانها لنادي مليحة الثقافي الرياضي، الذي شهد في العام الماضي انطلاق جائزة أدبية في الرواية والقصة. من قصة «نبض مسروق» لخالد أبو العيمة التي انحازت إلى التكثيف والرمز نقرأ: (بلقيس ذكية جداً في تلميحاتها، فاتنة، تمنحك طريق الحلم أو تشاطرك حلمك، تعرف كيف تختصر الحب في مفرداتها، في العزف على شقائق الثواني، عفويتها تستدرج خيالك، فتنساق وراء هذا السحر الفواح من قلم يجيد العزف على أوتار قلبك، جباراً، مستبداً، مستحوذاً على مشاعرك، تحاصرك الأحاسيس أن تبدأ من جديد فيتنحّى حلمك القديم جانباً ليفسح الطريق لهذا الحلم العاتي من أنثى تكتم أنفاس الشراسة بكل هذا الوقار). جلنار زين التي تكتب قصة مكثفة تختزل فيها كل أساليب الحيلة في التقاط المشهد القصصي، قرأت نموذجاً بعنوان «حرفياً» وجاء فيه: «تمطّى على الأريكة الوثيرة، وفتح فاه عن آخره متثائباً، فقد أمضى الساعة الأخيرة يشكو لطبيبه النفسي، ولعه بفتاته التي هجرته بلا سبب، هذه هي الجلسة السابعة.. أو العاشرة.. لا يهم، فمن يعد؟ في المنزل أعد برميلاً ضخماً، لقّمه بقطع الخشب الجافة وسكب عليها كمية مناسبة من الوقود.. شرع بتنفيذ وصية الطبيب، فعليه أن يحرق كل ما يذكره بها، كل شيء بلا استثناء، ألقى برسائلها الورقية، صورها، مذكراتها، ملابسها، الحقيبة الفاخرة التي اشتراها لها في عيد ميلادها.... تحسس رأسه ثم ألقاه في النار». سلمى النور أحمد، قرأت قصة طويلة بعنوان «الصالة» ورغم موهبتها الواضحة، وميلها إلى تشكيل عالم قصصي خاص بها، إلاّ أنها وقعت في فخ الرتابة، والفائض اللغوي والاستغراق في التفاصيل، جاء في قصتها: «تعليم الفتاة في قريتنا يقتضي أن تقدر على القراءة والكتابة وحل مسائل الحساب، فهذا ما تحتاجه في حياتها اليومية، وما زلت أذكر آخر امتحانات الثانوية العامة، يوم صارحت معلمتي عصمت التي أسفت كثيراً بطريقة تفكيري، وأن حلمي كأي فتاة يكمن في الحصول على رجل، لكنها لم تكن تعلم أنه يوسف ابن عمي، أكملت الثانوية بنجاح وجلست في المنزل سعيدة بانتهاء مهمتي الدراسية منتظرة فارس أحلامي، حتى أتى بعد عامين، تم الزواج وانتقلت للعيش في بيت منفصل». بدورها قرأت فاطمة العامري، نموذجاً فريداً في القصة القصيرة، وبدت واثقة تماماً من تجربتها في تأثيث سرد متميز ومختزل، من حيث الأسلوب والتوصيف وتصوير المشاعر، وقرأت العامري قصة بعنوان «ششش» وجاء فيها «بدأ الأمر عندما كنت أحاول حفظ قصيدة لمادة اللغة العربية، فانتبهت إلى عينيه وهما تلاحقاني أينما اتجهت. هل كان يفعلها دائماً دون أن أنتبه؟ أخذت أتنقل من أقصى الغرفة إلى أقصاها، وعيناي في عينيه، جربت ذلك مراراً لأتأكد، حتى وقفت أمامه، ثم خطوت نحوه، أدرت رأسي إلى اليمين مرة وإلى الشمال مرة أخرى، وعيناي معلقتان عليه، نعم.. إنه يتابعني.. اقتربت أكثر.. ثبّت عيني في عينيه، فشعرت أن بؤبؤيه مصوبان نحوي، فتعمدت أن أرمش عدة مرات، وخيل لي أنه يرمش معي، يغلق عينيه كلما أغلقتهما، يفتحهما عندما أفتحهما... وما كدت أفتح فمي لأنادي أمي حتى انتبهت إلى سبابته يلصقها على فمه: - «ششش»! -همست متفاجئة -أنت حي فعلاً -نعم -اشتقت لك -وأنا.. لنبقِ الأمر سراً بيننا.. الخ». في ختام الأمسية كرم الدكتور محمد بن جرش وعبدالله محمد خلفان الكعبي يصاحبهما محسن سليمان، الكتّاب المشاركين في الأمسية. نشيد الموجة أصدر نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، كتاباً جديداً بعنوان «كلنا السدرة.. كلنا نشيد الموجة» ويشتمل على مختارات من القصة الإماراتية، من جمع وإعداد محسن سليمان ولولوة المنصوري، وصدر عن دار العنوان للنشر والتوزيع بالتعاون مع اتحاد الكتاب، والكتاب يأتي ضمن مشروع ثقافي أدبي بدأه الاتحاد في العام 1986، وكان مجموعة قصصية مشتركة بعنوان «كلنا.. كلنا نحب البحر». اشتمل الكتاب الجديد على إسهامات قصصية لنحو 19 كاتباً بينهم: خالد الجابري، مريم الساعدي، عائشة الكعبي، مريم المري، ليلى سالم، سلطان العميمي، صالحة عبيد، فاطمة المزروعي، محسن سليمان، لولوة المنصوري، آمنة الشامسي، إسراء المازمي، وغيرهم.

مشاركة :